محمود السوكني___
تمر إيران بموقف محرج للغاية ، فهي من جهة تتزعم محور المقاومة وموقعها هذا تصدع عندما إستهدف الصهاينة المناضل الشهيد “إسماعيل هنية” وهو يحل ضيفاً على القيادة الإيرانية ويُغتال في عقر دارها ، وعليه فإن إيران مطالبه بالإسراع بترميم هذا التصدع الذي لحق بموقعها حتى لا تهتز صورتها أمام اتباعها ، من جهة ثانية تحاول إيران أن تستغل التوتر الذي يسود المجتمع الدولي ترقباً وتحسباً لما سينتهي إليه قرارها حتى تبقي المجال مفتوحاً أمام صفقة تنقذ برنامجها النووي ، والسياسة مصالح قبل كل شيء .
في الجانب الأخر يعيش الصهاينة حالة رعب شديدة دفعت بمئات منهم إلى التدافع على محلات المواد الغذائية لشراء المؤن وتخزينها تحسباً وإستعداداً لمواجهة العاصفة المحتملة التي لا يعرف أحداً مداها ، فيما توجه مئات الأخرين إلى المنافذ هرباً من مصير لا يحمد عقباه . النتن وحكومته ليسوا إستثناءً فقد تم إيجاد مكاناً لهم تحت الأرض لإجتماعاتهم ، وتجهيز أماكن أخرى لإدارة المعارك فيما نشرت بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات المسيرة .
ذاق الصهاينة مرارة الذعر وقسوته ، عاشوا ألام الخوف وعذابه ، إكتوو بلهيب المعركة وهم في جحورهم ، أحسّوا ولو بقدر ضئيل بعض أوجاع صاحب الأرض الذي فشلوا في إبادته .
حزب الله الذي يخوض مواجهات متقطعة مع العدو المحتل وتلقى مؤخراً فاجعة إستشهاد القائد “فؤاد شكر” ، هدد أمينه العام “حسن نصر الله” بأن رد الحزب (ٱتًِ ، وسيكون قوياً وفاعلاً أيّا تكون العواقب) ، وأضاف بأن الحزب (قد يرد وحده ، أو ضمن رد جامع من محور المقاومة) وفي تفسيره لتأخر الرد قال أن الإنتظار هو (جزء من العقاب) .
نعود إلى إيران التي صرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في برلمانها بأن الرد الإيراني سيكون بطريقة (يخلدها التاريخ) وقال موجهاً حديثه للصهاينة (سنهدد أمنكم في أي مكان في العالم ، وسنعكر راحتكم في أي مكان في العالم) وأضاف أن الرد الإيراني على إغتيال الشهيد إسماعيل هنية وهو ضيف عزيز ذو أهمية بالغة سيكون (حتمي ومفاجيء وقاسًِ) .
العالم يترقب ، وحثالة البشر في تل أبيب يرهقهم الإنتظار ، ونحن نرفع اكفنا إلى السماء ونلهج بالدعاء أن ينصرنا الحق وتعود فلسطين .