الحق في التعليم بين التعزيز والانتهاكات

الحق في التعليم بين التعزيز والانتهاكات

المستشارة القانونية : فاطمة درباش

والتعليم، بوصفه حقاً تمكينياً، هو الأداة الرئيسية التي يمكن بها للكبار والأطفال المهمَّشين اقتصادياً واجتماعياً أن ينهضوا بأنفسهم من الفقر وأن يحصلوا على وسيلة المشاركة مشاركة كاملة في مجتمعاتهم. فالتعليم حق أساسّي ومهّم من حقوق الإنسان ومُتاح للجميع من أجل مساعدتهم في تحقيق الفائدة في حياتِهم. حق التعليم هو أحد الحقوق الأساسّية التي تندرج ضمن حقوق الإنسان، إذ أنه من حق كل شخص مهما كان عِرقه أو جنسه أو جنسيِّته أو ديانته أو أصله العرقي او ميوله السياسي ،الحصول على التعليم بشكل مجاني ،ويستلزم الحق في التعليم متطلبات خاصة في مختلف مراحل التعليم.

فلا بدّ أن يكون التعليم الابتدائي إلزاميا ومجانيًا للجميع ،كما أن الحق في التعليم هو في حد ذاته حق من حقوق الإنسان، وهو في نفس الوقت وسيلة لا غنى عنها لإعمال حقوق الإنسان الأخرى. والتعليم، بوصفه حقاً تمكينياً، هو الأداة الرئيسية التي يمكن بها للكبار والأطفال المهمَّشين اقتصادياً واجتماعياً أن ينهضوا بأنفسهم من الفقر وأن يحصلوا على وسيلة المشاركة مشاركة كاملة في مجتمعاتهم. تعد مجانية التعليم الابتدائي أمرا أساسيا في ضمان حصول كل فرد على التعليم، ولكن لا تستطيع العديد من الأسر في كثير من البلدان النامية إرسال أبنائهم إلى المدرسة، مما يسبب حرمان الملايين من الأطفال في سن المدرسة من التعليم. يجب توفير حق التعليم لجميع الفئات بغض النظر عن الاختلافات فيما بينهم؛ فتأمين حق التعليم، يضمن تأمين حقوق الإنسان الأخرى كاملةً، وتكمُن أهميّة التعليم بدوره الفعّال في تنمية حياة الأفراد والدول اجتماعيًّا واقتصاديًّا، فمعظم دول العالم وافقت على المعاهدات والاتفاقيات الدولية المنصوص فيها على الاعتراف بالحق في التعليم إلا أن الكثير من الناس لا يزال غير قادر على ممارسة هذا الحق؛ وذلك بسبب عدم قدرة الدول على توفير الموارد اللازمة لتنمية هذا القطاع وعدم توفير ضمانات كافية لتعزيز الحق في التعليم ان وجد في نصوص دستورها،وذلك بسبب تشتت الإدارة السياسية .

إلا أن الحقّ في التعليم يتعرض إلى انتهاكات كبيرة بشكل مستمرّ فهناك العديد من البشر لايزالون محرومين من حق التعليم ؛وذلك بسبب الحروب والظروف الأمنية المتوترة ،فالانتهاكات تصل إلى المناهج المدرسية، وإغلاق المدارس، والقيام بحملات اعتقالات تطال المعلّمين والطلاب، أحيانا عند مطالبتهم بحقوقهم ،وأحياناً لأسباب اخرى كانتمائهم الى ولاءات سياسية مخالفة لمن يسيطر على الرقعة التي يقطنوها.

كذلك تسرّب الأطفال من المدارس والناتج عن العنف الذي يتعرّض له الطفل من قبل المعلمين أو الطلاب الآخرين في المدرسة يكون سبباً في حرمانهم من الحق في التعليم . ويعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية؛ وقد وردت في ذلك عدة مواد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وغيرها من مصادر القانون الدولي. وفي تعريف التعليم على انه حق من حقوق الإنسان ضمن القانون حق التعليم للجميع دون أي تمييز على الدولة أن تلزم بحماية الحق في التعليم واحترامه وإعماله.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :