- أ :: شكري السنكي
زوجة الأمير الرَّاحل الحسَن الرَّضا السّنُوسي ولي العهد، وأم الأمير محمّد وريث العرش انتقلت إِلى رحمة الله سبحانه تعالى الأميرة فوزية باكير يوم الخميس السّاعة الحاديّة عشرة ليلاً الموافق 21 يناير 2021م، فِي أحد مستشفيات لندن، عَن عمر ناهز الواحد والثمانين عاماً.
تزوجت الأميرة فوزية فِي 30 أبريل 1959م من الأمير الحسَن الرَّضا السّنُوسي الّذِي صدر مرسوم ملكي بتعيينه وليّاً للعهد فِي 26 نوفمبر 1956م، وهي كريمة العالم الجليل الشّيخ الطاهر إبراهيم باكير (1904م – 1985م) أحد أعلام ليبَيا ورجالات العهد الملكي ووالي طرابلس مِن سنة 1958م إِلى 1960م ووزير المعارف والسفير السّابق فِي مِصْر، وقد رزقها الله بثلاث بنات وخمسة أبناء، الأمراء: «المَهْدِي ومحمّد وخالد وأشرف وجلال».
لقد مرَّت الأميرة فوزية باكير بالكثير مَن المصاعب والابتلاءات، وعانت زمناً طويلاً من ظلم نظام القّذأفي، ولكنها كانت صابرةً محتسبةً متيقنةً أن الله سيعوضها خيراً عَن صبرها فِي الدنيا والآخرة. وبعد الانقلاب مباشر، سجن نظام القذّافي زوجها، مِن سبتمبر 1969م إِلى صيف 1972م، ثمّ وضعه تحت الإقامة الجبريّة فِي بيت تحرسه كتيبة جيش مِن صيف 1972م إِلى منتصف العَام 1977م. وقام النَّظام الظالم بإخراجها من بيتها الكائن بمنطقة «أبي ستة» بطرابلس وأسكن في هذا البيت شخصاً من أتباعه، بعْد أن سرق محتوياته والأشياء الخاصّة بها.
ثمَّ حرق بيتها الثّاني بعْد أن سرق كافة محتوياته أيْضاً، حيث قامت عناصر نظام القذافي بإخراج الأمير الحسن الرَّضا وأسرته من البيت ثمَّ حرقوه كردة فعل من النَّظام عَن الأحداث الّتي استهدفته وقامت بها الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا فِي مايو 1984م. وبعد ذلك، وجدت الأمير فوزية نفسها هي وأسرتها، بدون بيت يؤويهم، لتقيم هي وأسرتها أولاً مع والدها فِي منزله ثمّ فِي مزرعته، وفِي السنتين الأخيرتين قبل خروجها والأسرة إِلى المملكة المتَّحدة بعد خروج الأمير الحسن برفقة ابنه الأمير محمّد إِلى لندن للعلاج عقب إصابته بجلطة فِي العَام 1988م، كانت الأميرة فوزية والأمير الحسن الرَّضا وأسرتهما المكونة مِن عشرة أفراد، يقيمون فِي شاليه صغير جدَّاً بالمدينة السياحيّة في طرابلس، مكّون مِن غرفتين لا أكثر.
وقفت مع زوجها فِي محنته الصعبة ومرضه وغربته، وعانت سهام نار الغربة وتحملت مشاق كثيرة دون أن يسمع شكواها أحد، وللغربة أوجاع لا يعلم بها إلاّ مَنْ عاشها واكتوي بنارها. وفقدت زوجها وهي فِي ديار المهجر، وقد تُوفي الأمير الحسَن فِي لندن يوم 28 أبريل 1992م، راضياً مرضياَ ونقل جثمانه إِلى السعوديّة، حيث دُفن بقرب قبر سيِّدنا محمّد عليه الصلاة والسّلام، وبجانب قبر عمّه المَلِك محمّد إدْريْس السّنوُسي – طيّب الله ثراه – فِي البقيع بالمدينة المنورة.
عاشت سنوات طويلة في الغربة، ومِن العَام 1988م إِلى ساعة وفاتها يوم 21 يناير 2021م، وماتت في ديّار الهجرة بعيداً عَن أهلها وذويها وأحبابها، وإن توفيت بين بناتها وأولادها الّذِين كانوا بارين بها وقدموا لها غايّة البر والرَّعايّة.
رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها وأدخلها الفردوس الأعلى مِن الجنّة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعــــون.شكري محمّد السنكي فجر يوم الجمعة الموافق 22 يناير 2021م * المرفق: مغلف بريدي صادر عَن بريد المملكة الِلّيبيّة المتَّحدة. لدى كل بريد فِي دول العالم، مكتب يطلق عليه اسم: «مكتب هواة جمع الطوابع»، يصدر عَن هذا المكتب في العادة، وباسم البريد، مغلفات بريديّة خاصّة ببعض المناسبات. وقد أصدر مكتب الهواة بالبريد الِليبيّ يوم 30 أبريل 1959م، مغلف بريدي بمناسبة زواج الأمير الحسَن الرَّضا السّنُوسي، عليه طوابع بريدية وختم يؤرخ لذكرى زواجه. كُتب على المغلف بالعربـي: «ذكرى يوم زفاف الأمير الحسَن الرَّضا ولي العهد المعظـم»، وبالإنجليزي:«Wedding Day of his Royal Highness the Crown Prince Hassan Er Rada».ويطلق على المغلف بالإنجليزي: «Frist Day Cover». المغلف المرفق نادر جدَّاً، ويُنشر في النت لأوَّل مرَّة، وهُو مِن أرشيف السّيِّد الأمين شتيوي.