مَا بَـيْــن الرّعْـبِ وَالْـعَـتَـمَـة تَـفَـاصِـيـل لَا تَـدٌورُ إِلاّ فِي شَـوَارِع سَـبْـهَـا عَـاصِـمَـة الْـجَـنُـوب !!

مَا بَـيْــن الرّعْـبِ وَالْـعَـتَـمَـة تَـفَـاصِـيـل لَا تَـدٌورُ إِلاّ فِي شَـوَارِع سَـبْـهَـا عَـاصِـمَـة الْـجَـنُـوب !!

تحقيق:: زهرة موسى :: موسى عبد الكريم 

فسانيا :: زهرة موسى اقترن وجودها واسمها بمختلف جلسات السمر ، وحتى بالأحاديث الجدية فهي سيدة المجالس بلا منازع ، ومصدر رعب الجميع بلا استثناء وهي سيدة المدينة فلا قوة تفوق على سطوتها ، ولا صوت يعلو فوق صوتها ، أمامها يتساوى الجميع الطفل والشيخ ، الرجال والنساء ، المدنيون ورجال الأمن ، لا وقت يحد حركتها فكل الأوقات ملكها فهي سيدة الليل والنهار ، التي لا ينجو من قبضتها القاتلة إلا ذو عمر مديد ، إنها الفيرنا المعتمة التي كتبت عنها تقريبا مختلف وسائل الإعلام ، وعقدت الاجتماعات على أعلى مستويات المدينة لإيجاد وسيلة للتفاهم معها بلا فائدة تذكر فلازالت سلسلة عمليات السرقة والسطو المسلح مستمرة ، بل ازدادت عن ذي قبل فلا يمر يوم إلا و نسمع بحوادث سرقة و سطو ،و في معظم الأحيان قد تنتهي بالقتل ، ونادرا ما قد يستطيع أحدهم النجاة منهم ، ولازالت الفيرنا تتصيد فرائسها على مرأى و مسمع من الناس نهارا جهارا دون خوف أو تستر، فلا أمن يردعها ، ولا قانون يحاكمها ، ويظل السؤال المطروح بلا إجابة هذه المدينة التي اختبرت الكثير من المعاناة الحياتية اليومية ، متى بمقدورها أن تنعم بالأمن متى ستنتهي عمليات السطو و القتل ؟ ومن المسؤول عن انتشار هذه العصابات ؟ هذه الأسئلة حاولنا البحث عن إجابات لها من خلال هذا الاستطلاع الذي أجرته فسانيا :

سِـتّـيـنِـيّـة تَـلْـقَى حَـتْـفَـهَـا فِي عَـمَـلِـيّـة سَـطْـوٍ مُـسَـلّـح

لعل العنوان يبدو غريبا على مدينة محافظة رغم كل جرائم السطو التي تجري بداخل شوارعها وأحيائها وأزقتها لكن الموظفة عزيزة ناجي أفادتنا ” ” من المؤلم جدا أن تنتهي حوادث السطو بموت أحدهم بسبب أمر تافه كمبلغ زهيد جدا ، كقصة المرأة الستينية التي توفيت قبل عدة أيام بسبب هجوم أحد عصابات السطو عليها و على ابنها بإحدى الطرق الرئيسية في المدينة ، و حاولوا أن يوقفوهم و أخذ ما يملكون من أشياء ثمينة عنوة و لكنهم لم يتوقفوا ورفضوا أن يستسلموا لهؤلاء المجرمين ، فما كانت ردة فعلهم إلا أن يطلقوا عليهم وابلا من الرصاص أردت المرأة المسنة قتيلة . تابعت ” هذا العام ذكرني بعام 2016 فأيضا في ذلك العام كثرت عمليات السطو و السرقة و القتل و الخطف بشكل كبير خاصة خلال الشهر الكريم ” شهر رمضان المبارك ” و هذا العام أيضا كثرت به عمليات السطو و السرقة و الخطف ، و لكن يبقى سؤال يحيرني كيف سيتم حل هذه الإشكالية بشكل جذري كي لا تتكرر كل فترة وفترة ? فالمواطن قد سئم من هذه الأزمات التي تتثقل كاهله. الْـمَـرّة الُأولَى الّـتِي أَرى فِـيـهَـا عَـمَـلِـيّـة سَـطْـو مُـسَـلّـح السيدة ” أشتا موسى ” سيدة تقطن بمنطقة المهدية وهي المناطق المشهورة بعمليات الخطف والسرقة تروي ” هذه المرة الأولى التي أرى فيها حادثة سطو ، كنت دائما ما أسمع عنها ، و كانت جلها على الطرق الرئيسية و أمام المحلات ، و المصارف ، لم أعتقد بأن هؤلاء المجرمين يقدمون على السطو على أحد في الشوارع الفرعية و في داخل الأحياء السكنية ، كانت الساعة واحدة ظهرا ، ذهبت لكي أتوضأ و أتجهز لصلاة الظهر رفقة ابنة عمي وفجأة سمعنا صوت إطلاق رصاص و صراخ شاب ، فنظرت من النافذة وجدت أحدهم ملقى على الأرض و سيارة معتمة ” نوع هونداي فيرنا ” تخرج من الحي ، ركضنا بسرعة أنا و كل من يقطن في الشارع ، لنجدة الشاب ، ووصلنا إليه ورأينا الدماء تملأ المكان ،ساقه مصابة ، فهمّ بعض الشباب لإسعافه و تضميد جرحه بينما سألته جارتنا ماذا حدث معك ، قال كنت أتحدث على الهاتف ، فإذا بالسيارة تقترب مني ، كان بها شابان أشهرا السلاح في وجهي و طلبا مني أن أعطيهم هاتفي و حينما رفضت أطلقا النار علي ، و كان أحد شباب الحي قد رآهما و تعرف عليهما ، ولكن ما الجدوى من ذلك ، فلا أحد يستطيع أن يأخذ بحق هذا الرجل و حق الكثيرين غيره .

الْـمُـوَاطِـنُـونَ سَـلْـبِـيّـونَ وَرِجَـالُ الشّـرْطَـة مُـتَـخَـاذِلُون

بهذه العبارة بدأت ” زهرة محمد” حديثها معنا مضيفة عمليات السطو المسلح باتت جزءا من حياة المواطن بسبها فلا يمر يوم دون أن نسمع بأحداث سطو و سرقة على مرأى و مسمع من الناس ، وما يحدث ما هو إلا نتيجة طبيعية لسلبية المواطنين و تخاذل رجال الشرطة في حماية المدينة و هما سببان رئيسيان ساعدا في انتشار هذه الظاهرة ، فمن غير المعقول أن تعجز الجهات الأمنية الرسمية عن حماية المدينة ، بينما تستطيع بضع عصابات السيطرة على شوارعها ، وبث الرعب فيها ، فكيف لمديرية الأمن وغيرها من أجهزة الوقوف عاجزة أمام عصابات لا تحمل سوى بندقية و سيارة ” فيرنا ” معتمة ، هل من المنطقي أن تسيطر بضع عصابات على مدينة في حين تعجز الجهات المخولة بالسيطرة عليها و تأمينها ؟! و حتى المواطنون يساهمون بشكل كبير جدا في انتشار هذه الظاهرة ، فحتى إذا تعرضت لحادثة سطو من النادر أن تجد من يقف معك ضد تلك العصابات أو يحاول منعها فكل هذه الأشياء تعتبر أسبابا لجعل المدينة أرضا خصبة للجريمة .

أَحـَـدُهـُم أَشْـهَـرَ فِي وَجْـهِي سِـلاَحـَـهُ طَـالِـباً هَـاتِـفِـي !!

تغيرت ملامح وجهها فجأة وهي تقول قبل عدة أسابيع خرجت كعادتي عند الثامنة صباحا مشيا على الأقدام قاصدة مقر عملي ، كنت أستمع للموسيقا بسماعات الأذن و لكن ما إن خرجت إلى الطريق الرئيسية حتى أخرجت السماعات و أطفأت الموسيقا ووضعت هاتفي في حقيبة اللابتوب ، و أكملت طريقي ، و رأيت سيارة نوع ” هونداي فيرنا ” معتمة في الشارع الآخر ، و لكن لم ألقي لها أي اهتمام ، وإذا بتلك السيارة تلف لتأتي إلى الطريق الذي أمشي فيه ، وتوقفت السيارة قبل وصولي إليها ، شعرت ببعض الغرابة و لكن أكملت طريقي و ما إن وصلت إليها ، حتى قام السائق بإنزال نافذة السيارة و أخرج سلاحه فوجهه لي مهددا قائلا “جيبي التليفون ” صدمت فقلت نعم ، أعاد قائلا جيبي التليفون و إلا انفرغ فيك ” هنا شعرت حقا بالخطر ، فقلت له ” تعال خوذه ” ولاذت بالفرار ، و الحمد لله بأنه كان بالقرب مني شارع فرعي فركضت إلى ذلك الشارع ، و إذا بشاب صغير في السن يلحق بي بسيارته ، وقال اذهبي أنا خلفك حتى وصلنا لمنتصف الطريق الفرعي ، توقفت و أخذ الشاب يهدئني وطلب مني الرجوع إلى المنزل ، فحينها كنت أرتجف من هول ما حصل فكانت أول مرة يشهر فيها أحدهم السلاح في وجهي ليهددني بهذه الطريقة ، ولكن رفضت ، و قررت إكمال طريقي إلى العمل فطلب مني أن أكمل بالطريق الفرعي و لا أخرج إلى الشارع الرئيسي ، وتبعني الشاب حتى اطمأن علي ، ووصلت لمقر عملي و أنا لا أعرف كيف وصلت إلى هناك من شدة خوفي و قلقي ، و كنت ألتفت عند رؤيتي لأي سيارة معتمة تمر بالشارع ، في تلك اللحظات حمدت الله كثيرا ، بأنني لم أصب بأذى في ذلك اليوم و أن ذلك المجرم لم يستطع سرقة هاتفي .

حَـكَـايَـا السّـطْـو فِـي هَـذِه الْـمَـدِيـنَـة لَا تُـعَـدّ وَ لاَ تُـحْـصَى

أشارت ” حواء عمر ” معلمة لغة إنجليزية حكايات السطو كثيرة بهذه المدينة لا تعد و لا تحصى ، ففي الفترة الماضية تعرضت سيدة ذهبت لتشتري بعض الحاجيات من السوق لعملية سطو بعد أن تعرضت لها عصابة في سيارة معتمة ، أشهروا عليها السلاح و أخذوا منها كل ما تملك وما اشترت ، لم يتركوا حتى خاتم زفافها . أضافت ” و ابنة عمي أيضا تعرضت هي وزوجها لعملية سطو أثناء تسوقهم ، ذهبت هي و زوجها و ابنهما الصغير ليتسوقوا ، و كانوا يركبون سيارة أجرة فنزلت الزوجة للمحل لتشتري بعض الحاجيات و بقي الزوج و الابن في السيارة وما هي إلا لحظات حتى جاءت سيارة معتمة و نزل منها مقنعان أشهرا السلاح و طلبا منه أن يعطيهما كل ما يملك ، فقال بأنه لا يحمل معه أي نقود و أصروا عليه ، و هو أيضا أصر على موقفه ، فهددوه بأنهم سيطلقون النار عليه هو وابنه في حال لم يعطهم كل ما يحمل في جيوبه، وللأسف أعطاهم كل ما يملك خوفا على حياة طفله الصغير .

وَلِـلْـعِـصَـابَـات أَوْقَـاتٌ وأَحْـيَـاء وَ ضَـحَـايَا مُـعـيّـنِـين !!

قال ” موسى عبد الكريم ” تتخذ تلك العصابات أوقاتا معينة و أيضا أحياء معينة دون غيرها لتبدأ به نشاطها اليومي في سلب و نهب المواطنين ، فقد تعرضت قبل فترة لمحاولة سطو مسلح عند التاسعة صباحا ، بالقرب من كلية الاقتصاد بسبها ، كنت مارا من هناك قاصدا مقر عملي و كنت أحمل حقيبة وإذْ بسيارة نوع ” أفانتي” معتمة تقف بجانبي ، و قال لي “هات الشنطة ” أجبته لن أستطيع أن أجلبها لك تعال و خذها إن استطعت ، فإذا به يحاول أن يشهر سلاحه ، وفاجأتهم بإطلاقي لرصاصة قبل أن يشهر سلاحه ، فما كان عليهم إلا أن يلوذوا بالفرار بعد ذلك ، و بسبب غياب الأمن باتت هذه العصابات تسيطر على المدينة ، خاصة بعض الشوارع التي تعتبر محظورة على المواطنين في الصباح الباكر ، و عند الظهيرة و في الليل ، فإذا مررت بها فمن المتوقع جدا أن تتعرض لعملية سطو فتلك العصابات تسيطر على تلك المناطق ، و الغريب في الأمر أن عصابات السطو و السرقة و المجرمين هم من كل القبائل بالمدينة حتى تلك القبائل المتطاحنة تجدهمم يعملون مع بعضهم في حين عجز المواطنون العاديون في حل خلافاتهم و التعايش مع بعضهم في سلم و أمان . تابع ” قد تعرض أخي الصغير أيضا قبل عدة أيام لحادثة سطو مسلح ، بالقرب من المجلس البلدي سبها ، حيث تبعته سيارة نوع ” هونداي فيرنا معتمة ” و كان بها شابان مقنعان و أشهرا عليه السلاح ، فلم يستسلم لهم وتشاجر معهم ، و تبادلوا الضرب ، و قاموا بضربه بأخمص السلاح على خصره و أخذوا منه هواتفه النقالة ، تعرفنا فيما بعد على الجناة ، و لكن لم نستطع أن نرجع الهواتف لأنهم قاموا ببيعها قبل أن نقبض عليهم. و أشار ” أيضا سمعت بحادثة سطو حدثت في أبريل الماضي ، إذ بسيارة معتمة تقوم باللحاق بشاحنة من شارع 5 أكتوبر إلى بداية ” حيّ الإذاعة بردي ” ، و ما إن وصلوا إلى مفرق ” الجزيزة بالمنطقة ” حاولوا أن يسطوا على صاحبها و لكنه كان مسلحا أيضا و أطلق عليهم الرصاص و أصيب المجرمون ببعض الرصاصات جراء ذلك ، وتم التعرف عليهم.

الْـمُـجْـرِمُونَ كَـالَأشْـبـَاحِ يَـتَـكَـاثَـرُونَ أَحْـيَـانا وَيـَخْـتَـفُـونَ فِي أَحْـيَان أُخرَى

أشار ” عبد الرحمن ” سائق تاكسي “عمليات السطو تظهر في بعض الأوقات بشكل كبير و تنتشر بشكل واسع و بعدها قد تمر على المدينة فترة تبدو فيها هادئة نسبيا ، لا أعلم السبب الحقيقي وراء ارتفاع معدلات الجريمة في بعض الأوقات و لكن ربما ، الحاجة و ضعف الدخل هما السبب في ارتفاع معدلها ، فالأوضاع الاقتصادية متردية و من الصعب جدا أن يستطيع أحدهم أن يوفر قوت يومه ، و لهذا ربما قرر أن يسرق ، بالرغم من معرفته بأنه يقدم على أمر مخطئ و لكن ربما ليس بمقدوره أن يحصل على عمل ، والبعض الآخر يسرقون ليوفروا ثمن ما يتعاطونه من مخدرات و حشيش و غيره ، فهذه المدينة بات شبابها مقسما ما بين ” متعاطين ، ومجرمين ، و قليل منهم لا زال في خانة الشباب الصالح

أَخـْشـَى الْـخُـرُوجَ مِـنَ الْـمَـنْـزِل وَحـْدِي

أعربت ” زينب أحمد ” طالبة ” عمليات السطو ، و السرقة ، و الخطف أيضا ، ختفت هذه الظاهرة في بداية العام ولكن منذ ما يقارب الشهرين عادة و بقوة لساحة المدينة لدرجة أنك قد تخاف من الخروج من المنزل ، بسبب ما تسمع من عمليات السطو، و الخطف ، فأنا شخصيا الآن أخاف جدا أن أخرج لوحدي من المنزل و أحاول أخذ كامل احتياطاتي أخبئ هاتفي جيدا و أضعه في وضع الصامت و حتى النقود أحاول أن أخبِأها جيدا قبل الخروج ، خاصة في هذه الفترة وهي الفترة التي تستعد فيها تلك العصابات لتجمع قدر ما تستطيع من أموال و هواتف و أشياء ثمينة ، ففي هذه الفترة من الطبيعي جدا أن ترتفع معدلات السطو فحتى المواطن يتوقع ذلك ومن المفترض من رجال الأمن أن ينظموا الدوريات بالقرب من المحلات و الأسواق للحدّ من هذه الظاهرة .

غِـيَـابٌ تَـامٌّ لِـرِجـَالِ الأَمـْنِ وَمَـسْـؤُولِـي الْـمَـدِيـنَـة

ترى ” عائشة محمد ” ربّة منزل ” أن غياب دور رجال الأمن هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة فإذا كانت الجهات الأمنية تقوم بدورها المنوط بها لما كان وضع المدينة على ماهو عليه الآن حسب وصفها ، فما الفرق بين مدينتنا و سائر المدن هل مجرموهم أقل خطورة? لم هم ينعمون بنوع من الأمن و نحن نفتقده? الفرق الوحيد هو أن الجهات الأمنية تعمل في المدن الأخرى ، و إن كانت ضعيفة ، أما في مدينتنا تتحجج الجهات الأمنية بقلة الإمكانيات ، و تتخذ دور المتفرج على تلك العصابات ، و هي تفترس المواطن المسكين ، يوميا في الشوارع و الأحياء و المحلات و المصارف و في كل مكان ، إذا كانت الجهات الأمنية لا تقوى على القيام بدورها عليها ترك المجال أمام الآخرين للقيام به بالشكل المطلوب ، حقا سئمنا من هذا الوضع المزري ، فبسبب هذه المشاكل باتت أعداد كبيرة من المواطنين بسبها يهاجرون إلى الشرق و الغرب بحثا عن مكان أكثر أمانا .

اعْـتِـرَافـَاتٌ رَئِـيسِ عِـصَـابَـة سَـطْـو مُـسَـلّـح لَا يتَجَاوز عُمْره 20 عَامًا

ليكتمل المشهد كان علينا البحث عن طريق للتواصل مع أحد قادة العصابات في مدينة سبها ولم يكن الأمر صعبا فالجميع معروفون وبالاسم لكن لا يمكن لأحدهم الاعتراف أو الكشف عن هويته وهذا ما شرطه علينا محمد” البالغ من العمر عشرون عاما ” وهو رئيس تشكيل عصابي يمتهن السطو المسلح يقول كنت طالبا و بسبب ظروفي المادية الصعبة ووفاة والدي لم أستطع استكمال دراستي ،عائلتي صغيرة أنا و أمي و أختي ، حاولت أن أعمل لأجني المال فوجدت نفسي أتعاطى المخدرات ، و بالرغم من صغر سني إلا أنني بدأت أرأس عصابة تمتهن السرقة و السطو و التصفية و الخطف أيضا وكل ذلك كان بدعم من ” أ ” هو تاجر للمخدرات ، و كانت مجموعتي التي أرأسها في السابق تتبع إحدى مجموعات بيع المخدرات ، تعرفت عليهم عن طريق أحد أصدقائي .

أضاف ” في البداية كنت أملك سيارة نوع “مازدة قديمة ” دائما ما كانت تتعطل ، فعرض علي أحد أصدقائي ، من المنطقة الشرقية شراء سيارة بدون أوراق ، و تحدث مع صديقي بائع المخدرات ، وهو تواصل معه ، و اشترى السيارة “فيرنا” التي كانت تقدر بما يقارب أربعين ألف بمبلغ زهيد ” 7 ” آلاف د.ل ، لأنها كانت قد سرقت من مدينة بني وليد ، و هكذا كانت البداية أكد : شاركنا في عدة عمليات سطو ، و سرقة ، خطف ، و أيضا كنا السبب في انتشار الحرابة بالمدينة فكنا نقوم بتصفية أشخاص ، وندعي بأننا ننتمي لإحدى القبائل ، مثلا بعد كل عملية سطو نصرخ ( أولاد سليمان يا كبدي ، تبو يا كبدي ، مقارحة يا كبدي ) وهذا كان من اختصاص صديقي المغربي الأصل الليبي المولد وهو دائما برفقتي ، و أيضا قمنا بعمليات عديدة في منطقة المهدية و بالقرب من عيادة الهلال الأحمر ، و أيضا بحي الجديد بقرب صالة الموعد . خبير في فتح معظم أنواع السيارات ولا سيارة تستعصي علي بيّن ” أنا خبير في فتح معظم أنواع السيارات، وليس هناك سيارة لا أستطيع فتحها ، و إن استعصت علي أقوم بكسر نافذتها ،وقبل أي عملية أقوم بتوزيع أفراد عصابتي لتغطية المكان ، بالرغم من أني دائما ما أحمل سلاحي ، ولكن ذلك لتأميني ، لأنهم سيطلقون النار فورا على أي أحد يحاول المقاومة ,

وأشار : ” أقود الفيرنا بصحبة صديقي أحدهم ليس ليبي ” مغربي كما أخبرتكم يبلغ من العمر 27 عاما ” ، و الآخر ليبي يبلغ 24 عاما ، ودائما ما كانت برفقتنا سيارة ” هونداي نوع أفانتي معتمة يقودها زميلي ” عبد المنعم ” ، و في نهاية كل عملية ” طلعة ” أقتسم مع زملائي الغنيمة ، كل منهم يأخذ نصيبه ، وأنا لست لوحدي أرأسهم فهناك من يدعمني و يقدم لي المعونة ، و أنا بدوري أسكت أفراد عصابتي بالمال ، ففي أبسط الأحوال قد يحصل أحدهم على كل عملية ” تمشيطة ” ألف د.ل ” . أفاد ” آخر عملية قمت بها ، كانت في الفترة الماضية بالقرب من ” زرايب حجارة ” ، في هذه العملية قمنا بالتعرض لحافلة تقل عائلة و أخذنا كل ما يمتلكونه ، و هواتفهم و أموالهم أفرغنا جيوبهم ، وحتى النساء لم تسلم منا ، فقد أخذنا منهن ما يرتدين من ” ذهب ” ، و أيضا نحن كنا مسؤولين عن مقتل شخص في زراعي القرضة في الفترة الماضية .

ذكر ” نحن متعاونون جدا مع العصابات الأخرى ، و هناك اتصالات فيما بيننا ، لدرجة أنه قد يتصل فرد من أي عصابة ليخبرك بأن هناك سيارة نوع كذا متجهة إلى المنطقة الفلانية بالقرب منكم ، فنقوم نحن بإنجاز المهمة و نتقاسم فيما بعد ما نجنيه من العملية .

أشار ” في العام 2012 ، عندما كانت هناك حرب قبلية بالمدينة ، كانت فرصة ذهبية بالنسبة لنا يجب أن نغتنمها ، خططنا لعملية سرقة محلات المواد المنزلية “بمنطقة القرضة ” ، فدعمنا ” أ ” بسيارة كنتر سبعة طن ” وبالتعاون مع مجموعة أخرى قمنا بسرقة تلك المحال ، و أخذنا كل ما فيها من ” شاشات و ثلاجات ، مكيفات وكل ما فيها من أجهزة و ومعدات ، و من العمليات التي نقوم بها أيضا الرماية على أحد المصارف بسبها ليلا ، وذلك بتحريض من شخص ما .

أكد ” تم القبض على شخصين من أفراد عصابتي في إحدى العمليات من قبل “الردع ” بالتعاون مع الغرفة المشتركة عبد الكافي ، و إلى الآن لم يعترف لهم بأنه يتبعني ، و نحن بالمقابل حتى الآن لم ننساهم و لا عائلتهم ، فيصلهم حقهم دائما و كأنهم لا زالوا موجودين معنا . عصابتي مزودة بأسلحة منها ” ” بي كي تي ، إف إن ، 2 بنادق ، و مسدسات ، و كلها تحصلنا عليها من عمليات السطو ، فقد نتعرض لإحدى السيارات ، ونجد بها أسلحة ، و معظم ما نتحصل عليه نبيعه بالتعاون مع ” فرج ” وهو من أكبر تجار السلاح بالمدينة .

مركز شرطة القرضة لا إحصائيات واضحة

قال رئيس مركز شرطة القرضة الأفندي يونس شوايل ، إن التبليغ عن عمليات السطو متفاوتة عندما سألناه عن معدل التبليغ اليومي وأوضح أحيانا تأتينا 6 بلاغات وأحيانا لا يأتينا بلاغ طيلة اليوم. ونوه بالنسبة للسيدات وبسبب طبيعة المجتمع المحافظ في الغالب يتحفظن على التبليغ ، ففي العام 2017 سجلنا حالة واحدة فقط . وأضاف : العام 2018 كان الأقل بالنسبة لتسجيل حالات السطو وعمليات القتل لو تمت مقارنته بعامي 2016 / 2017 وخاصة في شهر رمضان المبارك انخفض معدل الجريمة ، بشكل كبير جدا ، لكن الناس أحيانا لا يبلغون عن عمليات السطو التي يتعرضون لها . ختاما ” عمليات السطو ليست بالظاهرة الحديثة في المدينة ، فمنذ عدة سنوات مضت طفت هذه الظاهرة على المجتمع السبهاوي، ولم يتم القضاء عليها أو التخلص منها ، و تختلف آراء المواطنين حول السبب وراء انتشارها بشكل كبير في معظم الأحيان و انخفاض نسبتها في أوقات أخرى ، وتبين خلال الاستطلاع أن كثير المواطنين يعتبرون السبب الأساسي في انتشار هذه الظاهرة هو غياب دور الجهات الأمنية بالمدينة ، و البعض ربطها بالوضع الاقتصادي و تردّيه ، و بالرغم من ذلك لا يزال للمواطنين أمل بالخلاص من هذه المشكلات و عودة مدينتهم آمنة تنعم بالسلام و الرخاء .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :