البصيري عبد السلام  : أتمنى بأن تنبث من كل قطرة سقطت من جبيني في صحراء ليبيا شجرة سلام .

البصيري عبد السلام  : أتمنى بأن تنبث من كل قطرة سقطت من جبيني في صحراء ليبيا شجرة سلام .

حوار :: نزيهة عبد الله 

يعم الوجع مدن الجنوب وتتوالى الحروب فوق صحرائه الشاسعة ، فيعدوا البصيري عبد السلام رسول الحب والسلام ، حاملة معه راية خاصة به لونها ابيض وقلبها ازرق تتوسطها خريطة ليبيا ، لكن عداء السلام كما أصبح الجميع يناديه كانت بدايته منذ العام 2006 كعداء لمسافات الطويلة حيث شارك في مسابقات عديدة ، من ضمنها بطولة المنطقة الجنوبية ، وتحصل خلال تصفيات بالعام 2009 على الترتيب الثالث ” واستمر فيما هو عليه حتى تغير مساره في العام 2015 ، مع نشوب الحروب الأهلية في الوطن عامة والجنوب خاصة ، حيث  قام بما يقارب سبع رحلات سلام ، جاب خلالها معظم مدن وقرى الوطن جريا على الأقدام لا ينشد غير السلام يقطع المسافات الطوال ويقضي الأيام والساعات وكلما حل بمدينة اخبرهم أنه لا يريد غير السلام .

من قرية قراقره في الجنوب الليبي إلى كل مدن ليبيا

يقول البصيري عبد السلام متحدثاً عن فكرة راودته كثيرا عندما طرحت الفكرة على أسرتي وجدت تشجيع منقطع النظير ، فالكل متعطش للسلام ،حتى جيراني وسكان منطقتي ” قراقره ” وسكان المناطق المجاورة بوادي الآجال ، شجعوني الآن أصبح لي متابعين ومشجعين من جميع أنحاء ليبيا و هذا ما يدعوني للاستمرار .

تحالفت ضدي الظروف فمنعتني من المشاركة في مارثون الرمال

وفي سؤالنا له عن مبادرته

كما أخبرتك أنفا ، أنا عداء لمسافات طويلة ، وكنت أستعد لسباق ” مارثون الرمال ” بمنطقة ورززات بدولة المغرب ” ، ويعتبر هذا السباق من أصعب المسابقات في العام ، يقام على الرمال لمسافة 270 كيلوا ، و ذهبت للجنة الأولمبية و الجهات المسؤولة ذات الاختصاص لتساعدني في المشاركة في السباق ، و لكن لم يحالفني الحظ بالمشاركة ، وذلك لعدة أسباب منها صعوبة حصولي على تأشيرة ، و قلة الإمكانيات ، و أيضا كان العامل الزمني غير مناسب ، في حينها لم تستطيع حتى بعض الأندية و المنتخبات المشاركة في مباريات في دولة المغرب .

حاولت تقديم شيء للوطن يجمع الليبيين ويلملم شملهم

ويضيف البصيري :  حاولت أن أقدم  شيء للوطن ، شيء يجمع الليبيين ويلملم شملهم ، ولهذا بدأت أفكر كثيرا ، عندما كنت أتمرن في الصحراء ” ” خطرت ببالي فكرة أن أقوم برحلة سيرا على الأقدام إلى مدينة سبها ، وفي نفس الوقت أنا تمرنت على المشاركة في مسابقات ذات مسافات طويلة تتجاوز حدود مدينة سبها  و كانت لدي القدرة على السير لمسافة  150 كيلو من منطقتي إلى مدينة سبها ، و عرضت الفكرة  على بعض الأصدقاء ، فشجعوني ودعمني أحد أصدقائي القاطنين بالعاصمة طرابلس  وقدم لي بعض النصائح التي ستفيدني خلال رحلتي ، ” طلبي مني أن أتحدث مع مجلس البلدي ببلديتي ، و كذلك المجلس البلدي و المجلس الرياضي بسبها ، وذلك حتى يتم استقبالي ، و أيضا حتى يحظى الأمر باهتمامهم .

في طريق رحلتي قابلت الكثير من المارة  ، ورحبوا بالفكرة ، والبعض التقط لي الصور

ويوضح :  بدأت في رحلتي الأولى في العام 2015 بدعم من بلدية الغريفة  و استمرت الرحلة لمدة ثلاثة أيام ، في اليوم الأولى استمرت رحلتي من  منطقة قراقره إلى بلدية بنت بيه ، وكنت أركضت ركض متوسط ليس بسريع ولا بطيء ، و أحيانا كنت أمشي ، وفي طريق رحلتي قابلت الكثير من المارة  ، ورحبوا بالفكرة ، والبعض التقط لي الصور ، ليتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبالتالي لتصل الفكرة إلى أكبر عدد من الناس، وحتى تنجح الفكرة ، و الحمد لله حظيت الفكرة بالنجاح .

وتم استقبالي في سبها استقبال كبير ورائع ، طبع هذا اليوم في عمق ذاكرتي ولا يمكن أنسى تلك اللحظات فكانت هذه المرة الأولى وهي أجمل من كل الرحلات التي تلتها ، كان الحضور كبير جدا ، بحضور ممثلي عن  مؤسسات المجتمع المدني و الأندية الرياضية ، وكذلك  الوسائل الإعلامية بالمدينة ، و كان نجاح هذه الفكرة بمثابة الدافع و المشجع لمحاولات جديدة ، ففكرت بتوسيع دائرة الرحلة لتشمل بقية مدن الوطن بعد نجاحها في الجنوب .

في إعادة لتجربة من رأس جدير إلى مصراتة

يقول البصيري : بعد رحلتي الأولى عدت إلى مدينة الزاوية ، فأنا كنت طالب آنذاك بكلية التربية البدنية في السنة الثالثة ، و قررت أن أعيد المحاولة في منطقة الساحل ، وفكرت في تحديد منطقة البداية والنهاية ، و فكرت أن أبدأ من مصراتة إلى الزاوية ، ولكن مصراتة مدينة كبيرة لهذا قررت أن أبدأ من رأس أجدير إلى مصراتة ، و قمت بتنسيق المناطق التي سأمر عليها خلال رحلتي ، مثل الخمس ، زليطن، صبراتة ، الزاوية ، و رجعت إلى الزاوية ، وانطلقت في رحلتي الثانية في فبراير العام 2016 ، من رأس أجدير ، ولكن هذه المرة كانت أطول ، فقد استمرت الرحلة لمدة عشرة أيام ، منها ثماني أيام كنت أجري فيها ، ويومين راحة .

في مدينة جنزور كان السجاد الأحمر في استقبالي لحظات لا تنسى

ويشير ::  في المرحلة الأولى وصلت إلى زواره ثم صبراتة وبعدها ، مدينة الزاوية مرورا بالصرمان وحظيت باستقبال رائع في هذه المدينة ، و كذلك استقبلني أهالي مدينة ورشفانة أيضا ، ولن أنسى لحظات دخولي للمدينة جنزور ، فقد أفرشوا سجادة حمراء لاستقبالي ، و أتممت رحلتي إلى منتصف مدينة طرابلس ” ميدان الشهداء ” وكان بانتظاري حشد كبير من الجماهير ، فكانت لحظات لا توصف من شدة جمالها ، ” ازدحام الناس و أصوات تشجيعهم و دموع الفرحة في عيونهم كل تلك اللحظات لن أفيها حقها بالوصف ، فكان البعض لم يعلم مسبقا برحلة السلام ، ولكن بالمصادفة كان موجود في الميدان ولكنهم قد رحبوا بالفكرة بعد معرفتهم ، وقرروا البقاء لتشجيع .

أسترسل حديثه ” بقيت بطرابلس يوم راحة ، و أكملت رحلتي إلى منطقة القربولي ، ومنها إلى قصر خيار وثم إلى الخمس ، وثم استقبالي بنادي الهدى ، وثم ارتحت ليوم أخر في الخمس ، و اكملت رحلتي إلى زلطين ، ووصلت إلى مدينة مصراتة بوابة الدافنية ” ومن هناك أكملت إلى منتصف المدينة وهكذا انتهت رحلتي الثانية .

ويسترسل البصيري عداء السلام في سرده جاءت الرحلة الثالثة من معبر وازن الحديدي إلى ، الجبل ، زاوية الكوت ، نالوت ، أولاد محمود ، كاباو ، الرحبات ، وكانت استراحتي بمدينة جادو، و اكملت الرجبان ، و الزنتان و أيضا استقبلت هناك و استمريت إلى مدينة أم الجرسون ، ظهر الجبل ، القلعة وتابعت من هناك وصلت في المساء ذات اليوم إلى مدينة يفرن ، و أتممت من هناك إلى مدينة الأصابعة و صولا إلى الغريان ، وخلال الرحلة حظيت بعدة استقبالات جميلة من الاندية ، و المجالس البلدية وكذلك من المواطنين ، واستمريت من غريان إلى العزيزية بالرغم من أن الطريق الواصلة إلى منطقة العزيزية لم تكن أمنة ، ولكن لم يتعرض لنا أحد ، باعتبارها رسالة سلام فقد رحب الجميع بها ودعمها ، وفي نهاية الرحلة الثالثة عند دخولي لمدينة طرابلس ثم افتتاح الطريق الواصلة بين الزاوية و الورشفانة ، وكانت مسافة هذه الرحلة 480 كيلو ، و بمناسبة افتتاح الطريق الساحلي قررت بعدها بثلاثة أيام أن أبدأ برحلة أخرى من مدينة جنزور إلى مدينة الزاوية .

من معبر امساعد عدوا إلى ساحة الكيش ببنغازي

ويواصل البصيري حديثه معنا بمنتهى البهجة ويضيف بسعادة رحلتي الخامسة كانت في المنطقة الشرقية ، بدأت من معبر أمساعد وهي منطقة حدودية ، تقع على  الحدود الليبية المصرية ، مرورا بمناطق ” قصر الجدي ، دور الأشهب ، كنبوط ، القعرة ، باب الزيتون وصولا إلى طبرق وكانت مدتها ثلاثة أيام ، ومن منطقة طبرق مرورا بعدة مناطق و قرى صغيرة وصلنا إلى منطقة مرتوبة و الفتايح إلى أن وصلنا إلى مدينة درنة ، وواصلنا رحلتنا من درنة إلى كرسه ،  وكانت أغلب الاستقبالات من الأندية الرياضية ، ووصلنا إلى مدينة سوسة ، وبعدها وصلنا إلى شحات وارتحنا هناك لليلة ،  وفي  مدينة شحات استقبلنا الأصدقاء، ومن هناك إلى مدينة البيضاء حيث استقبلنا نادي الأخضر ، و أكملنا إلى أن وصلنا إلى المرج ، وهناك حظينا باستقبال المجلس البلدي و نادي المروج ، و مؤسسات المجمع المدني وتم تكريمي هناك و بقيت بها لمدة يومين ، وثم وصلت إلى سي فرج في مدينة البني غازي ، و هناك استقبلني مشايخ و زعماء قبائل المنطقة الشرقية بالكامل ، و كان هناك اجتماع للزعماء تزامنا مع دخولي للمدينة ولهذا قاموا باستقبالي بالمدينة ، و انتهت رحلتي الخامسة عند وصولي إلى ساحة الكيش بمدينة بني غازي .

من تجرهى إلى سبها و مبيت في الصحراء

بدأت أستعد لرحلتي السادسة والتي انطلقت من قرية  تجرهى على الحدود النيجرية الليبية ومررت بمنطقة بخي ، ومدروسة و القطرون استمرت لمدة يومين ، وبعدها أتممت إلى منطقة أم الأرانب ، و هناك بت لليلة في الصحراء ، حيث استمرت الرحلة أم الأرنب ثلاث أيام ، و استقبلت من قبل مجلس البلدي تراغن عند وصولي إلى هناك ، وكذلك الأعيان والمشايخ، و أكملت إلى مرزق ، حيث ارتحت هناك لليلة بعد أن قاموا باستقبالي هناك وأتممت إلى منطقة غدوة ، وصولا إلى مدينة سبها حيث كانت ختام الرحلة في ساحة الضمان الاجتماعي بالمدينة ،

في الرحلة السابعة قمت بإيقاذ شعلة رالوا تيتين

ونوه عداء السلام  بدأت رحلت السابعة من سبها إلى تمنهنت وثم سمنو الزيغن ثم دخلنا إلى الصحراء إلى أن وصلنا إلى سوكنه ، الهون ، ثم إلى مدينة ودان حيث قمت بإشعال ” شعلة رالوا تيتين ” و هي كانت ختام الرحلات .

أكد ” أسعى أن أبدأ برحلة جديدة من منطقة أدري الشاطئ إلى  منطقة برقن ، قطة ، القرضة وصولا إلى منطقة براك الشاطئ ، بإذن الله تعالى .

وفي سؤالنا له كم هو الفارق الزمني بين كل رحلة من رحلاتك ؟       

أفاد ” حسب الرحلات بعضها يفصل بينها ثلاثة أشهر ، أو أقل فالرحلة الأخيرة كانت مسافتها 460 كيلو من سبها إلى الجفرة ، و الفاصل بينها و بين القادم سيكون  شهر ، أو أقل و أسعى لرحلة بعدها ستكون إلى مدينة غدامس ، من أوان ، إلى درج ، إلى غدامس ، وبعدها إنشاء الله ستكون من جالوا إلى أوجلة، أشخره ، الكفرة وبعدها إلى أسعى لرحلة ختامية لليبيا تبدأ من معبر روسين في غات وصولا الله إلى منطقة قراقره منطقتي و ستكون هذه رحلتي الأخيرة .

لماذا بدأت رحلة الختام بمعبر روسين ؟

” لأنني ذهبت إلى كل مناطق ليبيا خلال رحلاتي إلا هذه المنطقة .

أفكر في رحلة عالمية أحمل فيها راية السلام من أجل وبأسم ليبيا

بعد رحلتك الأخيرة ماهي خطتك القادمة ؟

أفكر برحلة عالمية خارج ليبيا في حال تحصلي على الدعم من أي جهة” سواء أن كان من شركات أو مؤسسات أو راعي أو حتى الدولة في حال تقديمها الدعم الكافي أتمنى أن أقوم برحلة من ايطاليا إلى روسيا مرورا بالدول الأوربية ،تزامنا بافتتاح كأس العالم بالعاصمة الروسية في العام 2018 ، رافعا راية السلام باسم ليبيا ، و تحمل رسالة سلام بأن ليبيا لا تحمل عنف للعالم الأخر و لسنا بشعب إرهابي يسبب خطرا على العالم ، هذا ما أطمح إليه .

 ماهي الجهات التي قدمت لك الدعم ؟

عدة جهات ، في رحلتي الأولى كان المجلس البلدي الغريفة و الأهل و الأصدقاء، و الثانية مجلس الرياضة مدينة مصراتة ، ونادي الأهلي طرابلس و الاتحاد الليبي ، و النادي الأولمبي الزاوية ، و الرحلة الثالثة ثم بإشراف  النادي الليبي للرحلات السياحية ، ووكيل الدباس ، و الرحلة الرابعة كانت بدعم من مؤسسة أحمد الخضراوي للأعمال الخيرية بمدينة الزاوية، و الر حلة الخامسة كانت بدعم من نادي الأسارية ، وجامعة الزاوية ، وكذلك مدرسة الاعدادية قراقره ، و كذلك في رحلتي السادسة في تجرهى دعمتني شركة ليبيانا ، ونادي الاتحاد طرابلس ، والأخيرة تحصلت على الدعم من اللجنة الدائمة الرالوا تيتي ، و كذلك على الدعم من بعض الخيرين .

بالرغم من ما حققت لا زالت هناك لمحت حزن مرتسمة على ملامحك فما السبب وراء هذا الكم من الحزن ؟

حقيقة أنا شاب الثلاثينات من العمر ، و أرى ما آلى إليه وضع بلادي ، و حتى الأن لم يتحسن وضعنا ، وهذا ما يؤلمني  ، ويحزنني بشدة .

ما شعورك الآن بعد قيامك بهذا الكم من رحلات السلام هل تشعر بأنك قد أوصلت الرسالة التي تطمح إليها ؟

أنا سعيد بما أنجزت ، ونعم قد أوصلت الرسالة ، ومهما قدمنا للوطن  فلازال أمامنا الكثير لنقدمه ، فالوطن ” لا يشترى ولا يباع بمال ” و أتمنى أن يعم السلام بليبيا ” ” و أنا أقول دائما أتمنى بأن تنبث من كل قطرة سقطت من جبيني في صحراء ليبيا شجرة سلام .

كلمة توجهها للشباب في سنك ؟

للشباب دورا كبير في إحلال السلام في ليبيا لأنهم هم وقود الحرب في ليبيا و أتمنى منهم أن يلقوا السلاح ، و أن يلتفتوا إلى مواهبهم ، فمهمة بناء ليبيا بات بأيديهم .

كلمة لقراء فسانيا ؟

ونوه ” أشكركم على حفاوتكم ” ففسانيا دائما سباقة في التغطية و متابعة الأحداث الرياضية فقد واكبتني منذ البداية

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :