حرب إبادة

حرب إبادة

  • محمود السوكني

اليوم أول أيام السنة الميلادية كل سنة والجميع بخير وصحة وأمان ، والدعاء واجب لطلّاب الشهادة في غزّة أن يشملهم المولى برعايته وعونه ، ويحفظهم من عيون اعدائهم من عرب وعجم .

استميحكم عذراً فأنا لا استطيع الكتابة في هذه الأيام  في شأن غير غزة وما تواجهه من أهوال  ببسالة ، وإني لأعجب ممن يستطيع الكتابة في غير ذلك !

ما يحدث في غزة يا سادة أصعب مما يتخيله عقل بشري ، فالأمر تجاوز حد المعقول والممكن وحتى المتاح . الذي يحدث في غزة ليست حرباً بالمعنى المتعارف عليه وهي ليست رد فعل غاضب على فعل (شائن) يستوجب العقاب ؛ هي جريمة العصر التي لم يسبقها حدث في بشاعتها ، دمار شامل وسحقاً للجماد والعباد مع سبق الإصرار والترصد ، هجوم كاسح يشارك فيه الجميع دون إستثناء بما في ذلك السلطة الفلسطينية المتخادلة بصمتها تارة وبشجبها (لتهور) حماس والتنصل من (أفعالها) !

من يتابع المشاهد الموجعة التي تبثها المحطات المرئية عربياً وعالمياً سيعلم ماذا أقصد ، إنها خطة محكمة هدفها الإبادة لكل ماهو فلسطيني والدليل أن العدو الجبان لا يقتفي أثار الثوار الذين عجز عن الوصول إليهم ولكنه يحاول بإستماتة وأد مستقبلهم بقتل كل برعم يصادفه وإغتيال الأرحام التي تحمل بشائر الغد .

ولأن غزة هي المكان المتفق عليه للإبادة فقد قام العدو المحتل بترحيل العمالة الفلسطينية بدعوى عدم الحاجة أولاً وإنتقاماً من هويتهم ثانياً رغم رضوخهم للعمل اجراء فوق أرضهم وتحت نعال المستعمر البغيض ،  وثالثاً وعاشرا ليكونوا وقوداً للمحرقة التي يعدونها لهم . من لم يقتل أو يصب بأذى يتم إعتقاله وسجنه بتهمة الإرهاب أو حتى معاداة السامية ! وسجون المحتل ملأ دائماً بالأبرياء الذين يذيقونهم أشد أنواع العذاب ومن تم يستخدمون الأحياء منهم في صفقات تبادلية مع الثوار .

مأساة غزة اظهرت حجم العار الذي لحق بأمة العرب وحتى أمة الإسلام اللتين لم تبديا أي رد فعل

يهابه العدو ويخشاه ،  وينصر أخوانهم في محنتهم ، هم في المقابل اظهروا تقاعسهم النابع من جبنهم واستحي أن أقول من عمالتهم وهو ما (يدّعيه) العدو !

لنا ولأشقائنا في الأرض المحتلة سنة مجللة بالنصر والفخار ، والعار والشنار لمن خذلونا عرباً كانوا أم اعاجم والله المستعان .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :