- كتب :: عبدالمنعم الجهيمي
غسق قلما انتجت اعمال ملحمية توثق لحظات وفواصل مهمة في تاريخ ليبيا الحديث، من عمر المختار لم يقع توثيق اي ملحمة في ليبيا بشكل احترافي ومبهر ومثير.
في دول اخرى تتوثق ملامح وفواصل تاريخها في اعمال فنية تكون جامعة ومؤثرة وتعلق في أذهان الجميع وتصبح ايقونات لايمل المشاهد متابعتها ويحفظ عن ظهر قلب حواراتها واحداثها وتطوراتها.
مصر مثلا وثقت الكثير من ملاحمها وصرنا نحن نتابعها بذات الشغف، حفر قناة السويس واحزانها في شفيقة ومتولي، واعمال عن ثورة عرابي وحادثة دنشواي واحداث ثورة سعد زغلول وغيرو وغيرو، سوريا كذلك من خلال انتاجاتها وثقت ملاحم عظيمة ولاتزال.
عمل غسق وثق لعملية البنيان المرصوص التي قضت على تنظيم داعش في سرت، وهذه العملية لاتلقى ذات التقييم الايجابي الكامل من كل الليبيين، لأن فيه من يرى انها ليست عملا بطوليا ملحميا بهذا القدر، وفي نفس الوقت يراها كثيرون انها عملية كبيرة حررت سرت من تنظيم الدولة الإسلامية، وقدم فيها الليبيين زهرة شبابهم من مدن طرابلس ومصراته وسبها وزليتن والجبل وغيرها من مناطق ومدن ليبيا التي ساهمت في هذا العمل لأشهر طويلة.
تمنيت ان يكون عمل غسق برسالة أشمل، تتوجه للكل، المحب توثق عملا أحبه ورأى فيه ملحمة بطولية لها كل الفضل، ورسالة لغير المحب تخاطبه بعقلانية ومودة وتوضح له ماقد غاب عنه، وتركز على نقاط تساعده في فهم السياق واستيعابه.
العمل جميل ولن اطيل في جماليات التصوير والإنتاج الباذخ والذي يعتبر من مكتسبات الدراما الليبية، غير أنه وقع في معضلات صعب عليه معالجتها كما يجب، فترتيب الأحداث التاريخية لم يحظى برضى أهل سرت الذين رأوا العمل يبتر أحداثا مهمة لهم، ويشوه حتى بعض الأحداث التي مرت بهم.
واعتبر الغمز واللمز الذي طال زميلة اعلامية من سقطات العمل، قد تعتبر المذيعة عدوة لك او خصم ولكن لاتفجر في هذه الخصومة وتضعها في سياق غير لائق، فهذا كفيل ان يضع شبهات حول عمل فني رائع، شرف الخصومة اذا كانت هناك خصومة كان يقتضي طرحا أكثر رقيا وتفهما، وعرضا يليق بمجهودات فريق العمل الذي احييه فعلا وسنفرد إدراجا لأهم شخصياته.
كتبت هذه الاسطر بعد ان اكملت مشاهدة الحلقة الأخيرة، ولنا عودة غدا مع بعض شخصيات العمل.