الفساد المتغول

الفساد المتغول

كتب :: محمد مسعود
رغم أن الرقم مفزع للوهلة الأولى ، لكني لم أراه بهذا الحجم المرعب بخمس سنوات ، أي ما يوازي قرابة ال (56) مليار عن كل عام تقريبا ، وهو رقم قد يكون اعتيادياً في دولة اعتيادية ، تعيش ظروفاً اعتيادية ، وأي مبلغ كان سيكون ، فانه سيكون مفزعاً ولاشك ، ذلك لأنه صرف هدراً ودون مقابل ، صرف لسيادة الفساد المبجّل وحسب .
المفزع الذي أراه ، أن الله ابتلانا (بِمفّرخْ) أعماهم التغول حتى باتوا فاسدين مفسدين لا يراعون فينا إلاً ولا ذمة . مشكلتنا يا سادة لم تكن يوماً مالية ولا اقتصادية حتى ، فليبيا كانت دولة وما كانت تصدر قطرة نفط واحدة ، و كان الاقتصاد ينمو وكانت الناس تعيش ، والمصانع تسابق الزمن بدورانها وكنا نصدر الزيت والحناء والتبغ ، والخلق الحسن يفرض سطوته بالشارع . كل القصة أن (شبشب الصبعْ) تغولت علينا حتى ما عادت تتحرج من العفن والتباهي بالقبح ، ولا أرى خلاص لنا إلا بدكتاتورٍ دموي يقارع تلك الكائنات النتنة فيقمعهم ويفعل فيهم تقتيلا وتنكيلا حتى تؤول له مقاليد (السلطة) المركزية وهنيئا له حينها بصف قرن من عمرنا وبلا برلمان بلا بطيخ بلا ديمقراطية ، أساسا هي وصفة لا تصلح لنا مطلقاً ، فما أروعنا حين كنا نركض وراء رتل قائدنا نمسك بإطراف ملابسنا بأسناننا ونهرول متصايحين (علم يا قائد علمنا ) وما أبهانا حين كان مغنينا جمال عاشور وغيره يتلهون بالنار التي تصلى أفئدتنا وهو يموّل (شاطت نار في كنيني) وكأن جسد المرأة هو مساحة الإبداع الوحيدة المتاحة فقط ، وما أجملنا حين كان معلقي مباريات كرتنا يعلقون صادحين (الكرة يمررها رقم 5 لرقم 13) فما كان لنا حاجة للأسماء مطلقا ، نعم ما كان ينقصنا أمراً ، وما كنا نمارس هذا القبح ، وما كنا نتصور يوما أن تكون ورشفانة مقبرة من يمر بها ، ولا أن تستبدل سبها أبوب مساكنها الخشبية بأخرى فولاذية قبيحة .
اقسم اني صرت أكثر يقينا أن لا خلاص لنا بوجود تلك الكائنات البائسة النتنة وخلاصنا بحشرهم في سجن ابوسليم كرة أخرى بعد أن نسلبهم (شباشب الصبع) التي يجيدون التبختر بها ، وحتى ملابسهم الداخلية ، فقطعا ما كانوا يعرفون لها سبيلا . يليق بهم أن نحشرهم حفاة عراة كما هي أدمغتهم الآن .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :