بقلم :: محمد الزنتاني
أخذني جانيا ، بعد أن حدثني طويلا عن رواية ( حلق الريح ) للروائي الليبي صالح السنوسي ، و سألني هامسا ، بعد أن التفت يمينا وشمالا ، وكأنه يخشى أمر ما :
قل لي ألم تلاحظ أن هناك شيء ما ، يربط ما بين روايات ( أولاد حارتنا ، لنجيب محفوظ ) و ( الخيميائي ، لباولوكويلو ) وهذه الرواية ؟!
و عندما بحلقت فيه مذهولا ، ولم أجب ، أضاف :
أعني شيء ما يربط فيما بينها ، هذا ما استنتجته ، و لمع في ذهني كبرق خاطف ، لكنه ما لبث أن اختفى ولم يعد ثانية أبدا بعد ذلك !
و لم أجب و اكتفيت بالتظاهر بتقليب بعض الأوراق التي كنت أحملها ، فأضاف موضحا أو محاولا إيصال ما يقصده بالضبط :
استنتجت ذلك ، ولكنني لم أعرف هذا الرابط ، هل هو ما يتعلق بالزمان أم بالأمكنة أم بالموضوع الذي تدور حوله هذه الروايات !
و عندما لم أجب هذه المرة أيضا ، قال مؤكدا :
يوجد شيء ما يجمعها ، رابط ما ، وأجد نفسي محرجا في السؤال عنه ، لكنني أفعل كما ترى !
فقلت له مغالبا عجزي عن معرفة ذلك الرابط ، رغم قراءتي العميقة للروايات الثلاثة :
يا رجل ، أطلق سراح الأسئلة و لا تخشى شيئا !
و عندما نظر إلي مستغربا أو مستفسرا ، أضفت شارحا :
أعني ، إذا لم نعرف نحن ، فهناك بالتأكيد من يعرف أو سيعرف ، ويخبرنا لا حقا ، أليس كذلك ؟!