بمسابقة بوح القلم
بمنبر الادب الليبي والعربي والعالمي
بتاريخ الأول من أغسطس 2017
بعنوان ” أحلامُ الصِّبا ”
بقلم :: غادة محمد من طرابلس

أحلامُ الصِّبا

كم هي حميمة الذكريات .
حينما تتوارد علينا أطيافها..
من بساتين القرية العتيقة
مُحمَّلة بعبق إكليل الجبل..
و مضمَّخة بندى الشَّبابيك..
المُشرَّعة بدفء المهاجع
و حنين العتمة لحضن الضِّياء
مع بزوغ فجرٍ باسم..
يروي قصَّة قريتي المصونة
كالدُّرة المكنونة..
بين مراح السَّهل..
و براح الشَّمْس
و طوق الجبل..
قريتي تتفيأ الأمان
و ترتقي سفوحها معارج الإباء
بشممٍ كسا ملامح الرِّجال و النِّساء
و أشجار الزَّيْتون
مناهل جود و إحسان
تحتفي بالقاصي و الدَّانِ
اللوز أزاهير بيضاء
تتغنج بحسن ضاهى سنا البدر
و غار منه أديمُ العذارء في خِدرها
على الروابي و الآكام
تعربش زعتر البراري
ينثر أريجه بفوح الرَّبيع
و تتنسمه المُهج بظمأ
الرُّوح لجذوة الحياة
قرية لطالما اكتحلت المآقي..
برؤية أهلها الطيبين
و فتيانها الجسورين.
أطفالها معفَّرين الوجوه
بترابها الحاني..
أساريرهم الوضِيئة..
تعكس الحُب..
و تُنشد أهازيج السَّلام. ..
كم افتقدك يا قريتي الحالمة..
و أحن لمعانقة الأحلام..
التي راودتني..
ذات مساء صيفيّ
تهدهده الأمنيات الوارفات
و تباركه ليلة قمريَّة…
بدرها اكتسح بجماله..
عثرات الزَّمان..
و أضاء نوره جنبات المكان..
بقريتي المحظيَّة
بوميض الوجدان
و الحاضرة بزهو العنفوان
في روح القصيدة المحكيَّة
…..