فسانيا :: عادل الشتيوي
موزة المهندي: أنشطة ومبادرات البرنامج وصلت إلى أكثر من 725 مستفيد في أنحاء العالم بقلم: موزة المهندي مديرة التسويق والاتصال، برنامج الجيل المبهر اللجنة العليا للمشاريع والإرث نجح الجيل المبهر، برنامج الإرث الاجتماعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، في الوصول إلى أكثر من 725 ألف مستفيد في عشر دول قبل نحو عام ونصف من انطلاق منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022
يرتكز البرنامج منذ إطلاقه في 2010، تزامناً مع تقديم ملف قطر لاستضافة مونديال 2022، على الاستفادة من كرة القدم لإحداث تغييرات إيجابية في المجتمعات، وهي المهمة التي يواصل الجيل المبهر تحقيقها في قطر والعالم. يرجع النجاح الذي يحققه البرنامج في جانب كبير منه إلى منهج عملنا الذي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية؛ أولها دليل الجيل المبهر، وهي أداة جرى إعدادها لتمكين المدربين من تقديم أنشطة البرنامج وفق احتياجات مجتمعاتهم، ثم نموذج “تدريب المدربين” الذي يعمل من خلاله نخبة من المدربين الخبراء على نقل المعرفة بمبادرات كرة القدم من أجل التنمية إلى المدربين الآخرين وشباب القادة، وفي أوساط الشباب بوجه عام.
وتمثل شبكة شركائنا ثالث عناصر منهجية الجيل المبهر، وتعد عاملاً أساسياً في نجاح تنفيذ أنشطة البرنامج. من أوضح الأمثلة على ذلك التعاون الذي أعلنا عنه مؤخراً مع اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) لإطلاق مبادرة مشتركة ضمن برنامج كرة القدم من أجل التنمية لتدريب المدربين، ويتوقع أن يستفيد من المبادرة آلاف الأطفال والشباب في اتحاد الكونكاكاف الذي تنضوي تحت عضويته اتحادات كرة القدم في 41 دولة. كما أطلقنا مبادرة لتعزيز المهارات الحياتية وتمكين الشباب في كل من العراق وميانمار وأوغندا والأرجنتين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
استطعنا من خلال المبادرات المتنوعة للبرنامج في توعية الأفراد حول العديد من المبادئ المجتمعية مثل المساواة بين الجنسين والشمولية، إضافة إلى مهارات حياتية أساسية مثل التواصل الفعّال والتنظيم والعمل الجماعي والقيادة، مع الالتزام بأن تبقى كرة القدم في جوهر أنشطة البرنامج. من جانب آخر؛ يعمل برنامج شباب الجيل المبهر على تعزيز قيم المواطنة العالمية لدى لشباب من خلال رحلة تعليمية وتثقيفية تستمر على مدى عام كامل في سبيل تحقيق مستوى أفضل من الفهم حول الطرق التي يمكن أن تساعد من خلالها كرة القدم في إيجاد الحلول للتحديات التي يواجهها المجتمع.
فرضت علينا جائحة كورونا تحديات كان علينا التعاطي معها بفاعلية في سبيل مواصلة عملنا في الاستفادة من الرياضة كوسيلة لإحداث التغيير الاجتماعي المنشود. ورغم تلك الظروف الاستثنائية؛ نجحنا في إطلاق برنامج للتواصل مع الأفراد عبر الانترنت، واستمر دعمنا لقطاعات عديدة في المجتمعات المستهدفة، واستطعنا إحداث تغييرات إيجابية في حياتهم.
إلى جانب ذلك؛ وصل تأثير البرنامج إلى الكثيرين على الأرض رغم الظروف غير المسبوقة، حيث بادر العديد من المستفيدين من الجيل المبهر بتقديم الدعم لمجتمعاتهم خلال تلك الأوقات العصيبة، ومن بينهم اثنين من شباب الجيل المبهر هما صادق رحمان وسليم بوثيوتل من الهند، والذين تعاونا مع فريق من عمال الإغاثة لتوصيل الطعام ونقل المرضى. ومع استمرار الرفع التدريجي للقيود المفروضة بسبب وباء كورونا في قطر، أصبح الجيل المبهر الآن في جاهزية تامة لاستعادة تقديم أنشطته بشكل اعتيادي. وقد أتحنا الفرصة الشهر الماضي أمام المشاركين في مبادرة “لكل القدرات”، التي ينظمها البرنامج بالتعاون مع مؤسسة قطر، لمشاهدة الكأس الخاصة ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022
خلال فعالية خاصة في مركز طلاب المدينة التعليمية بمؤسسة قطر، بمناسبة بدء العد التنازلي لـ 500 يوم على انطلاق منافسات النسخة المقبلة من المونديال. وفي ضوء الإعداد للنسخة السنوية الثالثة من مهرجان الجيل المبهر خلال بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر نهاية العام الجاري؛ فإننا نزداد حماساً لمواصلة جهودنا لإلهام الشباب خلال أول نسخة من كأس العرب تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). ومع إقامة فعالياته خلال فترة منافسات كأس العرب؛ يتوقع أن يمثل مهرجان هذا العام احتفالية بالشباب وكرة القدم والمنطقة التي ستحتضنن مونديال كرة القدم العام المقبل.
ومع اقتراب موعد انطلاق مونديال قطر 2022 بعد أقل من عام ونصف؛ نواصل جهودنا لتحقيق هدف الجيل المبهر للوصول إلى مليون مستفيد قبل إطلاق صافرة البداية لمنافسات البطولة. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف؛ يستمر الجيل المبهر في تمكين الأجيال الجديدة من القادة الشباب لإحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم عبر الاستفادة من الشعبية الواسعة والقوة الملهمة للعبة كرة القدم التي يعشقها الملايين حول العالم، وبناء إرث سيبقى أثره طويلاً بعد إسدال الستار على منافسات النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط.