- الباحثة القانونية :هنية حمد أبوالقاسم.
رضا الموظف عن مهنته يعتبر من أهم المواضيع التي ينبغــي على الباحثين القانونيين ومشرفي الإدارات , والمهتمين بتطوير العمل الإداري دراسته والاهتمام به فالرضا الوظيفي عملية تقويم شاملة فمن خلاله يمكننا التعرف على الإيجابيات والسلبيات وبناءً عليها يتم تطوير الإدارة . مؤخراً قد حظي باهتمام كبير من قبل علماء النفس باعتبار أن الأفراد يقضون جزءا كبيرا من حياتهم في العمل فبالتالي من الأهمية البحث في موضوع الرضا الوظيفي ودوره في حياة الفرد الشخصية والمهنية وبهذا المقال سنتعرف على مفهوم الرضا الوظيفي وكيفية قياسه ومدى تأثيره على أداء الموظف. الرضـــا الوظيفــــي: هو عبارة عن الظروف النفسية والبيولوجية والبيئية التي تحيط بعلاقة الموظف مع رؤسائه وزملائه في العمل تلك الظروف التي يشعر من خلالها بالرضــا والسعادة ويقول أنا سعيد بعملي. فالبعض سيتساءل عن كيفية تأثير الرضا الوظيفي على مستوى أداء الموظف في العمل, يمكننا القول إن العلاقة بين الرضا الوظيفي ومستوى أداء الموظف علاقة طردية حيث أن أداء الموظف بشكل عام يتفاوت وفقا لرضاه فحيثما تحقق الرضا الوظيفي للموظف من خلال ما يجنيه من عوائد وحوافز مادية ومعنوية سيرتفع مستوى أدائه في العمل , أما عدم رضاه الوظيفي سينتج عنه الشعور بالملل والإحباط ناهيك عن الأثر السلبي بحيث سيضعف أداؤه في العمل . والجدير بالذكر أن الثقافة التنظيمية لجهة العمل لها دور كبير في تحقيق الرضا الوظيفي فبيئة العمل متى ما توافرت بها عوامل رفع الروح المعنوية للموظف والتخلص من الروتين والملل هنا سيتحقق الرضا الوظيفي أما إن كانت بيئة العمل يسودها الملل والجمود والسلبية الأمر الذي يترتب عليه إحباط الموظف وانعكاس ذلك الإحباط على مستوى أدائـــه في العمـــــل . ومن أهــــــم الطـــرق المتبعة لقياس الرضـــــــا الوظيفــــي هـــــي : 1- طريقة تحليل مظاهر الرضا الوظيفي :ذلك بمراقبة وتحليل تصرفات الموظفين تجاه عملهم المكلفين به هل يقومون بتأدية واجباتهم بالكامل أم لا ؟ 2- طريقة القصة : وذلك عن طريق إجراء مقابلات شخصية لعينات من الموظفين وسؤالهم في الأوقات التي يشعرون بها بالاستياء أثناء العمل وماهي الأسباب . 3- طريقة الاستقصاء : عن طريق نماذج استطلاع يقوم الموظفون بتعبئتها والتي من خلالها يمكننا قياس مستوى الرضا الوظيفي لديهم. 4- طريقة الملاحظة : من خلال الملاحظة المباشرة للموظفين ومدى رضاهم الوظيفــــي . ففــــي الختــــام نود أن ننوه بأن الرضا الوظيفي من أهم العوامل الأساسية المؤثرة في أداء الموظف فمتى كان الموظف يشعر بإيجابية تجاه عمله وتحققت كل رغباته واحتياجاته التي يرغب بها هنا سينعكس هذا الرضا على أدائه الوظيفي فجهة العمل عندما تقوم برفع أجور الموظفين وتمنحهم مساعدات مالية ومكافآت تشجيعية بالتالي يتحقق رضاهم الأمر الذي سينعكس على مستوى أدائهم في العمل أما عدم الرضا الوظيفي يترتب عليه تزايد المشكلات الوظيفية على سبيل المثال وليس الحصر التأخر عن مواعيد العمل , التغيب المستمر عن العمل , الانتقال إلى مؤسسات أخرى وللعلم بأن عدم الرضا الوظيفي هو الدافع الأساسي لزيادة شكاوى الموظفين وإنشاء اتحادات عمالية للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم الأمر الذي ينتج عنه تدني وانخفاض مستوى الأداء في العمل مما سيؤثر بشكل سلبي على الإنتاجية بجهة العمل . فتجنباً لكل هذه السلبيات يتوجب على كل مؤسسة سواء كانت عامة أو خاصة الاهتمام بالموظفين والعمال الذين يعملون لديها وأن تسعى لتحقيق الرضا الوظيفـــي الذي يتطلعون إليه.