سعد القذافي السني
يصاحب سنوات الاضطراب السياسي ،،وتفكك السلطة ،حالات من الضياع واضطراب المعنى ،بسبب حالة اللايقين التي يعيشها الانسان عندما يدرك انه اصبح في العراء وبلا حماية ضمن فضاء البقاء فيه للاقوى عليه مراجعة كل ما تعلمه وقرأه وسمعه زمن السلم ،وعليه ان يعيد ترتيب نفسه وفقاً للمعطيات الجديدة التي كشفت كثيراً من الزيف وازالت كثيراً من الاوهام ،،وسط هذا الركام الهائل الذي خلفه زلزال عنيف، لابد ان تفرض جملة من الاسئلة الوجودية نفسها على الانسان ،من قبيل ما الوطن ؟وما علاقتي به ؟هل هو فقط مساحة جغرافية ؟ام انه امة وثقافة ينتمي اليها ا الفرد ؟ ما العدالة؟ما الدولة؟،،،الخ..تفكك الدولة سواء كانت رديئة او جيدة،يعني تفكك منظومة القيم التي اعتمدتها السلطة لتجمع الشعب وتجعل منه كيان موحد ،،غياب قيمة مركزية يتفق عليها الجميع،،والتي من المفترض ان تكون (الوطن)،،لكنها لم تفلح في ذلك ،،لانها مشوهة في اللاوعي الجمعي بسبب ان الولاء للقبيلة او المنطقة اقوى واكثر تجذرا من الولاء للوطن حتى وان ادعينا عكس ذلك..وفي حالات الحكم الفردي يكون الولاء لشخص الحاكم وليس للوطن ،،بل يسعى الحاكم ليجعل من نفسه الشيء الوحيد المتفق عليه ،والقيمة المحورية للوجود ،وهو ماتسبب ايضاً في ضمور الشعور الوطني،،
