حاورته :: منى توكا
العشق والإخلاص والإيمان بالفن هو سلم النجاح والتميز لأي شخص، دعم الأهل والعائلة هو الثقة والقوة التي تجعل الشخص يصعد هذا السلم مهما ارتفع طوله.
مراد الجماعي فنان تشكيلي
فكثير من الأشخاص نجحوا ووصلوا للعالمية لمجرد الإتقان والإيمان بحلمهم والسعي ورائه ودعم الأهل واهتمامهم بمواهب ابنائهم، جعلهم يصلون دون النظر إلى العراقيل والظروف أو الضغوطات التي تمارس ضدهم، وهو ما فعله ابن الجنوب مراد الجامعي الفنان التشكيلي الليبي الحائز على الذهبية في بطولة الفن التشكيلي بالمسابقة الأولى لمبدعين العرب بلندن 2021، والتي شهدت أيضا مشاركة واسعة من فنانين ومفكرين وأدباء وباحثين، يمثلون سبعة عشرة دولة عربية في مجالات فنية متعددة. وكان لفسانيا حوار معه:
حدثنا عن سيرتك الذاتية؟
مراد الجماعي فنان تشكيلي مواليد تمسان الشاطئ 1996عمري 25 سنه درست في كلية التقنية الهندسية في هون الجفرة والآن في أخر سنة بكلية الموارد الطبيعية في سوكنه، إلى جانب الفن التشكيلي مهتم ببعض الفنون الأخرى كالموسيقى والأدب.
كيف اكتشفت موهبتك الفنية؟ ومتي رسمت أول لوحة؟
لا شك في أن كل طفل يتأثر ببيئته بحيث تساعده على اكتشاف مواهبه، فبداية اكتشاف موهبتي عندما كان عمري 5سنوات، ولأكون صريحا معكم أنا لا أذكر ذلك ولكن والدي أخبروني أنني كنت أحب الأقلام والورق منذ نعومة اظافري، وأمي هي من اكتشفت موهبتي وكانت ملهمتي عندما كنت في السابعة رأيتها ترسم وشاهدت شغفها وحبها للرسم مما أثرت فيا وجعلتني أعشق الرسم.
وعندما كنت في عامي الأول من الدراسة، أذكر أنى كنت مغرم بقنوات ومسلسلات الكرتون بدأت أرسم على “السبورة” قبل حضور معلمة الرسم حيث تفاجأت وقالت من الذي رسم هذه الرسمة وزملائي التلاميذ يشيرون إلي ويهتفون بإسمي وكنت آنذاك طفلا خجولا لا أجيد التحدث. وأذكر أول لوحة رسمتها وشاركت بها كانت للراحل معمر القذافي في مسابقة أقيمت في معرض طرابلس الدولي وكانت جائزتي أدوات رسم.
ما الأدوات التي تقوم باستخدامها؟ وهل لديك طقوس معينة لكي ترسم؟ وما أكثر اللوحات التي تجذبك لرسمها؟
في بداياتي كنت أستخدم أقلام الرصاص والورق العادي واقلام الخشب العادية لعدم معرفتي بجودة الأدوات، ولكن من خلال بحثي على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركاتي في المعارض تعرفت على أدوات ذات جودة عالية، الآن استخدم تقريبا اغلب الأدوات منها الألوان الزيتية والمائية والأكريليك وألوان الخشب والحبر والرصاص والفحم، حقيقة الخامة الوحيدة التي لم أجربها الباستيل هو نوع يشبه الطباشير ولكن سأجربه في المستقبل وبخصوص طقوسي أعتقد أن كل فنان له طقوس معينه عند الرسم فمنهم من يميل إلى الهدوء ومنهم من يرسم ويشغل الموسيقى المفضلة أنا أيضا أحب العزلة والتفرد وموسيقاي المفضلة والهدوء الذي يساعدني على الإلهام وبصراحة لا توجد صورة معينة جذبتني لأرسمها ولكني دائما أحب رسم اللوحات التي تحاكي المعاناة مثل العجائز والمسنين والصور التي ترتبط بالموسيقى.
ما هي المعوقات التي تواجهك أثناء الرسم؟ هل مزقت لوحة قبل اكتمالها بسبب عدم إعجاب الآخرين بها او عدم إعجابك بها؟
من أكثر المعوقات التي يواجهها أكثر الفنانين والرسامين هي نقص الأدوات الخاصة بالرسم وغلاء أسعارها وعدم توفير الجودة المطلوبة مما يجعل الفنان والرسام غير قادر على الوصول إلى المستوى المطلوب لكن حقيقة لم أمزق أبدا لوحة لم تعجبني أو أنني قد تعرضت للنقد على العكس تماما أتركها وأتعلم من أخطائها وأحاول أن أطور نفسي وأبدأ من جديد في لوحة جديدة.
ماهي أهدافك من خلال لوحاتك؟ هل لديك أفكار جديدة تطمح لتحقيقها في المستقبل؟
رسالتي من خلال لوحاتي هي التعبير عن الحالة التي أعيشها والبيئة المحيطة بي ومدى تأثيرها على وإظهار جمالها إلى المتذوق أو الشخص الذي يقرأ العمل ويفسره على حسب مزاجه والحالة التي يعيشها وبصراحة هدفي من الفن التشكيلي ليس المنافسة بل التميز وابتكار طريقة ونمط يميز لوحاتي عن زملائي الفنانين فأنا دائما أبحث عما هو مختلف فعندما تكون مختلف ومتميز حتى لا يستطيع أحد تقليدك. ونعم بالتأكيد لدي أفكار جديدة فأنا أريد أن أبتكر نمط أو طريقة مميزة خاصة بي وأدرسها، وهدفي أيضا أن أقوم بعمل دورات تدريبية على نطاق واسع في ليبيا وخارجها والمشاركة بمعارض محلية ودولية لإبراز الهوية الليبية.
حدثنا عن مشاركاتك ومواضيع رسوماتك؟ وعن مسابقة المبدعين العرب في لندن وهل كنت تتوقع ان تفوز فيها وماهو شعورك أثناء علمك بالفوز في المسابقة؟
؟
مشاركاتي سابقا كانت محلية أكثر من كونها دولية حيث كانت أول مشاركة لي في معرض طرابلس الدولي2010 ومهرجانات مثل مهرجان الخريف في هون لخمس مواسم، ومهرجان ملاقاة الربيع ومهرجان الزاوية، وعدة معارض في مناشط الجامعات، اما المشاركات الدولية كانت إلكترونياً في دولة مصر والدول الأجنبية وآخرها مسابقة المبدعين العرب في لندن ولم أستطع السفر نظرا لظروف البلاد.
أما مسابقة المبدعون العرب في لندن كان هدفي المشاركة فيها سواء فزت أم لم أفز، ولكن ميزة هذه المسابقة هي وجود أكثر من فئة وهذا ما جعلني أتفاءل وأيضاً كنت واثقا جدا في عملي وباللوحة المشاركة والحمد لله كانت اللجنة منصفة. وحين وصلني نبأ الفوز كنت منتشيا بالفخر ولكن غلب على الحزن عندما لم أستطع السفر وأكّرم هناك ورفع اسمي واسم ليبيا والجنوب خاصة وأنني لما أتلقى الدعم من أي جهة حكومية كل الدعم كان معنوياً ولكن كلي إيمان بأن القادم أفضل، كنت سعيد جدا بهذا الإنجاز.
رسالة أخيرة لكل الموهوبين في ليبيا عامة والجنوب خاصة؟
رسالتي الأولى هي للأهل اهتموا جيدا بمواهب أطفالكم منذ الصغر فهذا يساعدهم على تنمية مواهبهم ليس في مجال الرسم فقط وإنما كل المواهب الأخرى وهذا ما يساعدهم على تطوير مواهبهم وصقلها أكثر في المستقبل، اما رسالتي الثانية للموهبين اللذين لايزالون في بداية مشوارهم دائما ما أنصح أي موهوب ألا يكترث للنقد وعدم رضى الآخرين بعمله فهذا بالعكس يزيد من إصرارهم والتطوير أكثر من مواهبه أيضا اختيار الأدوات الجيدة هذا أيضا يساعد في حدوث الفرق الكبير في العمل الفني. وكذلك اتمنى من كل فنان ان يترك التنافس على من الأفضل ويركز أكثر على اختيار نمطه الخاص. وأود أخيرا من المكاتب والقرطاسيات أن يوفروا الأدوات اللازمة للرسم وأن تكون ذات جودة عالية بالجنوب خاصة وليبيا عامة، ورسالتي الأخيرة للجهات الحكومية المكلفة في الجنوب خاصة أناشد بدعم المواهب الليبية لأنه الفنان الليبي يعاني من قلة الدعم والاهتمام من الدولة.