النقيب : أمحمد بن يوسف
تزدهر المدن وتُنشأ الحضارات منذ عمق التاريخ حيث يستشعر الآدمي بالاستقرار النفسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي والفكري ، لكن القاعدة المتينة التي يرتكز عليها ما سبق ذكره في هذه الأسطر هو الحسّ المطلق بالأمان ، وعليه بنيت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمخابراتية لكل دول العام ، بعد حروب ومؤامرات عدة خاضتها الشعوب والدول ضد بعضها البعض وبعد سنوات من الاستعمار ومحاولات التحرر التي أفضت لاستقلال بعض البلدان عن الدول الاستعمارية العتيدة ، فحاجة الإنسان وبحثه الدؤوب عن راحة عقله ونفسه وحياته ينمي بداخله إحساس اليقظة ، والاستعداد لأي طارئ يمكن أن يحل به من جهة غير معلومة وفي توقيت غير محسوب؛
ولأننا وكما سبق وذكرنا في مقالنا السابق كون الأمن مسؤولية اجتماعية فإن الحسّ الأمني لأي مواطن هو ضرورة حتمية تقينا والمواطنين شر الوقوع في الكثير من المشكلات والخروقات بل وتجنبنا ويلات الجرائم وما تكبدنا من خسائر في الأنفس والأرواح والأموال والمؤسسات ، فكم من الجرائم كان بالإمكان تلافي وقوعها لو كان الحسّ الأمني حاضرا؟
وكم من الجرائم التي قُبض على مرتكبيها بفضل تعاون المواطن وحسّه الأمني الرفيع أيضا؟ وكم من جرائم لازال الغموض يلف تفاصيلها؟
فقط لأن المفعول به من المواطنين استخدم حسن النية أكثر مما ينبغي أو ربما تناسى الحذر وهو صفة طبيعية في البشر مع الفاعل أو الفاعلين فكان ثمن نسيانه غاليا جدا كلفه في الكثير من الأحيان نفسه وأبناءه وحتى أمواله وممتلكاته ، وربما سجلات مراكز الشرطة والمباحث الجنائية ودفاتر المحققين تحمل بين طياتها الكثير من قصص الخطف والقتل والنصب والاحتيال التي كان الضحية فيها يستخدم حسن النية حين غَطّ حدسه وحسه الأمني في نوم عميق حتى وقوع الكارثة.
وللحديث بقية.