- إبراهيم فرج عبد السلام / طرابلس
لماذا يتقاتل الليبيون؟ ولمصلحة من كل هذه الدماء المهدورة في الحرب المجنونة ؟ سؤال عادة ما نسمعه من الخارج أكثر من الداخل كيف انقسم الليبيون إلى معسكرين يتقاتلان ويتنافسان في تدمير ما تبقى من بقايا وطن وتزهق أرواح الشباب في معارك لا تبقي ولا تذر؟ والسؤال هنا، ألمْ يتبقَ لليبيين من حل إلا الحرب ؟ هل تقوضت فرص السلام إلى الحد الذي يبرر هذه الحرب ؟ إن الحرب الدائرة الآن كل طرف فيها يرى أنه على حق ويعطي لنفسه المبررات التي تعطيه الأحقية في خوضها … ولكن ماذا لو أن الطرفين أسكتا صوت المدافع والبنادق وغبار البارود .. واستمعا للسؤال لماذا يقتل بعضنا البعض ويتفاخر كل طرف بما حققه من قتل لأخيه .؟ ألا يستحق الأمر التفكر في مصير البلاد والعباد والخسائر التي تزيد كل يوم لا نصغي فيه لنداء السلام … نعم فالخسارة واحدة وليس هناك مكان للربح والانتصار لأي طرف من أطراف النزاع … فعندما تضع الحرب أوزارها سوف يتفرج الجميع المنتشي بالنصر والمهزوم إلى فاجعة ما خلفته حرب البسوس … وهنا يجب أن تكون لنا فرصة للتدبر والتفكر فيما آل إليه حال الوطن ما عرفناه من التاريخ أن حروب الأهل والوطن الواحد لا منتصر فيها وسيأتي اليوم الذي يعظ كل منا على يديه ندما على ما أسرف في حق نفسه وأخيه والوطن … ويتبادر سؤال آخر أوجهه إلى المتحاربين … متى ستنتهي هذه الحرب ؟ وإلى أي مدى يمكن أن تستمر ؟ أليس من العقل أن ننقذ وطننا وشبابنا بالتنازل لبعضنا البعض حقناً للدماء وأن نسعى جميعا في بناء دولتنا المنشودة ونلتفت لأبنائنا وبناء مستقبل لهم بعيدا عن الأحقاد والضغائن والشتات الذي مزق أوصال الوطن … ألا يستحق هؤلاء الشباب أن يتمتعوا ويبنوا مستقبلهم بعيدا عن آلة الحرب المجنونة التي تفتك بهم … ألم يَئْن للعقول أن تتدبر؟ لقد وقعنا جميعاً في شَرَك الخديعة والكذب ويجب على الجميع أن يعترفوا بأنهم ساقتهم المطامع إلى خوض حرب بالوكالة لتدمير وطنهم وقتل إخوتهم … يجب على الجميع أن يعترفوا بأنهم كانوا أداة طيّعة في يد من لا يريد لوطننا الخير … إن حربكم هذه سيسجلها التاريخ صفحة سوداء في تاريخ ليبيا الذي ورثناه ناصع البياض ونحن من قام بتشويهه فأصبح الإخوة أعداء. ربما الكثير لا يعجبه مقالي هذا ولكن أؤكد لكم أننا كلنا خاسرون وسنصحو على أطلال الدمار الذي فعلناه بأنفسنا وقد لا نجد وطنا حينها .. وسنبكي دماً بدل الدموع … فما أجمل السلام لأنه رسالة السماء … وما أبغض الحرب وما تخلفه … هبوا لنجدة ما تبقى من وطن … حفظ الله ليبيا وشعبها .