الشارع الليبي يشهد ارتفاع أسعار الأضاحي في كل عيد

الشارع الليبي يشهد ارتفاع أسعار الأضاحي في كل عيد

 سبها : بيه خويطر

  تشهد المدن الليبية ارتفاعا كبيرا في أسعار الأضاحي الوطنية، حيث بات حديث الساعة لدى أغلب المواطنين في كيفية الحصول على أضحية بأقل الأسعار، وفي ظل غياب دور وزارة الاقتصاد بالجنوب يشتكي عدد من السكان من ارتفاع أسعار الأغنام المستوردة التي من المفترض أن تكون مدعومة من قبل الدولة وأن تحدد لها أسعار تناسب المواطن والتاجر.

يرى المواطن عبد المالك القاضي المسؤول عن عائلة مكونة من 7 أفراد أنه في كل عام  يتفاجأ بالأسعار المبالغ بها ، حيث تخطت أسعار أضاحي هذا العام أكثر من مدخوله الشهري وخاصة أنه العائل الوحيد لدى العائلة.

بينما يقول الشاب أحمد فتحي إن تدهور الوضع الاقتصادي للدولة أدى بالليبيين إلى العجز في استقبال الأعياد الموسمية بفرحة كما اعتدنا بالسابق ، حيث بات أغلب المواطنين يعانون في ظل أزمة نقدية كبيرة ، الأمر الذي ساهم في تأخر رواتبهم لعدة أشهر ،وتراكم المسؤوليات وخاصة إذا كان رب الأسرة يقطن بيتا بالإيجار ، وفرض المصارف سقفا محدودا من الودائع ، فتصبح الأعياد أمراً ثانوياً تسبقه أولويات حياتية.

بينما تقول فاطمة محمد ليبية، العائلة لستة أطفال من زوج أجنبي غير حامل للرقم الوطني ، إنها غير قادرة عل اقتناء أضحية العيد التي تبهج الأطفال وتدخل على قلوبهم الصغيرة البهجة والفرح ، وأشارت إلى أن الأضحية أصبحت حلما بعيد المنال بالنسبة لربة أسرة لا تتقاضى أي مرتب من الدولة ومطرودة من بيتها.

وأضافت أن المجلس البلدي سبها لا يلتفت للبسطاء أمثالي وصندوق الزكاة لا يعتبرنا من المستهدفين بصدقاته بحجة أننا لا نملك أرقاما وطنية، وأصبحنا في وطننا غرباء مطاردين مطرودين نحن من لا تشملهم فرحة العيد بل أنا وأطفالي الستة وأمي المسنة أصبحنا نفكر جديا في الهجرة لوطن يحترم إنسانيتنا.

واشتكى المواطن سالم صالح ، من صغر حجم الأضاحي المستوردة حيث يصل وزن الخروف إلى أقل من 20 كيلو جراما ويصل سعره إلى 600 دينار ، دون مراقبة من وزارة الاقتصاد والبلديات.

تضيف الشابة هناء الحسناوي ، أن ارتفاع أسعار السلع التموينية والبهارات ومواد التنظيف ، وغلاء فحم الاشتعال ، مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك ، فاقت قدرة المواطن البسيط الذي يعيش على مرتبه الشهري ، بالإضافة إلى أن أسعار الأضاحي الوطنية  تبدأ من الألف دينار فما فوق ، وعدم وصول الأضاخي لمدينة سبها حتى الآن .

بينما ترى آمال عون ، أن العيد جاء ليرسم البسمة ويلم شمل العائلة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فليس من الضروري ترك الأساسيات واقتناء أضحية لأنها ليست من الفرائض في حال لا يملك رب الأسرة القدرة الكافية .

وزعمت عون أن المرأة  أصبحت شريكة في زيادة الحمل وإرهاق  راعي الأسرة ،  بسبب دخول ثقافات جديدة على الأسر الليبية في مواسم الأعياد ، وأشارت إلى أنه أصبح رب الأسرة ملزما بشراء آلة شواء راقية وأوانٍ جديدة في كل عام ودمى على هيئة خرفان وملصقات وشعارات تحمل عبارات العيد  لغرض التصوير واستعراضها على مواقع التواصل الاجتماعي .

ويقول تاجر الأغنام محمد الترهوني ، إن التاجر الليبي وخاصة في الجنوب يعاني بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ، وتواصل الجفاف وقلة هبوط الأمطار ، وتراجع المراعي،  بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الرعاة ، وأسعار النقل والمواصلات.

ويضيف التاجر عمر القذافي ، أن التاجر لا يُلام في غلاء الأضاحي ، لأنه طيلة العام يُعاني من غلاء الأعلاف،  والأدوية ونقص صيدليات البيطرة في الجنوب فنجبر على جلب الأدوية من العاصمة بأسعار مضاعفة ، ناهيك عن دفع الأتاوات الكبيرة  عند جلب الأعلاف من المناطق المجاورة.

وطالب عمر، الجهات المسؤولة بدعم الأعلاف وتفعيل الجمعيات الزراعية، وتحديد أسعارها.

ومن جهتة أوضح مدير مكتب الاقتصاد بسبها “محمد سلطان ” لم يتم مخاطبتنا من قبل الوزارة بتحديد الأسعار، وليس لديهم أي معلومة بخصوص استيراد الأضاحي وتحديد أسعارها.

وأضاف سلطان أنه من المفترض أن يتم تحديد الأسعار من قبل الوزارة، مع مراعاة عمليات النقل فور استيراد الأضاحي ووصولها إلى الدولة الليبية.

ونبه إلى أن وزارة الاقتصاد منذ حوالي عامين لا تعمل بشكل جيد ، ولا تقوم بدورها على أكمل وجه ولم يتم مخاطبة مكتب سبها ولا وضعه في الصورة وخاصة فيما يخص الأضاحي ، مشيراً  أن المكتب يتعرض للتهميش المتعمد منذ أن تم نقل الاختصاصات إلى البلديات ووزارة الحكم المحلي.

وأشار إلى أن تحديد أسعار الأعلاف من اختصاصات وزارة الزراعة ، حيث كان من المفترض توزيعها على جمعيات مربيّ الحيوانات.

وأوضح مدير مكتب البنية التحتية ببلدية سبها “عبدالجليل اشتيوي “بأن البلدية وضعت خطة عمل  للحفاظ على الطرقات والشوارع وشبكات التصريف خلال فترة عيد الأضحى ، حيث كلفت بتنفيذها شركة خدمات النظافة سبها ، بدعم جهاز طارق بن زياد للخدمات والإنتاج ، بالإضافة إلى العمل على الرفع من المستوى المعرفي والتنويه من خطر انتشار المذابح والمسالخ بالشوارع ، وإرشاد المواطنين برمي القمامة والفضلات في الأماكن المخصصة لها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :