الضال ليس بضار.!  

الضال ليس بضار.!  

 كتب :: زينب شرادة  ….              

كثير من الناس يعاملون أي شخص ضال كما لو انه مرض معدي لا شفاء منه ولا نجاة منه الا بتهمشيه أو التنصل من معرفته و نكرانه فالبعض يراه مصدر شبهة وتشويه لشخصه بمحاذاته لهذا المبتلي أو حتى علم أحدهم بأنه على تواصل معه من قريب أو بعيد

“لقد كان في رسولكم قدوة حسنة”.

الشاهد في الأمر أن الدين الإسلامي لم يدعو إلى معاملة هؤلاء المبتلون بهذه الكمية من الإزدراء ففي القرآن “وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ” لم يقل تجنبه أو تحاشاه او اجرحه بأقسى العبارات وأشدها.!

وفي أية أخرى ” عليكم انفسكم لا يضركم من ضل” وفي قصة الصحابة أن “عبدالله” هذا الصحابي الذي أحب محمدا -صلى الله عليه وسلم-، ومازحه كثيرا، وكان يدخل السرور على قلبه، قد ابتلي بشرب الخمر، فأقيم عليه الحد، ليس مرة واحدة، بل مرات عديدة، خرج “عبد الله” مع المسلمين في غزوة خيبر، ولما فتح المسلمون حصونها، كانت تلك الحصون لليهود، وكانت فيها الخمور بكثرة، فأريقت تلك الخمور، وضعفت نفس “عبدالله”، هذا الصحابي أمام الخمر، فشرب منها، فحمل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر عليه الصلاة والسلام بإقامة الحد عليه.

قال أبو هريرة: “منا الضارب بيده، ومنا الضارب بنعله، ومنا الضارب بثوبه” فقال رجل من الصحابة: “اللهم ألعنه ما أكثر ما يؤتى به” فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تلعنوه، فو الله ما علمت منه إلا أنه يحب الله ورسوله، ولا تكونوا عون الشيطان على أخيكم، ولكن قولوا: اللهم اغفر له”.

فالبعض يتصور مع شخص “كافر” بما أنزل الله على رسوله وينشر صوره على كافة مواقع التواصل الاجتماعي كأنما أوتي الدنيا بمافيها ويتجنب ان يراه أحد حتى واقفا بالله وشريكه في الدين ،هو فقط ظالم لنفسه وضال السبيل ليس ضار بعباد الله.

“يا عبادي كلكم ضال الا من هديت”

نحن لسنا معصومين عن فعل الخطأ ولا احد يملك سترة نجاة من عدم الوقوع في ذنب ،معصية أو كبيرة،فالأجدر بنا أن ننظر بعين الشفقة لمن فقد نعمة الهداية ولا نعين الشيطان عليه ونأخذ بيده ونعزز ثقته بنفسه لربما تراجع عما كان يعمل بالنصيحة والكلمة الطيبة والابتسامة والصدر الرحب والعفو عند المقدرة “لطالما استعبد قلوب الناس إحسان” .

ضع نفسك مكان هذا الشخص .!

طبيعة الإنسان مهما بلغت شرور نفسه وسيئات اعماله لن تتركه نفسه اللوامة وشأنه وعذاب الضمير لا مفر منه مهما تهرب من هذا الصوت الداخلي فلابد ان يجلده بسوط اللارحمة لذلك نجد كثيرا من اتخذوا طريق المسكرات والمؤثرات العقلية كثر من يقرون بألسنتهم انهم اختاروا هذه الطريق الا هروبا من جلد الذات؛بالتالي هم في أَمَسِّ الحاجة إلى التذكير برحمة الله وبحاجة إلى الكلمة الطيبة والوقوف إلى جانبهم والأخذ بأيديهم ففي القرآن “مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة” شبه الله الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة لما لها بالغ الأثر في تعزيز الانسان بثقته بنفسه وتقوي المناعة لديه ضد اي مرض نفسي قد يلقي بظلاله عليه “وقولوا للناس حسنا ” وكذلك “عليكم بأنفسكم لا يضركم من ضل”

والله نسأل أن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :