نظرتي

نظرتي

كتب :: سالم ابوخزام 

في خضم مسألة التثقيف المستمرة التي رافقتنا كجيل منذ أزمنة بعيدة كنا نطالع بعض المجلات الشهيرة ، في صفحاتها الأخيرة وحين نأخذ فسحة قليلة للتسلية كلنا يطلع على مربعات تحتوي على كتابة حروف متناثرة حينما تجري ترتيبها تبرز لك كلمة السر !! ..هذا واقع

” نظرتي ” اليوم حيث تحتاج هذه المواقف المتناثرة لضبط حروفها من أجل قراءة كلمة السر ! ..تقلع الطائرة من مطار أبوظبي من دولة الإمارات العربية المتحدة متوجهة إلى مطار ” بن غوريون ” في إسرائيل وعلى متنها ركاب ووفد رياضي إماراتي بإمكانيات خارقة للعادة للوفد المشارك في سباق للدراجات الهوائية الدولية ضمن وفود أخرى تحت عنوان ” جيرو دياتيلا “. ..الوفد أنجز وتحصل على ثلاثة مكتسبات أولها : الاستماع إلى النشيد الوطني الإسرائيلي ، النشيد الذي ينصت إليه القادة والسياسيون العرب حين زيارتهم إلى هناك . ..موسيقاه بآلات نحاسية رائعة الإنصات ، والحق أن معاني النشيد تلهب القلوب وتنعش الضمائر لعذوبة الإنشاد وسهولة فهم كلماته وأبعاده التالية : – طالما تكمن في القلب نفس يهودية . – تتوق للأمام نحو الشرق ، وأملنا لم يضع بعد . – حلم ألف عام على أرضنا ، أرض صهيون وأورشليم . – ويرتعد من هو عدو لنا كل شعب مصر وكنعان . – يرتعد سكان بابل ويخيم على سمائهم الذعر والرعب منا . – حين نغرس رماحنا في صدورهم ونرى دماءهم تراق . – ورؤوسهم مقطوعة لنكون شعب الله المختار ، المختار حيث أراد الله . ثانيها : تعزز مشاركة وفد الدراجات الإماراتي رمزية أن القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل ، استجابة سريعة لما أراده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب . ثالثها : تحصل دراجو الإمارات على الترتيب الأخير في السباق بجدارة واستحقاق ، لأجل رفع علم بلادهم بنجمة داوود لتعلى فوق قباب القدس الشريف !! ..هذه دولة إسرائيل الصهيونية التي تدعي التحضر والديموقراطية ومعها الغرب إذ يطالبوننا بتغيير مناهجنا حيث التربية الإسلامية بديلها كتاب الأخلاق ، وأنا هنا لا أطلب من أقطارنا وبلادي سوى إقرار دراسة وتدريس نشيدهم القومي فهما وعمقا !! نظرتي : شبابنا وأجيالنا الحاضرة تتعرض إلى تغييب عقلي وذهني ، ليمارس علينا الاقتياد نحو التسطيح والإلهاء عن قضايانا الأساسية ، فلو بث نداء عن اجتياح لأية دولة عربية فلن نحرك ساكنا ، بل سننصرف إلى برنامج “ستار أكاديمي ” إذ يتحدث عن هيفاء وهبي أو نانسي عجرم ! ..إن خروج ” محمد السواركة ” أقدم سجين مصري في إسرائيل لأكثر من اثنين وعشرين عاما متواصلة مع العذاب ، ورغم ذلك لم تتناوله صحيفة مصرية واحدة حين عودته إلى بلاده مصر ، بينما سلطت الأضواء حول بطل ستار أكاديمي محمد عطية ؛ وكيف نزل درج الطائرة القادمة من بيروت وتدافع حوله المئات ما أدى إلى سقوط جرحى من المهووسين بشخصيات ستار أكاديمي وهو تحت حراساته الخمسة نوع ” البودي قارد”. ..علمت أن القديرة أحلام مستغانمي صاحبة كتاب ” الجسد” الواقع في أربعمائة صفحة الذي أعدته بجهد تعدى الثلاثة سنوات كتاب يحكي ألم ونضال الشعب العربي في الجزائر ويفرد صفحاته لكل الأوجاع والماضي النضالي لشعب أنجب عبدالقادر الجزائري وأحمد بن بلة وهواري أبومدين . ..مستغانمي كانت وفي كل مكان في بيروت أو القاهرة أو أي عاصمة عربية أخرى كانت تسأل عن بلادها وإذ تتفاخر بالجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد ، فيقال لها نعم أنت من بلد الشاب خالد ” ديدي واه” وهذا الديدي واه ليس سوى مطرب راقص يعلق قرطا بأذنه ويضحك فقط . لاجواب عن أي سؤال يوجه لخالد “ديدي واه ” سوى الضحك والإضحاك . .. مستغانمي ذاك الاسم الكبير يختفي مع سائق التاكسي أو نادل المقهى ، في الليل أو النهار أمام أعجوبة أنت من بلد ” ديدي واه” ولم يجد أحد تفسيرا للوغاريتم ديدي واه لا مستغانمي ولا غيرها ولا حتى الشاب خالد نفسه !! ..أخشى على بلادي ، بلد النضال والكفاح والجهاد الطويل بعمر المختار ورموز أخرى ، ثم كتاب وأدباء وفلاسفة ومبدعون كثر وبتاريخ طويل ؛ أخشى أن يقال رغم محن اليوم إننا بلاد جائزة الانحدار والعري والتتفيه ، جائزة سبتميوس تلك ليبيا ؛ أخشى ذلك، كما أخشى أن قراءة كلمة السر تصبح العنوان لكل بلداننا وأقطارنا العربية ، اخشى ذلك !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :