بقلم :: حسن الوافي
أحد أكبر السياسيين والمفكرين في تاريخ ليبيا والعالم الإسلامي، وسليل عائلة ليبية عريقة اشتهرت بالتجارة والعلم والسياسة، حيث كان جده نائباً للوالي بطرابلس ووالده محمد الدغيس رئيس وزراء رئيس وزراء يوسف باشا القرمانلي. نشأ حسونة ودرس في مدينة طرابلس عاصمة أيالة طرابلس الغرب (تسمية ليبيا القديم) وأكمل دراسته في فرنسا، وتميز بالنباهة والنبوغ الفكري المبكر حيث يعتبر أول مغاربي يحتك بالحضارة الأوروبية في عصره (قبل المصري رفاعة الطهطاوي) وأمن بقيم الثقافة الليبرالية التجارية الناشئة، ويعتبر أول صحفي ليبي وكسياسي تبنى أول محاولة إصلاحية في المنطقة العربية إذ أنه سبق محمد علي باشا وآلي مصر في محاولته الجادة لتغيير نظام الحكم في ولاية طرابلس الغرب من النمط الاستبدادي إلى النمط الديمقراطي المقيَّد على غرار النظام الإنجليزي (الملكية الدستورية).
عمل كمبعوث شخصي للباشا إلى أسبانيا (1811 – 1813) وشغل منصب الوكيل التجاري المقيم لطرابلس في مرسيليا (1818 – 1820) ومن ثم أوفد كسفير للباشا إلى البلاط الإنجليزي حيث أستقبله الملك جورج الرابع عام (1821) حيث تعرف على الفيلسوف القاضي الإنجليزي جيرمي بنتام Jeremy Bentham (1748 – 1832) المهتم بوضع دساتير لبعض الدول الأوروبية ووضع معه وثيقة “للاستعمال من كل الأمم وكل الحكومات المؤمنة بالأفكار الليبرالية”.
نشر حسونة مخطوط له عن تجارة الرقيق في أفريقيا بالفرنسية والإنجليزية عام 1822 وورد فيه:
“أن تشجب وتعارض التجارة ليس بذي فائدة ما لم يذهب المرء ليهاجم الظروف الإجتماعية التي خرجت ونمت فيها”
حيث رأى أن علاج المسألة أن يتم تشجيع الأعمال التجارية الأخرى للتعويض وتجفيف المنابع، وهو أول من إستخدم هذان المفهومان في الأدبيات السياسية، ولا يزال العالم يستعمل مصطلح حسونة مثل “تجفيف منابع الإرهاب” المستخدم عالمياً.
صاغ حسونة مع صديقه بينتام أول مشروع دستور للأيالة الطرابلسية (الذي سبق كل المنطقة العربية وبعض الدول الأوروبية) وعنوان الوثيقة الدستورية (بعض المعلومات والآراء عن دولة طرابلس على الساحل البربري والأفريقي) وشملت أحد عشر فصلاً تخص: (1)السكان، (2) المساحة، (3) اللغة، (4) الملكية، (5) وضع الحياة، (6)+(7) خطبتين كتبهما بينتام لكي يستعملها الباشا، (8) خطاب بعنوان “الخطاب إلى أهل الجبل”، (9)+(10) رسائل كتبت باسم الدّغيس إلى جان كوينسى آدمز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، (11) ملاحظات باسم ” رحّالة إلى طرابلس” .
وبعد عودته من إنجلترا اختير حسونة وزيرا للشؤون الخارجية للأيالة (1826 – 1829).
حارب الاستبداد وحاول إنشاء دولة حديثة متطورة، وقال عنه المؤرخ المستشرق شارل فيرو:
“حسونة الدغيس يوجه همه دائماً للنهوض بالحركة التجارية في الدواخل، وإلى السير بالإدارة الحكومية لما فيه منفعة اقتصاديات البلاد وتقدمها، والعمل على ازدياد الرخاء في
الأيالة”.
سلسلة أعلام الدبلوماسية الليبية
رابطة الدبلوماسيين الليبيين
حقوق الطبع محفوظة 2018 ©