الذئاب تفترس من لا يعوى معها

الذئاب تفترس من لا يعوى معها

بقلم ::صافيناز محجوب

هل أصبح حالنا يشبه حال قطيع من الغنم ؟ سؤال يجعلنا نعيد النظر في أحوالنا وما ترديت إليه أوضاعنا في ليبيا . إن المتتبع للأحداث علي جميع الأصعدة في ليبيا يصل وبكل سهولة إلي نتيجة مفزعها مفادها أن المواطن المسكين حالة كحال قطيع من الغنم يقوده أكثر من راع فأصابته حالة من الارتباك والتخبط وهو لا يعرف من يتبع فكل راع يأمره برأي يخالف الآخر وفي نهاية الأمر انقسم القطيع كل مجموعة تختار من الرعاة من

تستشعر فيه الخير لها وتأمل منه الأفضل ولكن الأمر المضحك والذي يدعوا حقا إلي السخط إن كل من الحزبين أصابه ما أصاب الحزب الأخر من الجوع والفقر نتيجة واحدة مع اختلاف الجهات والحكومات الراعية . إن المواطن الليبي وبكل بساطة يعاني يتألم يحتضر في ظل ارتفاع فاضح للأسعار وعدم توفر السيولة في المصارف فبعضها لم يعط زبائنه دينارا واحدا منذ خمسة أشهر فمن أين سيأتي رب الأسرة بطعام عياله وقوت يومه وأولئك المرضي الذين توقفوا عن اخذ أدويتهم مات بعضهم مرضا والأدهى والآمر أن هناك أطفال أصيبوا بفقر الدم الحاد وأطفال رضع أصابهم الكساح ولين العظام بسبب عدم شربهم للحليب .

كثر الرعاة ولم يقدم أيا منها ما يخدم به حزبه لقد أصاب الشعب الهم والغم والنكد وعاني مرارة السؤال والوقوف علي أبواب المصارف المغلقة واستغلهم بعض التجار الذين زينوا لأنفسهم التعامل بالربا , فلم نعد نستغرب رؤية أطفال يجمعون بقايا الخبز الملقي علي جنبات الطريق ولا العجائز يستول متضرعات للمارة أن يعطوهن ما يسدن به رمق أطفالهم ولا الأمهات اللائي يقلب حاويات القمامة بحثا عن ما يصلح للأكل .

أيتها الحكومات المتناحرة ارحموا شعبا قد ذلته الحاجة أيتها الهيئات المتصارعة مات الناس جوعا فاحذروا ثورة الجياع إن حالة الفوضى والهمجية واللانظام في مصلحة الكثير من المجموعات التي ترى في تلك الفوضى بيئة مناسبة لتمارس سرقتها المشروعة من وجهة نظرها وتحقق مصالحها الشخصية علي حساب شعب ضاق المر ولعق الحنظل شعب أصبح سقف طموحه وغايته الكبرى أن يستلم راتبه الشهري كاملا وحسب ليطعم أفواها أضناها الجوع .

إن البلاد تعاني الفرقة والتجزؤ والخوف الأعظم أن تتناحر وتتقاتل تلك الحكومات التي لم تتفق يوما ويكون الضحية في النهاية المواطن المطحون الذي لم يعد إلي أي حكومة ينسب نفسه فكل حكومة تتبني شعار (كل من ليس معي فهو عدوي ) والذئاب تفترس كل من لا يعوي معها .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :