- اعاشور صالح عبدالعزيز
الأيدلوجية اللغوية هي نظرة الناس إلى لغتهم ولهجتهم ولكنتهم من حيث الاعتزاز بها أو النظرة الدونية لتلك اللغة أو اللهجة. بعض الأمم والشعوب تعتز بلغتها أيما اعتزاز والبعض الآخر يرى أن لغته أو لهجته متخلفة ولا ترقى إلى مستوى اللغات البشرية الراقية، فنجد تلك الشعوب تلجأ إلى لغات أخرى، وبالأغلب تكون لغة المستعمر مثل الإنجليزية والفرنسية والاسبانية. كما أن هذه اللغات الأجنبية تكون لغة الطبقة الحاكمة والارستقراطية والغنية والمتعلمة من المجتمع. فتكتسب اللغة الأجنبية قوة وميزات ومكانة أعلى بكثير من اللغة الوطنية والمحلية—في كثير من الأحيان.
هذه النظرة إلى اللغة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالواقع السياسي والاجتماعي والواقع المعيشي للشعوب. ومرتبطة بالممارسات الاجتماعية التي تجعل اللغة الوطنية أو اللغة الأصلية مقتصرة على الوظائف الاجتماعية الضيقة، بينما تكون “اللغة الأجنبية” أو اللغة الوطنية، لغة الدولة والإدارة والتعليم.
ذلك كله يدفع الناس إلى تفضيل لغة أو لهجة غير لغتهم أو لهجتهم، مما يؤدي إلى انحسار دور لغتهم أو لهجتهم الأصلية من حيث الاستخدام والوظائف التي تؤديها لصالح لغات ولهجات أخرى. في دراسة للدكتور عتيقة هاشمي (من المغرب)، استطلعت فيها رأي المئات من العرب في الولايات المتحدة وكندا وعدد من الدول العربية، واستخدمت بعض البرامج التلفزيونية مثل (ستار أكاديمي) حول نظرتهم إلى لغتهم بعد أن وضعت اللهجات العربية في قائمة من 1 إلى 10. حيث أن رقم 1 هي الأفضل ورقم 10 الأسوأ. الملفت للنظر في هذه الدراسة الكبيرة أن الكثير من الناس المستطلعين في بعض الدول صنفوا لهجاتهم المحلية بدرجات أقل بكثير من تلك التي اعطوها للهجات أخرى. اللهجة الليبية جاءت في المركز التاسع في الدراسة.