” التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور…”

” التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور…”

د- احمد السيد

التفسير بالمأثور يُقصد بهذا المصطلح، تفسير القرآن اعتمادًا على ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما نقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.  

التفسير بالرأي يُقصد بهذا المنهج، تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب وأساليبهم في القول، ثم معرفته للألفاظ العربية، ووجوه دلالتها، ومعرفته بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ.

ولا شك أن الذين قالوا بجواز تفسير القرآن بالرأي لم يقصدوا تفسير القرآن بمطلق الرأي، وإنما قيدوه بالرأي المعتبر والمستند إلى الدليل، ولم يعتبروا أو يلتفتوا إلى الرأي المستند إلى الهوى.

هل لكل أحد أن يفسر بالرأي؟

لابد من الضوابط التي ذكرناها حتى يقبل رأي المفسر وإياك والتجرؤ على كتاب الله وتفسير آياته بغير علم ولا اجتهاد فهذا سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه- أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر القول على الله بغير علم ويقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني وأين أذهب وكيف أصنع إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.  

( عم يتساءلون عن النبأ العظيم )

 عم: أصلها (عن ما) وأدغمت الميم في النون  

قرأت (عم(

وقراها ابن كثير (عمه) بهاء السكت ( يتساءلون)

يسأل بعضهم بعضا المشركون يسألون المؤمنين استهزاءً كما حدث من أبي بن خلف وقد أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – بعظم حائل [ قد بلي ، ] فقال : يا محمد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم ؟ فقال : ” نعم ، ويبعثك ويدخلك النار ” ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات : ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم .)

  والمؤمنون يسألون استعدادا ومن ذلك أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ. قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ… )

ولكن لا يغرنك أن تقول فإني أحب الله ورسوله بلا عمل ولا طاعة تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديعُ   !  

لو كان حبك صادقًا لأطعته إن المحبَّ لمن يحب مطيع                . وإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم

( عن النبأ) أي الخبر

 والفرق بين النبأ والخبر

 أن النبأ يطلق على الخبر العظيم والخطير فقط  

أما الخبر فيشمل كل خبر عظيما كان أو حقيرا                      ولذلك تجد (نشرة الأخبار) و(أهم الأنباء(  ما النبأ العظيم؟         قيل القيامة وقيل البعث وهما قريبان وقيل القرآن والأرجح القيامة

لماذا نبأ عظيم؟ لهول ما فيها ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(   

تدنو الشمس من الرؤوس لا يتكلم يومئذ إلا المرسلون وكلامهم        ( يا رب سلم يا رب سلم(  

حتى الملائكة تقول (سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك       (  (كلا سيعلمون(     

ردع وزجر لمن ينكر البعث والقيامة غدا ستعلم أن ما انذرناك حق وصدق وساعتها لا ينفعك الندم … 

فإن الله لم يخلقك لتأكل وتشرب كالأنعام بلا غاية ولا وظيفة أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون                      أسأل الله الإخلاص والقبول ….

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :