اعتاد المسلمون في كلّ بقاع الأرض على الاحتفال بمناسبة المولد النبويّ الشريف، بإقامة احتفالات تتشابهُ معاً من حيث الجوهر والمضمون، إلّا أنّه لكلّ دولة طريقتها الخاصّة في الاحتفالِ تتميّز بها عن غيرها من الدول، ومن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الاحتفالات الرسمية تقومُ أغلب الدول العربية بجعل اليوم الذي يحمل ذكرى هذه المناسبة عطلةً رسميّة لكل مؤسسات الدولة، وتُزيّنُ الشوارع بحبال الزينة الملوّنة، لا سيما في داخل المساجد وباحاتها، حيث يُلقَى في هذه الاحتفالات عدد من القصائد في مدح الرسول الكريم عليه السلام، يذكرون فيها أهم صفاته، وحُسن أخلاقه في التعامل مع المسلمين وغيرهم، الأمر الذي يذكّر الأفراد بأسس التعامل مع بعضهم البعض لتفادي المشاكل الحديثة، والناتجة عن الاختلافات بين أفراد المجتمع. يُلقى عددٌ من الخطب التي تتناول سيرة الرسول الكريم، وأهمَّ ما جاء فيها من دروس وعبر، وقد تتضمن بعض هذه الاحتفالات عدداً من الأناشيد الدينية وأشهرها “طلع البدر علينا”، ويتخلّل الاحتفال تقديم بعض أصناف الحلويات والمشروبات. الاحتفالات الفرديّة: والتي تكون باحتفال بعض العائلات بهذه المناسبة وحدَها دون أن تشارك الآخرين، ويغلب على مثل هذه الاحتفالات تجهيز مختلف أنواع المأكولات و الحلويات ومن ثمّ توزيعها على الأقارب والفقراء والمحتاجين. أما الاحتفالات الجماعيّة: والتي ينظمها عددٌ من المشائخ، إذ يقدّمون حلقات علميّة، تُعطى فيها دروسٌ دينية مستوحاة من سيرة النبي محمّد عليه الصلاة والسلام، إضافة إلى تلاوة القرآن الكريم وإقامة جلسات للذكر والتسبيح، وتجدرُ الإشارة إلى أنّ الهدف من الأطعمة المقدّمة في مثل هذه الاحتفالات هو الحصولُ على الأجر والثواب العظيم من إطعام الآخرين، وفيما يتعلّق بنوعية الأطعمة المقدمة، فذلك يعود إلى عادات وثقافة الدولة الجاري الحديث عنها.