اشْترِ شهادة وخذ الثانية مجانا

اشْترِ شهادة وخذ الثانية مجانا

صافيناز محجوب.

 لا تستغرب أيها القارئ الكريم ففي ليبيا سنرى العجب العجاب فاليوم نترحم على فترة زمنية كانت نتيجة الشهادة الثانوية لم ينجح أحد والتعليم في أوج مجده والطالب يسف الكتب سفا حتى ينحج وتبدلت الأحوال وأصبنا في تعليمنا كما أصبنا في أخلاقنا ابتلينا بجامعات ومدارس خاصة تنتشر كالنار في الهشيم فتزيد الطين بلّة.

لا تستغرب غدا أن تجد إعلانا عريضا من جامعة ……. الخاصة خذ شهادة والأخرى مجانا نعم فالمشهد على الأرض يبشر بذلك صديقتي معلمة بإحدى المدارس الخاصة قالت لي أحد الطلاب يعترض على درجة صفر فحدثت مشادة كلامية بيني وبينه فإذا بالمدير يقول لي رجاء خاص لا تغضبي الطلاب فهم من يعطونك مرتبك ، اليوم الطالب الراسب في المدارس العامة ومن لا أمل في تحسن مستواهم الدراسي ينقلهم ذووهم إلى المدارس الخاصة لأن النجاح مضمون مئة بالمئة فأي جيل ننتظر أن نرى؟

الأمر هكذا بدأ بالمدارس الخاصة وقد سال لعاب التجار ففتح الباب على مصراعيه فتكاثرت المدارس الخاصة أصبح من يستيقظ باكرا يقوم بتأجير فيلا أو بيت كبير ويركب لافتة باسم المدرسة ويبدأ في عد الأموال ونصب عينيه أن يسجل أكثر عدد من الطلاب وبذلك يزداد الربح وهذا الهدف الرئيس وبقدرة قادر من كان في المدارس الحكومية بليد الفهم راسبا أصبح من العباقرة الذين نسبة النجاح 100% ولله في خلقه شؤون.

وانتقلت التجارة من المدارس الخاصة للتعليم الأساسي والثانوي إلى الجامعات وهنا جاءت الضربة التي قسمت ظهر البعير أصبحت التجارة علنية وعلى عينك يا وزير التعليم كل يوم تفتتح جامعة خاصة وما يشكل الطامة هو تلك الجامعات التي تعطي شهادات في تخصصات طبيبة لطلاب لم يدرسوا المواد حق دراستها بل الأدهى والأمر أن أسئلة الامتحان أعطيت لهم جهرا دون السر. من الفعل إحدى المعلمات تركت جامعة …….

في مدينة درنة والسبب أن طالبا درجته في المادة 30 من 100 بعد ظهور النتيجة وجدت أن الإدارة أعطته 100 % والآخر صفر وأعطيت له الدرجة كاملة وعندما استفسرت عن الأمر تضايقت الإدارة من سؤالها وتملصوا من الإجابة فلا تستغرب أن تجد صيدليا شهادته من جامعة خاصة لا يفرق بين البندول والترامدول والواقعة قد حدثت بالفعل في إحدى الصيدليات. إحدى قريباتي قالت لقد نجحت ابنتي بخبزة تنور أرسلت لمدير الجامعة الخاصة فمرحبا بالشهادات الساخنة يا الله كم أصبح الأمر أسهل من شرب الماء من قنينة بلاستيك. يا وزارة التعليم أنقذوا هذا الجيل من المدارس والجامعات الخاصة لا جودة في التعليم ولا رقابة الطالب الجامعي تتقاذفه المدارس وتتلقفه الجامعات الخاصة والحصيلة خريج لا يعرف الكتابة ولا يكاد يتهجى الحروف.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :