ازدحام مصارف أوباري.. الأسباب والتداعيات.. والحلول الممكنة !!

ازدحام مصارف أوباري.. الأسباب والتداعيات.. والحلول الممكنة !!

تشهد منطقة أوباري هذه الأيام  أزمةً حادةً في شيْئيْنِ أساسيْن يهمان المواطن في البحث عنهما كل صباح بعد رغيف الخبز، وهاذان الشيْئان هما، الوقود والسيولة.

حيث تعاني مصارف أوباري وهي، الجمهورية ، وشمال أفريقيا ، والتجاري ، والجمهورية والصحارى بالغريفة .من ازدحام شديد خلال فترات الدوام الرسمي، مما يؤدي إلى اختناق داخل المصارف و مشادات بين المواطنين بسبب هذا الازدحام.

ويعتبر مصرف شمال أفريقيا الأشد ازدحاماً، حيث تصل الطوابير إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط أوباري ، هذا بعد تحويل المصرف إلى المقر الجديد وتعيين مدير جديد.

وانتقلنا إلى الشارع لنقل بعض العيّنات حول أسباب هذه المشكلة والحلول التي يراها المواطن.

المواطن يونس عبد الرحمن محمد يقول:”  طبعاً إذا كنا نتحدث عن مشكلة المصارف والازدحام الشديد ، حسب رأيي، أن تبعية المصارف لسبها هي  سبب تأخير السيولة بسبب عدم أمن الطريق المؤدية إلى أوباري .

وأضاف:” السيولة التي تأتي إلى سبها تحلّ بها مختنقاتها الخاصة، نحن نعلم أن سبها نفسها فيها أزمة مثل أوباري ، والحل الذي نراه مناسباً تبعية جميع المصارف لطرابلس رأساً بحيث تأتي السيولة عن طريق المطار بحكم قربه وسهولة تأمينه من المطار وإيصالها للمصارف أما هذه المسافة البعيدة فتعتبر مخاطرة إرسال السيولة فيها من سبها إلى أوباري مسافة كبيرة”.

المدرس أبوبكر صالح :” أرى أن تكون السيولة عن طريق المطار وتقوم قوة من أوباري بتأمينها للمصارف ، وكذلك هناك عوائق يضعها مدراء المصارف دائما أمام الزبائن في عدم تصديق الصكوك وذلك لغرض سحبها خارج أوباري ، في هذه الحال المزرية للمصارف ، إذا كانت الدولة لا تهتم بأمر الجنوب فلتقل لليبيين لا يهمني الجنوب، فلا يعقل طابور مصرف يصل إلى حدّ طوابير البنزين هذا ليس عدلا في حق الجنوب”.

وللوقوف على أسباب هذه الأزمة توجهت “فسانيا” إلى مدير فرع مصرف الجمهورية أوباري، ياسين أبو القاسم ، حيث رحب بنا في مكتبه بالمصرف وشرع في حديثه عن أسباب هذه الأزمة  و أكد أن الأزمة هي أزمة سيولة بامتياز وليس كما يتداول في الشارع  بأن الأزمة أزمة موظفين محاسبين في المصارف.

وأضاف أن الفروع الرئيسية في المنطقة الجنوبية جميعها تعاني من أزمة السيولة وكذلك أمن نقل السيولة.

وأشاد بالموظفين الذين يبذلون جهداً في تذليل هذه الصعاب ، وأنه شخصيا ينضم للصرافين في حال توفر السيولة ، وتأخر السيولة باستمرار ، وتأخر ورود المرتبات عن موعدها ،” مثلاً تأخر المرتبات عن شهر 10 إلى شهر 12 ، وتأخر ورود الإرساليات ، وهذا يزيد الازدحام الشديد” يقول ؟

و أضاف أبو القاسم بعد سؤاله عن سبب الازدحام،:” أن الارتباط بالمصرف المركزي سبها سبب تأخر السيولة ،  حيث يعتبر المصرف المركزي بسبها المسؤول الأول عن تمويل المصارف في المنطقة الجنوبية.

وقال:” الفترة التي كانت فيها الأحداث بمدينة سبها سببت ربكة ، و عدم  انضباط في المنطقة ، وحتى المصرف المركزي يخشى من إرسال حوالة  إلى منطقة تبعد عن سبها، وهذا سبب تأخر السيولة أيضاً”.

وأضاف:” نحن نتواصل مع مصرف الجمهورية الإدارة العامة ، لتوفير السيولة عبر الجو مثل مصارف التجاري، وشمال أفريقيا، اللذان يعتمدان على الجو في توفير السيولة، ويساعد المطار المتواجد في المنطقة على تذليل هذه الصعاب وخصوصا المطار الآن يشتغل بامتياز”.

وبعد لقاء أبو القاسم، توجهنا إلى الخبير الاقتصادي ومدير فرع مصرف الادخار أوباري ، الحاج مسعود علي سعيد، ليطلعنا على الحلول الممكنة لهذه الأزمة التي أوصلت البلاد إلى حالة من الشلل التام.

رحب سعيد بالصحيفة وبجهودها ، وأضاف ، بالنسبة للمهارات ، يرجع السبب لعدم وجود الغطاء الأمني في المصارف، وهذه منطقة نائية وتحتاج إلى نظام أمني ، بالرغم من أن الجهات الموجودة في المنطقة تعمل بمجهودات ذاتية ، ولا توجد لديهم إمكانيات ، وهناك مخاطر إرسال السيولة من المصرف المركزي سبها  وتتحمل الفروع نقل وتكلفة هذه الكمية، هذا يؤثر تأثيراً سلبياً  في توفر السيولة ، وعدم قدرة فروع المصارف على دفع نفقات النقل.

وأضاف :”وبعد عرض أسباب الأزمة ، سنستعرض الحلول لهذه المعضلة المتمثلة في فكّ الارتباط بمصرف سبها المركزي، أو توفير أمنٍ ينقل القيم المالية في المصرف المركزي سبها تكون على حساب المصرف المركزي نفسه، الزيادة التي تُحول للمصارف لكي تتناسب مع حسابات العملاء ، حتى يكون السحب يسيراً وسهلاً ، وكذالك الدورات التدريبية للموظفين بحيث تكون هناك سلاسة في دينامكية الصرف”.

وهكذا تبقى أزمة الازدحام على المصارف، مادام الأمن النقليُّ مفقودٌ على الطريق الرابط بين سبها وأو باري ، ما لم تجد الحكومة حلاً متمثلاً في نقل السيولة عبر الجو ، أو توفير الأمن عبر خط الطريق ، ويبقى الأمن هو العزيز المفقود في كلّ أرجاء الوطن ، وهو المعضلة الحقيقة أمام أي عجلة للتنمية.

أوباري / عبد الحميد الأنصاري

من الارشيف

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :