لعل أكثر ما يثير القلق في المشهد الليبي عامة هو الانفلات الأمني الناجم عن وجود مجموعات مسلحة خارجة عن سلطة الحكومة والجيش والدولة والتي تسببت بكثير من المواجهات والنزاعات المسلحة وبذلك ازدادت وتيرة جرائم السطو المسلح في ليبيا عامة وبشكل خاص في أغلب مدن الجنوب يوماً بعد يوم في ظل التدهور الأمني الذي تشهده البلاد وانتشار الجريمة المسلحة في كل مكان منها.
هذا وتعاني مدينة سبها خاصة من جرائم السطو المسلح التي باتت من أبرز سماتها ففي تقرير نشرته المنظمة الليبية لحقوق الانسان ذكر أن مدينة سبها تحتل المرتبة الاولى في الاجرام على مستوى العالم من حيث عدد السكان ، فشوارعها وأزقتها وأحيائها مسرحا مفتوحا لقصص السطو المسلح بكل أنواعه ، فأبطال مسرحها فئة خارجة عن الأعراف والقوانين وضحاياها عامة الناس الذين تحولت حياتهم بفعل الخوف إلى فلم رعب لا نهاية له .
هذا ورصدت فسانيا في سياق هذا التحقيق قصص بعض ضحايا جرائم السطو المسلح، يقول موسى إبراهيم طالب بمعهد المهن الشاملة : أمام المعهد و في وضح النهار تعرضت لسطو مسلح في ذلك اليوم كنت خارجا من المعهد بعد انتهاء محاضراتي، وكنت انتظر ابن أختي الذي سيقلني إلى المنزل وعندما تأخر خرجت لأتفقده خارج المعهد ، وعندما خرجت اتصل بي وقال لي بأنه قريب من المعهد وطلب مني أن ألتقي به أمام الباب وكنت خارج المعهد واصلت المشي ولم أبتعد كثيرا، إذ بسيارة (هوندايا فيرنا) معتمة تقف أمامي ،وفتح الباب وخرج منها شابان ،وطلبا مني أن أعطيهما هاتفي المحمول وكل ما أحمل في جيوبي ، فرفضت الأمر وتجادلت معهم قليلا ،إذ بسيارة أخرى تقف خلفي ، ونزل منها شاب آخر يرتدي قناع على وجهه وأمسك بيدي خلف ظهري ووضع المسدس على رأسي و أخد مني هاتفي الذي كان بيدي ورماني أرضا، وفرو هاربين عند وصول ابن أختي إلى المكان هذا ما حدث معي”
تركت عملي نهائيا
أضاف “أشرف شعيب سائق شاحنة : اعتدت على نقل الحديد والخشب من سبها إلى غدوة كل يوم تقريبا فأخرج من منزلي في غدوة باكراً وأسافر لسبها وهكذا ذات يوم خرجت من منزلي كالعادة وذهبت لسبها وكان معي مبلغ 5500 دينار ووقفت أمام بائع البضائع ، وفجأة تهجم علي رجلين مسلحين ، ووضعا السلاح على رأسي وطلبا مني النزول من شاحنتي، فرفضت النزول فبدأ تفتيش الشاحنة ووجدوا المال ، وفروا هاربين، فنزلت مسرعا من شاحنتي، وحفظت رقم لوحة السيارة ،واتصلت بأفراد أسرتي في سبها وأعطيتهم الرقم وقاموا بالبحث عنهم حتى وجدوا السيارة المطلوبة في محطة الوقود فذهبنا فورا لتبليغ مركز الشرطة بالحادثة،وبعدها ذهب رجال الشرطة إلى المحطة وأمسكوا بهم وأحضروهم إلى المركز،وطلبوا مني التعرف عليه ، ولكن للأسف لم يكن هو نفس الشخص الذي تهجم على فقال الرجل السيارة كانت في حوزة أخي الصغير ، ولم أكن معه فأخبرته بما حدث ، وصدم الرجل بما سمع وكان من منظره يبدو شخصا طيبا ، ذهب مسرعا لمنزله وأحضر المال ،وقمت بعده ووجدت المبلغ ناقص وطلبوا منه إكمال المبلغ والحمد لله أنه عاد مجدد وأكمل لي المبلغ ، ومن تلك الحادثة توقفت عن العمل بشاحنتي لأن ما حدث معي جعلني متخوف ليس على نفسي فقط بل على أسرتي أيضا ”
عصابات تصول وتجول
اعتبرت مريم علي : ظاهرة السطو المسلح هي إحدى الظواهر التي تهدد أمن المنطقة فهذه العصابات التي تجول هنا وهناك تخطف تارة وتقتل تارة وتسرق وتنهب تارة أخرى يجب القضاء عليها وإيجاد حل نهائي لهم لأنهم أصبحوا يسرقون وينهبون نهارا جهارا دون خوف من أحد لأنها لم تجد من يقف أمامها ويحاربها
” انتشار السلاح
ذكرت “ زهرة أبوبكر” : انتشار ظاهرة السطو المسلح يرجع إلى انتشار السلاح في المنطقة فهي ساعدت تلك العصابات على القيام بعمليات السطو ولهذا لايمكن القضاء على هذه الظاهرة ما لم يتم القضاء على انتشار السلاح و السيارات المعتمة ،و أيضا غياب الجهات الأمنية في المنطقة كانت ضمن العوامل المساعدة على انتشار هذه الظاهرة.
ويقلق المواطنون
أعرب علي محمد بقوله : تفشي هذه الظاهرة بشكل كبير يسبب لمواطنين القلق الدائم منذ خروجهم من منازلهم حتى العودة إليها من جديد فنحن في كل يوم نسمع بقصة أحد أصدقائنا أو جيراننا أو حتى أقاربنا قد تعرضوا لحادثة سطو مسلح وأصبحنا ننتظر دورنا ،نعتقد دائما بأننا في خطر لهذا يجب إيجاد حل للقضاء على هذه الظاهرة بسرعة لأنها باتت تهدد أمن واستقرار المنطقة تهديدهم بالخطف والقتل .
وتقول: موظفة المصرف مريم جبريل : بعد أن كانت تستهدف عمليات السطو المسلح شركات العاملة في ليبيا والمحال التجارية والمصوغات الذهبية، والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين بين قتيل وجريح، باتت تطال المدارس بهدف إرهاب المدرسين والمعلمين وتهديدهم بالخطف والقتل في حالة رسوب من يعنيهم أمرهم من دون رادع قانوني أو ملاحقه لتنتهي إما بالاستيلاء على قليل الدينارات أو بقتل وجرح كل من يقاوم منفذي هذه العمليات”
وتشير بقولها “شهدت منطقتنا خلال الفترة السابقة مقتل معلم في إحدى المدارس وجرح اثنين آخرين بهجوم مسلح على مدرستهم خلال الفصل الدراسي من قبل شخص مسلح يحمل بندقية كلاشنكوف، هاجم إدارة المدرسة خلال تجمع المعلمين والمدرسين في الطابور الصباحى إلى أنّ المعلمين حاولوا مقاومة المسلح فأطلق النار وأصاب أحدهم وهرب فلاحقه الباقون محاولين إمساكه وتسليمه للسلطات الأمنية فأطلق النار وجرح أحدهم ولاذ بالفرار”.
تطور خطير لا يمكن السيطرة عليه
تضيف مريم بقولها : “تشهد أغلب مناطق الجنوب الليبي وخاصة مدينة سبها عمليات سطو مسلح من قبل مجاميع مسلحة تتجول في الشوارع و الأزقة دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقتها أو منعها بحسب المختصين وأنَّ عمليات السطو المسلح تقوم بها مجموعة مسلحة لها نفوذ واسع لدى بعض الكتائب بالمدينة بل وتنتمي لها وتقوم بمهاجمة المنازل ومحال المصوغات الذهبية جهاراً نهاراً والتطور الخطير أنّ هذه المجموعات تقوم بمهاجمة نقاط التفتيش التابعة للشرطة في شوارع المدينة وتسيطر عليها ثم تبدأ بعمليات السطو التي تشمل حتى منازل المواطنين كما أن عمليات السطو المسلح شملت أيضاً المدارس وهذا تطور خطير لا يمكن السيطرة عليه بصراحة
خفافيش الظلام
وأشار: حسام علي عبد الله إعلامي : تعرض أحد أقربائي لعملية سطو مسلح من قبل خفافيش الظلام أكثر من مرة فكان المواطن حامد رجل مسن يمتلك سيارة قديمة نوع (ليبوا) وكان الحاج حامد يتردد على سوق السيارات يريد بيع سيارته بسعر زهيد ولكن لم يجد من يشتريها وكان الحاج بين الحين والآخر يعمل سائق سيارة أجرة ( تاكسي ) و في أحد الأيام كان عائدا من زيارة أحد أقربائه في المهدية وفي طريقه وجد شابا صغيرا في السن فتوقف الحاج وقال في نفسه أوصله معي لعل مشواره قريب وطلب من الشاب الركوب فركب معه الشاب وتحركت السيارة وتبادلا التحية ودار حديث بينهما وكان الشاب عاديا جدا وفي منتصف الطريق طلب الشاب من الحاج أن يتوقف قليلا عند منزل أحد أقربائي و قال له سأخد حقيبتي ولن أتأخر عليك وافق الحاج على الفور دون تردد ووصلوا إلى أحد الأحياء ونزل الشاب وعاد بعد دقيقتين ويحمل معه سلاحا رفع السلاح في وجه الحاج حامد وتفاجأ الحاج كثير وطلب الشاب من الحاج حامد النزول فورا من السيارة فنزل من السيارة وهو في حالة ذهول مما حدث و إذ بالشاب يركب السيارة يفر هاربا تاركا خلفه الحاج حامد واقفا ومصدوما من هول الموقف فحاول أن يتمالك نفسه ومشى حتى وصل إلى الطريق الرئيسية وأستقل سيارة أجرة وعاد إلى منزله .
هناك الكثير من المواطنين الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف ولم تكن هذه نهاية القصة فالغريب في الأمر أنه تعرض لعمليتي سطو مسلح ،وكأنه ليس هناك أحد غير الحاج حامد في المدينة فلم تختفي آثار تلك الحادثة على نفسية الحاج حامد وها هو يتعرض مرة أخرى لتلك العصابات ، فبعد ثلاثة أيام من الحادثة السابقة أخد الحاج سيارة ابنه وذهب ليعيد ابنتيه من الجامعة وفي طريق عودته وقفوا عند الإشارة الحمراء مثل باقي الناس وفجأة جاءت سيارة (هوندا فيرنا معتمة ) ونزل منها شخصين وأشهروا السلاح في وجه الحاج حامد وابنتيه جهارا نهارا وعلى مرئ الناس أهانوا الحاج أمام ابنتيه وأخدوا الهواتف من الفتاتين وأخدوا حقيبة أحدهما وفروا هاربين
السلبية وعدم الاكتراث
اعتبر حسام : إن السلبية وعدم الإكتراث من المواطنين هي من إحدى الأسباب التي ساعدت على تفشي هذه الظاهرة لأنه لم يفزع أي أحد لنجدة هذا الرجل المسن وابنتيه و اتخذ الجميع موقف المتفرج وعندما تغيرت الإشارة إلى خضراء غادر الجميع فورا و كأنه لم يحدث شيء وبعد يومين من الحادثة الثانية وجد الحاج سيارته المسروقة فبعد أن سرقها الشاب قام ببيعها واشتراها شخص آخر ولكن بعد أن اشتراها ذلك الشخص لم يطمئن فلم يكن هناك عقد بيع وشراء بينهما ووجد الرجل كتيب السيارة وبعض الأوراق وراودته الشكوك فسأل الرجل عن صاحب هذه الأوراق ولحسن الحظ أن هذا الرجل كان من سكان منطقة الشاطئ كان الحاج حامد من سكان وادي الشاطئ سابقا وعن طريق بعض الأشخاص توصل إلى الحاج حامد وهكذا رجعت سيارته إليه من جديد .
” انتشار السلاح وضعف الوازع الديني“
قصص السطو المسلح كثيرا جدا يرويها العامة بشكل يومي ومستمر ومنها على سبيل المثال لا الحصر قصة أحد الشباب من سكان ( حي الإذاعة) وهو في الأصل من المنطقة الشرقية وفي أحد الأيام كان هذا الشاب خارجا مع والدته وبمجرد أن ركبا في السيارة إذ بسيارات معتمة تقف خلفهم وينزل منها شخصين مسلحين وأنزلوهما من السيارة وسرقوها من أمام منزلهم و قياس على هذا فكم من المواطنين تعرضوا لمواقف مشابهة .
المخدرات وغياب الأمن
أوضحت “ سالمة إعلامية : أن انتشار السلاح وضعف الوازع الديني و تفشي المخدرات بين الشباب وغياب الأمن عن المنطقة كل هذه الأشياء كانت السبب وراء انتشار السطو المسلح ، ومن الملاحظ تفشي هذه ظاهرة في إحياء دون أخرى وذلك لأن بعض الأحياء مسالمة و شباب تلك الأحياء يقومون بحماية حيهم من هؤلاء المجرمين فتجد هذه الظاهرة تقل في بعض الأحياء وترتفع بشكل كبير في أحياء أخرى ” واعتبرت إحدى المواطنات “ المواطن هو المسؤول عن انتشار هذه الظاهرة فإذا قام كل مواطن كان ابنه متورط في مثل هذه الجرائم بمنعه أو اتخاد موقف صارم
معه لما وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن ، وأيضا الجهات الأمنية فهي غائبة عن المدينة بشكل غير مقبول وسط كل جرائم السطو أين دورها؟ لا نرى أي جهود تبدل من أجل الحد من هذه الظاهرة ودائما تدعي بأنها تقوم بواجبها ولكن نقص الإمكانيات تشكل عائق أمامهم و المواطن يتعرض للسرقة والإخططاف على الملأ كل يوم وإلى متى ستستمر هذه العصابات في ارتكاب جرائمها دون رادع ؟ .
المال هو السبب
أشارت أمينة إعلامية : بأن انتشار المخدرات والسلاح بين الشباب هي التي ساعدت على تفشي هذه الظاهرة فعندما يكون الشاب بحاجة للمخدرات ولا يملك المال الكافي لشرائه فلابد أن يسرق بقوة السلاح حتى يقضي حاجته فيتخذ البعض السطو المسلح مهنة له، فبدأت تلك العصابات تنشر الرعب في المنطقة وأصبح المواطن في قلق دائما منذ خروجه من منزله حتى العودة إليه ، خوفا من تعرضه لتلك العصابات ، ومن الصعب حل لمشكلة السطو المسلح إذا لم يتم إيجاد حل مسبق لأسباب هذه المشكلة” وزارة العدل هي المسؤولة بالدرجة الأولى .
وأوضح شوايل مدير مركز القرضة “ وزارة العدل هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن انتشار هذه الظاهرة وذلك بعدم تفعيلها للنيابة والسجون في مدينة سبها وغياب هذين يساعد على انتشار ظاهرة السطو المسلح كان في السابق لدينا سجون في طريق أوباري وسجون المهدية ولكن بعد أحداث 2014 خسرنا سجون طريق أوباري وأما سجون المهدية فقد قاموا بصيانتها ولكن تحتاج إلى تجهيزات ولذلك قمنا بمخاطبة وزارة العدل عدة مرات وأيضا جاء وزير العدل لزيارتنا وأطلع على الوضع ولكن لم يتم تفعيل النيابة ولا السجون وفي حال ألقينا القبض على مرتكبي جريمة السطو المسلح يتم التحفظ بهم في المركز وذلك لعدم وجود سجون في المدينة هناك مجرمين في المركز منذ أكثر من عام
” احصائيات رسمية “
ذكر شوايل أن عمليات السطو المسلح في أكتوبر العام الجاري وصلت إلى 4 قضايا قتل و9 جرائم سطو وسرقة سيارات و7 حالات خطف منهم 4 ليبين و3 أجانب وفي أغلب حالات الخطف يطلب الخاطفون فدية مقابل حياة المخطوفين ،ومن بين المخطوفين فتاة خطفت قبل عدة أيام ولكن للأسف لم نتحصل على أي معلومات عنها ولم يتواصل الخاطفون مع أهل الفتاة حتى الآن” الوضع لم يعد يحتمل من جهته قال عبد الرحيم الحطمانى صاحب شركة: أنَّ الوضع لم يعد يحتمل والأجهزة الأمنية غير قادرة على حمايتنا، ونتعرّض بين فترة وأخرى لعمليات سطو مسلح في وضح النهار من قبل العصابات المسلحة التي تفرض علينا إتاوات شهرية بحجة التأمين على محالنا وشركتنا ومن يمتنع يتعرض للقتل”. إلى ذلك يطالب الحطماني الجهات الأمنية بكف يد العصابات المسلحة وسحب السلاح منها،وحصره بيد الدولة لمنع عمليات السطو المسلح التي ستدخل ليبيا في فوضى عارمة إذا استمر الحال على ما هو عليه
الأجهزة الأمنية عماد سلطة المجتمع
يقول ابراهيم الحسناوى ” الأمن والأمان هو نعمة ولكن للأسف فنحن الليبيين فقدناها بسبب العمليات الإجرامية على مؤسساتنا وعلى الأماكن الحيوية وعلى أبنائنا من رجال الشرطة فقد أصبحنا نخاف اليوم من أن ننزل الشارع خوف من عمل إرهابي فالأمن ورجال الأمن والأجهزة الأمنية تشكل عماد سلطة المجتمع ، لأنه مهما تباينت النظم السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية للمجتمعات فمن المسلم به أنها صارت تمثل التجسيد الطبيعي لسلطة المجتمع من خلال القيام بواجباتها الأمنية للحفاظ على الأمن و الاستقرار ، و بما أن أفراد المجتمع ومؤسساته هم من تقع عليهم مسؤولية المشاركة مع المؤسسات الأمنية فإنه من الواجب عليهم دعم أمن المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة كما يعتبر واجباً حتمياً عليهم أقره الدين وكافة النظم والأعراف ، و في المقابل لابد أن تخرج المؤسسات الأمنية عموما و الشرطة على وجه الخصوص عن نطاقها التقليدي والانخراط مع المجتمع وتقديم خدمات اجتماعية له حتى يكتسب هذا الجهاز الأمني حب وتقدير كافة أفراد المجتمع
” خطر محدق“
واستطرد قائلا : فهذا ما لاحظناه عند رجال الأمن فنحن فخورون بهم ففي الأيام السابقة تعرضت سيارتى إلى عملية سطو مسلح في شارع الميدان ولكن بفضل رجال الأمن هناك تم مساعدتى وإرجاع سيارتى من الجناة بعد ملاحقتهم وبالتعاون أصحاب المحال مشكورين هناك فقد كانوا مثال العون فبارك الله فيهم فأتمنى أن يكون الليبيين مدركون للخطر المحدق بهم في أمن بلادهم فنحن لا نريد أن تتحول بلادنا إلى عراق آخر ولا إلى أفغانستان كفانا حزن وكفانا تقتيل وتهجير وألم ،فخافوا الله فينا خافوا الله فينا
” الوجوه الدكنة سياسيا“
يقول صالح ابراهيم المجبري :إن ما نشهده اليوم في الجنوب بهذه الأرض الطبية ليبيا من فوضى و غياب أمني متعمد ما هو إلا نتاج ما يمكن أن نسميه أزمة قادة ! فالمتتبع للوجه (العبوسة) السياسية على الساحة الليبية سوف يلاحظ و دون أدني مراتب الشك بأنهم سواء على مستوى الحكومة أو المؤتمر الوطني أو مجلس النواب لا يملكون ولو نسبة متدنية من أبجديات السياسة.
إنهم جزء من المشكلة بل أشعر أنهم هم من يخلق وهم جزء كبير من هذه المشكلة القائمة حاليا في هذا البلد إذا كنا نؤمن بمقولة فاقد الشيء لا يعطيه فلا أعتقد و أكاد أجزم أن ننتظر شيئا من هذه الوجوه الدكنة سياسيا لمعنى كيف تقاد الدول المحترمة وفى هذه الأمور لابد من توعية الناس بعدم مس الدلائل والعبث بها خصوصا فى الأعمال الإجرامية ويكفينا جهل وارتجال وغباء يعنى فى هذه الحالة لو فيه أى دليل لتم التلاعب به أو طمسه أو تزويره للإطاحة بطرف معين ،هذه الأمور تتطلب أناس على فهم ودراية وعلى تدريب عال وتعرف ماذا تريد وكيف تعالج الأمر وتتواجد على عين المكان فور وقوع الحادث وأجهزة حديثة تساهم فى المراقبة و تحديد الجناة فالمشكلة ليست إنزال الشرطة والجيش بالآلاف المشكلة هل هم قادرين على فعل أشياء وكشف جرائم وهل يمتلكون جميع التجهيزات المطلوبة لمثل هذه وهذا كله ليس للتقليل من دور الجيش أو الشرطة لكن للتنبيه والتذكير فلابد من التحرك واستغلال جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة المتاحة للحد من هذه الأعمال الجبانة الإجرامية من سطو مسلح أو غيره
” عراق جديدة“
يقول: بالقاسم امحمد الامين(اعلامى): المواطن الليبي أصبح في خطر فبعد هذا العدد الكبير من ضحايا السطو المسلح وترويع الأهالي بمدينة سبها وأوباري وفي ليبيا كلها فالوطن أصبح في خطر ونخشى أن نتحول إلى عراق جديد بالرغم أنها لا توجد مقارنة مع العراق لأننا شعب متجانس ولا توجد طوائف ولا مذاهب ، والشرطة والجيش هما الحل لنا ولقيام دولتنا فعمليات السطو المسلح والعمليات الاجرامية أصبحت شىء ملموس وواضح للعيان ولايمكن لأحد أن ينكرها ولا أن يخفيها ولا أن يتحفظ بها فأول أمس تم إحباط محاولة سرقة سيارة من أمام الجامعة وأمام الناس أجمعين وبمساعدة أبناء الجامعة البارين الرافضين لمثل هذه العمليات الإجرامية والرافضيين أن تكون مدينتهم وبلادهم عراق آخر
” عصب حياة الأمم “
ويضيف بقوله : فالأمن عصب حياة الأمم كما هو عصب حياة الأفراد ، وعليه يتوقف الأمن ما نستطيع تحقيقه لبلدنا من تقدم مادي واجتماعي كما يتوقف عليه أيضاً مدى ما يمكن توفيره من ديمقراطية سياسية صحيحة في الداخل ومن الأمور المسلم بها أن استقلال البلد سياسياً واجتماعيا و اقتصاديا رهن قبل كل شيء بالحفاظ على مجتمعنا، وللمؤسسات المجتمع دور كبير في حفظ الأمن وذلك بمساهمتها في نشر مفهوم الوعي بين أفراد المجتمع فأجهزة الأمن ، والأسرة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة كلها لها دور في نشر الوعي بين الأفراد ، بل هو واجب وطني يشترك في أدائه كل مواطن صالح غيور على وطنه
” التصدى للجريمة والسطو المسلح “
وأضاف بقوله: خلاصة القول على الجهات الأمنية القيام بواجبهم على أكمل وجه وعليهم التصدى للجريمة والسطو المسلح وخاصة أن جوهر الوظيفة الأمنية للشرطة هي خدمة المواطن كما أن الشعور بالمسؤولية والوعي بأهمية دور المواطن في استقرار المجتمع هما الخطوة المهمة المتصلة بالعمل الأمني لسلامة المجتمع فعلى المواطن دور كبير وهام في دعم ومساندة جهود الدولة ورجال الأمن للوقوف جنباً إلى جنب مع الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن و عليه فإن قمة نجاح هذا التعاون تكون بتخطي هذه المعوقات ، و تتم كذلك حين يدرب المواطنون المتعاونون مع رجال الشرطة و الأمن بوجه عام ، تدريباً مشتركاً على إجراءات أمنية محدده تضمن وحدة المفاهيم وتمكن الجميع من القدرة على الوصف والتخاطب بأساليب اتصال معتمدة ومحدده و في مجالات التدريب المشترك لابد من ترشيد مقدرة المواطنين لتقييم حالة الأمن بصفة عامة ، و التمييز و التنبؤ في حالات معينه و بتراكم الخبرة عبر التدريب والإرشاد والتقويم للأدوار التعاونية يتمكن المواطن من حسن تحليل واقعة معينة واختيار الأسلوب الأمثل لسرعة إيصال المعلومة إلى الجهة الأمنية و هكذا تتراكم إيجابيات الشرطة المجتمعية عبر تعاظم أدوار المجتمع الأكثر إدراكاً، والأكثر تعاوناً مع الشرطة لصالح الأمن العام والأمن الوطني
يذكر أن عدد حالات الخطف بلغت في العام 2013 / ، 43
من المخطوفين تم قتلهم 9 قتلوا بالفعل ، 32 من المخطوفين اطلق سراحهم بدون دفع فدية ، 83 مخطوف دفعوا فدية للخاطفين 1.140.000 اجمالي المبالغ المدفوعة للخاطفين ، 78 حالة خطف في العام 2014 ، وفي العام 2015 حصلت 243 حالة قتل واغتيال ، 650 حالة سرقة للسيارات بمعدل سيارتين كل يوم .
13.000.000 عدد السرقات التي قامت بها المليشيات المسلحة ضد البنوك
” أخيرا إلا أن السؤال الذي يثير القلق هو من وراء هذه الجماعات المسلحة التي تمتهن السطو المسلح جهار نهار وفي مصلحة من التأخر في فتح السجون ومن الذي يدعم تلك الجماعات بالسلاح والعتاد للقيام بمثل هكذا عمليات وسط جنوبنا الحبيب،وأيا كانت تلك الجهة التي تدعم هذه الجماعات المسلحة فإنها بلا شك تسعى لإغراق البلاد في فوضى وحمى الاقتتال الداخلي تمهيدا لمحاولة إبعاد القوى العسكرية المناوئة للغرب عن المشهد الليبي وتقوية نفوذ القوى الأخرى ذات الولاء الكامل للخارج.
تحقيق : وهيبة الكيلاني / زهرة موسى