مخاوف الناس

مخاوف الناس

سالم أبوظهير 

الخوف شعور طبيعي وعادي وربما مطلوب (كحالة الخوف من الله) ، لكنه عملية نفسية مرهقة، فطرية ولايكتسبها الانسان ، رغم أن بعض حالات الخوف يتم تعلمها تدريجيا بمرور الوقت، ومصادره مشتركة لدى الجميع ، لكن يتم تصويره بشكل مختلف ودرجات مختلفة عند كل فرد من أفراد مجموعة واحدة. قلو أعترض حيوان مفترس مجموعة أفراد وكلهم لايملكون سلاحاً . فأن مصدر الخوف هنا واحد ، لكن درجة الخوف وردة الفعل من هذا المفترس ستكون متفاوتة ومختلفة عند كل فرد على حدة.

هناك أشكال متعددة للخوف ، هناك مثلاً الخوف الغريزي من الموت ، حيث يشترك أفراد الجنس البشرى كلهم في الخوف من الموت ، وإن اختلفوا  وتفاوتوا في درجات هذا الخوف . وهناك أيضا الخوف المكتسب ، وهذا الخوف يتم تعلمه عن طريق التجربة المتكررة ، والمواقف اليومية ، وهنا يختلف مصدر الخوف أختلافاً كبيرا ،فمثلاً  ارتجاج الطائرة لحظة إقلاعها أو هبوطها أو بسبب تعرضها لمطب هوائي ، سيكون مصدر خوف لدى جميع الركاب تقريباً ، لكن بدرجات مختلفة ، فلا يمكن مقارنة درجة خوف راكب الطائرة أول مرة بمن يسافر كثيراً بالطائرة ، أو مع خوف المضيفة.

ويبدأ الخوف كما تبدأ بقية المشاعر الوجدانية ، في جزء ما من المخ ، مسؤوليته تحديد المشاعر المناسبة لكل محفز أو مثير أو موقف. حيث يعطى هذا الجزء في المخ أشارة الشعور بالخوف أو الشعور بالاطمئنان ، أو بالقلق.. وغيرها فعندما يعطي المخ أشارة الشعور بالخوف ، تتأهب وتنشط تلقائيا مناطق أخرى في المخ مسؤولة عن ردود الفعل ، باتخاذ القرار بالمواجهة مثلاً أو بالهروب أو بالثبات أو التجاهل بحسب الموقف ومايتطلبه.

وبناء على ذلك تنشط أجزاء أخرى في المخ بعد اتخاذ القرار ، أو عند التردد في اتخاذ القرار، وتحدث تغييرات فسيولوجية أخرى ، كتسارع دقات القلب ، وتصبب العرق ، وارتعاش الأطراف ، واتساع حدقة العين ، وهي متفاوتة ومختلفة بحسب العمر أو الموقف ، أو الخبرة السابقة.

للخوف درجات ،فأول درجاته التوجس لقوله تعالى (فأوجس في نفسه خيفة موسى) وأعلاها الذهول بقوله تعالى (يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت)،وربما درجة الرعب أعلى الدرجات لقوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) .

وبعض أنواع الخوف كالفوبيا والهلع ، تعتبر حالات مرضية ،لابد من معالجته والتعامل معه، فيما لا ينصح العلماء والأطباء النفسيين ، التخلص من الخوف الطبيعي ، أو محاولة البحث عن طرق للتخلص منه ، لأنه نعمة من الله تعالى ، وهو شعور طبيعي بمجرد إدراكنا له وشعورنا به ، يجعلنا في مرحلة التحرر منه ، لنبقى تحث مظلة الأمان، أدام الله علينا الأمن والأمان.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :