التيك توك سيد المقاطع بعيون الأسر الليبية

التيك توك سيد المقاطع بعيون الأسر الليبية

استطلاع : كوثر أبونوارة

لا يختلف اثنان على أن هذا العصر هو عصر وسائل التواصل الاجتماعي ، إلا أن مشكلتنا مع تطبيقات عالم التكنولوجيا هي عدم قدرتنا على الاستفادة منها في حياتنا بالشكل الصحيح الملائم لعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا

لم نستطع تسخير تكنولوجيا التواصل بشكل إيجابي يعود علينا وعلى أسرنا بالفائدة ، فنحن دائما نستغل الجانب السلبي من هذه التقنيات ، ربما لأن هذه التكنولوجيا المتقدمة دخيلة على مجتمعاتنا العربية ، فالمواطن العربي لم يقم بابتكارها ولا يجيد كيفية التعامل معها بالشكل المطلوب، خصوصا و نحن كنا قبل سنوات قليلة نعيش في أوساط بدائية راضخة للعادات والتقاليد تقيدنا ، وفي لحظة تحول غير مسبوقة وجدنا أنفسنا وسط عالم حديث وصادم لم نحسب له أي حساب.

حسابات للرقص و الاعترافات اللاأخلاقية رغم ما حققته تطبيقات التواصل الاجتماعي من إيجابيات في المجتمع إلا أن هذه التكنولوجيا الحديثة ساهمت في نشر الكثير من الظواهر الشاذة ، وأصبحنا نرى كل ما هو غريب ولا أخلاقي في العلن ، وطفت على شاشات هواتفنا صفحات و حسابات لاتعد تستعرض مواهبها التي لا تتناسب مع طبيعة مجتمعنا العربي المحافظ إجمالا ، فالمرأة أصبح بإمكانها الرقص في المنزل وإظهار مفاتنها على الهواء مباشرة !

والرجل الذي كان يخجل من التعرف على النساء وإقامة علاقات غير شرعية أصبح يستمرئ ذلك بسهولة أيضا ، و العديد من الشخصيات الشاذة أصبح يجهر بما يفعل بكل حرية ، دون أي قيود أو رقابة ، وأصبحت هذه الحرية الافتراضية تنتقل شيئا فشيئا إلى العالم الواقعي .

وفي خضم هذا العالم الواسع من التطبيقات ، تتطرق فسانيا لأحد التطبيقات، الذي كثرت حوله حديث العامة  ، وهو تطبيق التيك توك TikTok وما ينشر فيه من مقاطع مختلفة فلنقرأ سويا” هذه الجولة من الآراء في الشارع الليبي عنه.

 التيك توك منصة الفيديوهات العالمية

أحمد معين، طالب جامعي يقول: هذا التطبيق من أكثر التطبيقات الرائجة في العالم ، وهو مشهور على مستوى الوطن العربي أيضا . وكما نعرف أن هذا التطبيق TikTok عبارة عن برنامج تعرض فيه مختلف مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها من طرف أشخاص مختلفين حول العالم ، وهو سهل الاستعمال و يمكن لأي شخص أن يقوم بصنع مقطع فيديو ونشره على هذا التطبيق ليستطيع بذلك أي متلقٍ آخر حول العالم مشاهدة المقطع وهذه هي الفكرة الجوهرية للتطبيق.

وتابع : نعم التيك توك TikTok لاقى رواجا بين جميع الأعمار والفئات ، وانتشر بشكل واسع في جميع أنحاء العالم ، حتى أصبح يتم رفع حوالي مليار مقطع فيديو في اليوم الواحد فقط ،حيث كل شخص يشارك مختلف نشاطاته وهواياته بالإضافة إلى مهاراته المميزة عبر مقاطع الفيديو لتتم مشاهدتها ومتابعتها من مختلف بقاع الأرض.

منبر الابتسامة اليومي

ترى آية اللافي طالبة جامعية : أن هذا التطبيق جعلنا نطلّع على الأفكار المختلفة في العالم ونتعرف على مختلف العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية لمختلف الدول العربية والغربية، فهو يساهم في الوصول إلى آخر الأخبار والمستجدات الخاصة بجميع الدول في كل مكان، كما أنه يقصر المسافات ، من خلال التواصل مع المقربين الذين يقيمون في الغربة .

و تابعت آية : هذا التطبيق يعتبر وسيلة للترفيه عن النفس عند مشاهدة بعض الفيديوهات المضحكة والمسلية مع إدخال صوت يتناسب مع المقطع . كما يجعلك تتشارك مع الآخرين في أفكارهم ومشاعرهم ونشاطاتهم في حياتهم اليومية. TikTok

سلاح ذو حدي

تقول رغدة نوري، معلمة : إن هذا التطبيق هو تطبيق مؤذٍ لشخصية الفرد، فهو يهدر الوقت في مقاطع ليس لها أي فائدة أو معنى ، خاصة وأن الكثير من الذين يتابعونه مهووسون برؤية و نشر الفضائح وبعض المعتقدات الفاسدة ، وهذا يؤدي إلى انحلال الأخلاق في مجتمعنا.

و أردفت : التيك توك يجذب الناس من خلال كثرة مقاطع الغناء والرقص وقلة الحياء والأزياء الفاضحة ويؤثر على الرأي العام ، وهذا الأمر أعتبره مخالفا لتعاليم ديننا الإسلامي لأن الأشخاص انتفت الخصوصية عن حياتهم. ناهيك عن المقاطع التي يتم فيها عرض الممنوعات والمشروبات الكحولية التي تضر بشباب الوطن العربي , و تشجيعهم لدخول دائرة الإدمان من خلال مشاهدة مختلف مقاطع الفيديو الفارغة التي لاتسمن ولا تغني من جوع .

وأنهت حديثها بالقول : إن هذا التطبيق هو سلاح ذو حدين وعلينا استخدامه في الجانب الإيجابي والالتزام بقيمنا وتعاليم ديننا الإسلامي ، وعدم الانحراف عن أخلاقنا كمسلمين كما يجب مراقبة أبنائنا و الحرص على عدم الوقوع في مواقف سوداء للتطبيق ، لأنهم مسؤوليتنا وسوف نحاسب عليها في يوم من الأيام.

للعزلة والسجن TikTok:

تقول حليمة الورفلي،ربة بيت: التيك توك تطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، إلا أنه في الواقع يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية ، لدرجة أنهم لا يستطيعون الاهتمام بالعلاقات المحيطة بهم ، ويفضلون الشاشة على التواجد الواقعي بين أهلهم ، فهو مضيعة للوقت لأن مستخدميه يستعملونه لساعات طويلة ، بالرغم من أن بعضهم يجني من ورائه المال ولكن ليس الكل، فهناك مخاطرة بعرض المحتوى ، فالمتابعون قد يحبون ما تعرضه أو لا يتقبلونه ،وعندما لا تقدم ما يريدون فإنك لا تحصل على أي شيء في المقابل.

و لفتت الورفلي النظر إلى أن التطبيق يسمح بمشاركة المحتوى مع جميع سكان العالم ، لذا فإن فرص التحرش اللفظي كبيرة، خاصة من خلال التعليقات السلبية والتنمر ويعد النقد على الشاشة أمرا طبيعيا جدا .

وأضافت : إن مستخدمو TikTok تجاوزوا الآن حد إيذاء النفس، وأصبحت مقاطع الفيديو الخطرة والرقص أمام القطارات أو السيارات أوالتعذيب لإظهار مواهب مميزة ومختلفة وخطيرة لزيادة المتابعين . و قد تصل محاولات جذب الانتباه المتتبعين إلى عرض المشاهد الفاضحة والتي تؤدي إلى قضايا مخلة بالشرف، و الدعوة إلى الفسق ،والأمثلة لا تعد ماثلة أمام عين كل أسرة تخشى علر أبنائها ، لذا لابد من أن نحرص على رقابة الأبناء.وعدم تركهم بمفردهم على هذا التطبيق. قد يؤدي تطبيق TikTok لانتشار فضائح الناس ، والتسبب بقضايا تؤدي للسجن كما حدث في الجمهورية المصرية حيث تم سجن فتاة عشر سنوات لأنها تنشر أفكارا غربية عبر هذا التطبيق.

وأشارت : إن إدمان الشباب والمراهقين تطبيق تيك توك وغيره من التطبيقات المماثلة ، يصنع أشخاصا غير أسوياء لأن الشباب في حاجة لملء فراغهم بشيء مفيد بعيدا عن الواقع الافتراضي

التقاليد على حافة الاندثار

من وجهة نظر بدر الدين القماطي، موظف : أن هذا التطبيق عالم بلا قيود تقريبا ويتم التسجيل فيه ببريد إلكتروني دون أي تأكيد ، مما يجعل أي شخص يستطيع أن يسجل حسابا على تطبيق تيك توك. بل يمكنه المشاهدة والتصفح بدون الحاجة لعمل حساب من الأصل. ويتمتع بميزة يوفرها للمستخدمين من خلال منحهم القدرة على تصوير أنفسهم، وإضافة تأثيرات موسيقية مأخوذة من أفلام عربية وربما أجنبية على تسجيلاتهم اليومية ، لذا فتطبيق تيك توك كثيرا ما يستخدم في العالم العربي للسخرية من الواقع السياسي ، أو لنقد أوضاع سياسية أو أشكال اجتماعية وذلك من خلال فيديوهات قصيرة ذات محتوى مركب بموسيقا فكاهية.

وأضاف : هذا الأمر الذي ستكون نتيجته اندثار جزء ليس باليسير من عادات وتقاليد الشعوب العربية التي طالما سعت المجتمعات العربية إلى الحفاظ عليها عبر موروثها الثقافي والديني ، وبالتالي السماح لثقافات أخرى بالسيطرة على عقول الشباب العربي والسير على منوالهم في اختيار أبسط الأشياء في الحياة.

الرقابة ثم الرقابة

يؤكد وليد الطياري، معلم : أن هذا التطبيق يؤثر بشكل ملفت للانتباه على فئة المراهقين والشباب وله أثر على النفس لذلك يجب على الآباء مراقبة استخدام الأطفال الصغار للإنترنت ، لأن هذا التطبيق يهدد عقلية وصحة الأبناء.

وأردف: الجميع يشاهدون ولكن القلة منهم يستخدمه في أمور مفيدة ، لذا فإن عدم المراقبة سيكون له تأثير سلبي على الأطفال والشباب، لذا أشدد على كل الآباء بضرورة مراقبة تطبيقات الجوال المجانية المتوفرة للتنزيل وأنواع البرامج التي يقوم الأطفال بتنزيلها ،والتأكد من أنها مناسبة لأعمارهم ، كما يجب عليهم تذكر كلمة مرور الهاتف حتى يتمكنوا من رؤيتها من وقت لآخر

إن أغلب تطبيقات السوشيال ميديا تم تصميمها بغرض إدمان المستخدمين لها لحصد المشاهدات ، و معظم مستخدمي تطبيق “تيك توك” يبحثون عن الشهرة وجمع المال عبر المتابعين .

ومع انتشار مثل هذا النوع من التطبيقات في العالم اختلفت الآراء ، ويرى كثيرون أن الكثير من هذه المقاطع المصورة لشباب وشابات عربيات بلباس وشكل لا يمث لإسلامنا بشيء ،مع الرقصات العربية والغربية التي تتجاوز حدود الأخلاق والدين التي نشأنا عليها.

 لعل تطبيق Tik Tok هو أحد مرايا التكنولوجيا التي كشفت مدى التسيب داخل الأوساط الاجتماعية و الإهمال داخل الأسرة التي تراجعت فيها السلطة الأبوية والوازع الديني والأخلاقي ، ليترك المجال لما يسمى بالتطوّر التكنولوجي . وكثير من الشباب اليوم يرون أن السؤال الذي سيصبح أكثر طرحا عندما يريد أحدهم الارتباط بفتاة ما إذا كانت الفتاة قد أخذت صورا أو نشرت فيديو في اليوتيوب أو رقصت في التيك توك.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :