البهلوان و القرد

البهلوان و القرد

قصة من : عوض الشاعري

بعد أن ضاقت بالحاوي المبتدئ قريته المتاخمة لسيوف الرمل التي تجلدها الشمس طوال العام بسياطها الملتهبة , قرر أن ييمم وجهه شطر الأراضي الفسيحة التي لا يعرفه فيها أحد, وحتى لا يستهتر بتجارته أهله أو أقاربه أو حتى معارفه الذين ما انفكوا ينصحونه بالابتعاد عن هذه المهنة التي لا تليق بحفيد أحد المجاهدين, ونصيحته بالالتحاق بحرفة رعي الإبل التي ورثها عن أجداده في الزمن الغابر, سار في طريق متعرج لم تألفه قدماه من قبل , مر بمضارب لقبائل لم يكن يسمع بها, وعرض بضاعته وألاعيبه غير المشهورة في تلك الديار, فجنى دريهمات قليلة لم تفِ بما يقيم أوده خلال رحلته الصحراوية التي لا يعرف مداها, فدسها في مخلاته الجلدية المليئة بأدوات حرفته وبعض الطعام… مشى و مشى مستعجلاً المسير, مستعينا ببقايا خبرة متواضعة مكنته من اجتياز عدة أودية تحيطها الكثبان , مستدلاً بالقرص الأرجواني المشع في النهار, و بأرخبيل النجيمات المبعثرة في سماء الصحراء الصافية التي كان يحفظها عن ظهر قلب أثناء المساء , كَمَن قبيل الفجر في كهف الرعيان المحاذي للدرب الأفعواني الذي صنعته أقدام الدواب منذ تاريخ موغل في البداوة , ومع تباشير الصباح أكمل مسيرته نحو القرية الغافية بين أعتاب البحر ومفارق الصحراء, فلمح قرداً فتياً يحاول سرقة سلال الفواكه المتراصة قرب باب أحد الدكاكين بمدخل سوق القرية القديم………)

“مقطع من قصة جديدة ) تابعونا يا أصدقائي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :