البقرة العرجاء

البقرة العرجاء

  • محمود أبو زنداح

الدولة الليبية طيلة ستين سنةً وهي تصرف جزء من خزينتها على الجامعة العربية وجهات دبلوماسية أخرى كثير من الأموال والمصروفات تذهب والناتج لا يعود بالخير والفائدة على الدولة الليبية . يلوم الشارع الليبي الدولة في صرف الكثير من الأموال للجماعات والدول والبعثات والمنظمات الدولية الكثيرة التي تصنع عقود وهمية ومنها عقد فعلي ولكن لايوجد من وراءه منفعة حقيقة ،وهناك المشاريع الخيرية التي يصرف لها أصولاً للصرف على المجلس الانتقالي السوري ودفع نفقات المبعوثين الدوليين لليبيا إلى غيرها من العقود المختلفة هي كثيرة الأموال والمصروفات بحجم الجبال ولكن يبقى الفساد صنع داخلي بأيدينا وتحت إرادة السلطة التشريعية وأجهزتها الرقابية للحد ومراقبة أوجه الصرف في الخارج ،وخاصة أعضاء الجمعيات النسوية و المدعية أنها مؤسسات مجتمع مدني تعنى بالمرأة تارةً وبحقوق الإنسان تارة أخرى . لم يستفد الشارع الليبي من أَي مشروع قدم أو يرى النور من الجامعة العربية ،بل حتى شعار لها لا يوجد في دولة الليبية في كثير من الأماكن ، هناك دول كثيرة استفادت من مشاريع صغيرة أو متوسطة ولاتسدّد ما عليها من التزامات للجامعة ، حتى على صعيد القراءة وإنتاج الكتب والمعارف المختلفة وتعاون الجامعات ،لن تجد أي مساعدة للجانب الليبي في المد والتعاون معه من خلال الجامعة ، ورغم الأموال التي تدفع من خزينة الدولة وتذهب مرتبات عالية إلى الأمين العام والكادر الوظيفي بالجامعة ،فلا يوجد أَي مردود فعلي إيجابي تجاه القضايا العربية وليبيا على وجه الخصوص ،حتى من خلال قمة بيروت المنعقدة الآن لايوجد ذكر لليبيا من الحاضرين ،بل تصريحات الكثير من المسؤولين أن غياب سوريا له أثر كبير على القمة في حين لا يوجد ثقل لليبيا صاحبة الصرف الأكبر والأهم أنها عضو مؤسس للجامعة . لايوجد مبرر للبقاء في هذه الجامعة سياسياً التي تعرج بقدمها عن ليبيا في حالة سكب الحليب للآخرين أو تنطحه بقرونها عند أول استحقاق حقيقي، فالاكتفاء مع تعاون في المجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي يكون له مردود أكبر ،وأفضل التعاون مع القطاع الخاص الذي يكون أقل فسادً وأكثر عطاءً . ولنا مثالاً في دولة الكويت التي تنأ بنفسها عن كثير من التجاذبات السياسية وتسعى لتكوين مشاريع علمية وثقافية واقتصادية وتعطي لأفرادها الحرية في الاختيار والتنويع فأصبحت بذلك تتمتع بكثير من الإبداع والإنتاج الفكري وإصدار المجلات العلمية والثقافية ،ورائدة في المشاريع التنموية ، مما أسهب الدول للمشاركة والنظر في كل مشروع أو صندوق يأتي عبر إعلان من الكويت ، في كل قمة عربية ،لأن بإعلان الكويت يعطي حافز للمسؤول العربي أنه مشروع حقيقي من دولة رائدة بالحكمة وصنع الحدث ،وليس مشروع خيالي وراءه أجندات ومساومة سياسية. شارك نائب رئيس الوزراء الكويت في هذه القمة ،امتعاضاً من الكويت لما حدث لبعض الوفود المشاركة وعدم الترحيب بهم وخاصة أن القمة تحت دعوة وإشراف الجامعة العربية ، ومع الكثير من المنغصات التي تحدث في كل قمة عربية إلا أن هذا لم يمنع الكويت من الإعلان عن صندوق لأجل التنمية والاقتصاد الرقمي يكون للقطاع الخاص الدور الأكبر فيه برأس مال 200 مليون دولار ،سوف تساهم الكويت 50 مليون منه ويشمل جميع الدول التي بها أزمات وتعاني وأسهب المتكلم عن المشروع وطريقة التعاطي معه حتى تمنيت أن تكون ليبيا مشاركة وتعلن المساهمة ،فنحن كثيرا لم نرى مشاريعاً ولَم نسمع يومياً من خلال الكلمات المتلفزة أن مسؤول ليبي أعلن عن صندوق أو مساهمة أو مشروع ينفع الشباب قولا وفعلاً ! كل المشاركات الليبية هي للفوضى و صياح والتخوين وحل مشاكل الآخرين ونظر في مسائل دول هي لم تنظر إلينا يوما. وَلَن تنظر في البقرة العرجاء أوشكت على فقدان آخر أسنانها ولن تعطيك شيئاً

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :