الأسطورة

الأسطورة

شعر :: عمر عبد الدائم 

تتبسمين فأيّ شهدٍ يقطُرُ

فوق الشفاهِ وأيّ كرمٍ يُعصَرُ

أو تخطرينَ فأنتِ وردُ خميلةٍ

وسحابةٌ بالعطرِ دوماً تُمطِرُ

حاكى سنا خدّيكِ في إشراقِهِ

لونَ الغروبِ وغصنُ بانِكِ أخضرُ

ما كنتُ أحسِبُ أن يعاودني الهوى

فأعودُ طِفلاً بالصبابةِ يفخرُ

حتى رأتْ عيناي فيكِ محاسِناً

سجد الجمال لها و صلّى الكوثرُ

                    **

يا أختَ أفروديتا هل من مُنصِفٍ

يجلو الغشاوةَ و الحقيقةَ يذكرُ

فيصيرُ إسمُكِ في الدّنى أسطورةً

النّاي يَروي مجدها والمِزهَرُ

يا أختَ أفروديتا إنّي عاشقٌ

أنفاسهُ حبٌّ و شوقٌ مُسْعرُ

نادى القوافي ينتقي كلماتها

فتسابقتْ طرباً إليه الأسطُرُ

وأنا لأجلِكِ شاعرٌ و مُتيّمٌ

و مُناضِلٌ و مقاتِلٌ و مُظفّرُ

              **

تبدينَ من خلفِ الغمامِ وقد بدا

بَرْقٌ يُكشّرُ و الرعودُ تزمجِرُ

وسفينةُ الأيامِ مُبحِرةٌ بنا

يلهو بها القاموسُ أنّى تُبحِرُ

الرّيحُ تعصِفُ تارةً بشراعها

و تعودُ أخرى في الصواري تزأرُ

والموجُ عالٍ كالجبال يحوطوها

حِمماً على ألواحِها يتكسّرُ

و أنا على متن السفينةِ حائرٌ

هل من سبيلٍ للنجاةِ أفكّرُ

وأسائلُ اليمّ المحيط الرفقَ بي

كيف الخلاصُ وأين أين المعبَرُ ؟!!

               **

فيُطِلّ من بين الغيوم يُجيبني

وجهٌ تُروّيه العُذُوبةُ أسمَرُ :

إنّي هنا لا تبتئسْ يا شاعري

كم من ظلامٍ عن شروقٍ يُسفِرُ

والعيش يكدُرُ ثمّ يرجِعُ صافياً

و الغصنُ من بعد التجرّدِ يُزهِرُ

والحبّ في الدنيا ذُرى آمالِنا

لولاهُ لا نبكي ولا نستبشِرُ

**

ردّدتُ في قلبي صدى كلماتها

و طفقتُ للأمل المرجّى أنظرُ

فإذا بذاكَ الغيمِ صحوٌ مُشرِقٌ

و الشمس تزهو والمرافئ تظهرُ

وإذا بفاتنتي التي عكس الضّحى

نورَ ابتسامتها فلاحتْ أنؤرُ

تشدو فينطلقُ الربيعُ وسِحرُها

ينهى على طولِ الزمانِ و يأمرُ

                   **

 

يا أنتِ .. لولا أنتِ ما كان الهوى

والحبّ لو لم تُخلقي لا يُذكرُ

يا أنت .. كم غنّى بحسنكِ شاعر

وتشوّقَتْ لصبوحِ وجهكِ أعصُرُ

وأنا بحُبّكِ صرتُ أكتشِفُ المدى

و ملكتُ ما مَلَكَا هِرَقْلُ و قَيْصَرُ

                     ***

ألقيت في مهرجان الحب والجمال بجامعة سبها

1/1/1994م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :