(بقلم / عبد الحق امحمد القريد) …..
اليوم الرابع والعشرين من ذيل شهور الواحد والخمسين بعد المائة التاسعة التالية للألف، فهل هو عيد قومي أم ذكرى ليوم يختلف عن ما سواه متفرداَ دون غيره، أم هو يوم وطني نعتز به ونحتفل بذكراه .
إن هذا اليوم استبدلناه فى السابق بالفاتح من تاسع التاسعة والستين بعد تاسع الماءة التالية للألف، ووضعناه في سلة المهملات هو ومن أتى به ودستوره وعلمه ونشيده، بل حتى قوانينه وقراراته عدا مراسيم الرتب العسكرية ووصفناه بأنه نظام أزكمت رائحته الانوف واقشعرت من رؤية معالمه الأبدان فكان نظامه العهد البائد بامتياز اثنتان واربعون عاماً نشتمه ونصفه بالاستقلال الصوري والمزيف، وعهد الوساطة والمحسوبية والرشوة والرجعية، تم خطر لنا التغيير تناغماً مع ربيعاً عربياً مبشراً بالسعادة والمدنية والديمقراطية، مقتدين بجيران لنا سبقونا لتغيير أنظمتهم بمظاهرات شعبية تفاوتت حدتها من اشعال النار في شاب رافضاً صفعة، إلى موقعة الجمل، فكان السابع عشر من فبراير من السنة الحادية عشر بعد الألفين، وأطلقنا أوصافاً على ذلك الفاتح أقلها عهد الطاغية وحكم الفرد والشمولي والدكتاتوري وكل ما جاء في قواميس الانتقام اللفظي، وصببنا جام غضبنا حتى على منادير ووسائد بيوت المحسوبين عليه، ونحن نقتحمهم ونسرقهم من منزل متطوع فى الحرس الشعبي إلى أمين اللجنة الشعبية العامة ومعاونيه وجنوده وضباطه، وكانت المواجهة عنيفة وأسطورية، وكان الثوار يدفعهم الحماس للموت ليتخلصوا من الطاغية، وكان مناصرو النظام يقاتلون بحجة مواجهة عملاء للأجنبي وانهم يستشهدون أمام النيتو، وكلا الطرفين محق فالأول مل الحياة البائسة، والثاني تم شحنه بالشعارات أو للدفاع عن امتيازات منحت له ولمن سبقه من أفراد العائلة، والموت يتربص بالجميع .
وعندما انقشعت الغمامة استيقظ الجميع على واقع مرعب لم يعودوا إلى عيد الاستقلال ولم يستمروا في الفاتح، ولم يتحصلوا على فبراير، فذابت كل أحلامهم وأموالهم وامالهم في معركة حامية الوطيس تولد عنها معارك أخرى اعنف وأقسى وأنكى وأشد هولاً، لقد دمر الشعب نفسه ورحل الناتو، وشيدت القبور، وعلا صوت الباطل وسرقت ثروات الشعب وانهارت الدولة، واستمرت المبادرات تطيل أمد الازمة وتنحر ليبيا على عتبات ما يعرف بالمجتمع الدولي أو الأمم المتحدة التي تعاقب ممثليها وبعثاتها وضاع منا كل شيء، لا استقلال لا فاتح لا فبراير ومازلنا لم نجتمع على رأى عاقل لنحدد ماذا يجب ان نفعل لنكون دولة ؟؟؟؟ …. والله المستعان.
(بقلم / عبد الحق امحمد القريد)