الشعر جواز سفر ، وطن وخلود ، مساحات سحر ، تحليق على أجنحة الأحرف والكلمات وبوح لا ينتهي ، مداده حبر الروح لعوالم غير مرئية ، واليوم ها أنا أحاور شاعرا لا يحتاج أن يقدم نفسه، فشعره بمثابة بطاقة تعريف وتذكرة عبور لكل القلوب الجميلة بجمال قلبه وروحه، أنه الشاعر علي ألرحيبي كان للحوار معه متعة تفوق التصور ، إجاباته عفوية شديدة الوضوح ، متمكن في الأدب واللغة والشعر والحياة .. هكذا بدأ لي وأنا أحاوره ، فهو مؤمن بأنه لا طقوس للكتابة ، إلا الشعور بالامتلاء ونضج الحالة الشعرية .
حاورته / حنين عمر
________________________________________
الشعر يعنى التلازم بين الصورة والايقاع ..بدون ذلك فلا يوجد شعر
- الفعل الكتابي والتأليف الشعري هل له آلية خاصة عند الشاعر علي الرحيبي؟
– لا أستطيع القول بان له حالة خاصه بالمعنى الطقوسي واعتماد أجواء لها تميزها ، وهيئات خاصة للكتابة، الشرط الأساسي الوحيد هو توفر الرغبة فى الكتابة والشعور بالإمتلاء بالحالة بالمعنى ونضجه لأكون جاهزاً للكتابة على المستوى الداخلي، يبقى المناخ الخارجى مرتبطا بتوفر الامكانيات لإمساك القلم والتعاطى مع الشعر كتوفر المكان، وقدر من عدم الإنشغال بأمور أخرى تجعل الكتابة صعبة أو مستحيله، فى حالات يكون فيها الحاح الحال والمعنى قوياً وعدم توفر شرط خارجى يسمح برسم الحروف على الورق الجأ الى الكتابة فى الذهن اذا ماتوفرت حالة من الهدوء تسمح بذلك ( وهى حالة او قدرة اكتسبناها خلال مرحلة السجن فى الفترات التى تنعدم فيها مقومات الكتابه من ورق وأقلام فكنا نكتب بالذهن والذاكرة) وحين تتاح فرصة التدوين نكتب ما تَخزن فى الذاكرة .
الخلق الشعري أشبه بعملية إعادة صياغة للخشن والملموس والمعتاد بصيغة أشد كثافة وجماليه.
- ماهو سؤال الشعر لديك؟
– سؤال الشعر عندي يتلخص ويدور حول امتلاك القدرة على الإمساك بالصياغة المكثفة والجمالية للحياة بمعناها الواسع وهى صياغة فى العملية الشعريه مادتها اللغه بما تعنيه من حرف وعباره ذات طبيعه تجريديه لماهو محسوس بالحواس وما ينتج من هذا الوعى الحي عملية الحس من مشاعر وعواطف تضطرم فى النفس الإنسانية وتثير انفعالها وتفاعلها
وعلى هذا الأساس تبدو عملية الخلق الشعرى اشبه بعملية اعادة صياغه للخشن والملموس والمعتاد بصيغة أشد كثافة وجماليه بغض النظر عن قبح الأصل المنتزع منه التجريد او المعنى الكامن ، الشعر جمال فى الإنتاج والصياغه، تمنح المعنى عمقاً حتى وان كان هذا المعنى يتسربل بماهو حزين أو مؤلم،
ربما تكون صياغاتى فى الإجابه غامضة الى حد ما ولعل ذلك يعود الى محدودية المساحه للإجابة على مثل هذا السؤال الكبير، لكن من المهم التأكيد على أننا نتحدث عن حالة من حالات الفعل التجريدى الذى يميز الكائن الإنسانى وهو الفعل الذى تسبح الكتابة الشعريه فى بحاره مسكونة بطموح التكثيف والجمال
- في قصائدك أثر أحياناً خفي وأحياناً ظاهر للصوفية؟ فكيف تصف هذا الأثر؟
- الحس والروح الصوفيه هى ( الثدي ) المدرار والأصيل الذى يمتح منه الشعر، النزوع الصوفى بتصوري أصيل فى الذات الإنسانية الشغوفه بالمطلق التواقه الى وعي الوجود فى كليته واستيعاب الا نهائي العصي على الإدراك والإحساس به بكيفية ماديه ، فالإنسان من حيث كونه انسانا فى كل زمان ومكان يواجه مايسميه الفلاسفه ب ( صدمة الوجود ) والأسئلة الكبرى الناتجه عنها من قبيل من أين والى أين ومعنى الوجود والحياة …الخ ، واشواقه فى الخلود والسيطرة على الطبيعة والتحرر من شروط الضرورة طبيعية كانت أو إجتماعيه ( ربما فى هذه الأشواق يكمن معنى الروح الالهية التى نفخها الله سبحانه فى الإنسان..)، أن هذه المناخات الصوفيه بتقديري هي المنابت الحقيقيه للشعر الحقيقي ..
التجربة الشعرية الليبية بها تجارب ملفته ومقتدرة على مستوى قصيدة النثر
- أنت من كتاب القصائد الموزونة والمقفاة والعمودية، هل لك تجارب فى كتابة القصيدة النثريه ؟ وما رايك فى هذه القصيدة ومدى نجاحها فى ليبيا ؟
– أولاً.. لا أعتبر نفسي من كُتاب القصيدة التقليدية ( العموديه ) ..وإن كنت لا أرفضها فهناك قصائد عمودية رائعة لشعراء معاصرين صائد ( الجواهري) و ( عبدالرزاق عبد الواحد ) وغيرهما ..
أنا اكتب ما يسمى بشعر التفعيله الذى ظهر مع بداية الحركه الشعريه والتى من أبرز روادها ( بدر السياب ) و( نازك الملائكه ) وهذه الثورة التى اسست لشكل وصيغة جديدة فى الكتابة الشعرية تجاوزت الشكل الكلاسيكي للقصيدة العربية المؤسس على البيت العمودي المكون من صدر وعجز وروي قافيه والتزام بتفعيلات البحور الشعريه المعروفة والتى حددها ( الخليل بن احمد ) واضاف لها ( الاخفش ) …الخ
لقد كسرت الثورة الشعرية البنيان الكلاسيكي لكنها احتفظت بالتفعيلة وفق ما احتوته البحور الشعرية بإعتبارها وحدة ايقاعية وجرس موسيقى تعكسه توزيعات المتحرك والساكن من حروف الكلمه ، وبالرغم من هذا الإيقاع والجرس النغمي يعتبر من مكنونات البنيان الشكلى الظاهري لكنه فى نفس الوقت ظل مهما لتمييز المقول الشعرى عن غيره من أجناس القول الأخرى فالشعر مرتبط بالايقاع، طبعا مجرد الإيقاع لا يخلق شعراً، فهناك الصور والمعانى التى تعتبر أركانا أساسية فى أي منتج شعرى حقيقي ينبغى أن تكون مضفورة مع الإيقاع ليكتمل البناء الشعرى ، أن ما يسمى بقصيدة النثر والتى لا تلتزم بالتفعيلة وايقاعاتها بتقديري لم تفلح فى انتاج ايقاعات جديدة ( تفعيلات جديدة تحتوى على هارمونى جديد فى توزيع المتحرك والساكن يتجاوز الهارمونى الموروث ) وقد ركزت القصيده النثرية على جماليات الصورة والتراكيب اللغويه فى محاولة لتعويض غياب الإيقاع ، وقد تسرت هذه الجهود عن نتاج لاشك فى ثرائه وعمقه وجمالياته الباطنيه ، لكنه فى تقديري ظل قاصرا عن تحديد هويته الشعريه المتميزه كجنس يتمايز عن أصناف الكلام الأخرى النثرية العالية التشكيل كمنثورات المتصوفه ( مثل مواقف النفرى ) .
ووفق هذه الذائقة عندي لم أجد فى نفسي الاستعداد للتعاطى مع هكذا نتاج كشعر، كتبت فى مراحل ما على هذه الشاكلة لكنى لا انحاز لوصف ذلك بالشعر ، لذلك وعلى مستوى الكتابة الشعريه لازلت ارى فى التفعيله كوحدة ايقاعيه جزء من العملية الشعرية والتزم بها دون ان أشعر ان فى ذلك قيدا يحد من حرية المخيلة الشعريه او يحاصر تدفق المعنى الشعري او يسم الصياغة بالتكلف والصنعه …
وفى التجربة الشعريه الليبيه هناك تجارب ملفته ومقتدره على مستوى قصيدة النثر – كما لدى الشاعر مفتاح العمارى على سبيل المثال لا الحصر – وربما سينتج مستقبلاً ما سيجعل هذا النوع اكثر تاصيلاً زاد تميزا مما يكسبه سماته الإيقاعيه الخاصة والمبتكر ليكتمل بها بنيانه الشعري الذى يميزه عن ماهو منثور ..
- علي الرحيبي أحد المعتقلين السياسيين في فترة حكم القذافي، حدثنا عن تجربة السجن، وهل ساهمت في صقل موهبتك الشعرية أم أخرتها؟
- حقيقة لا أجد حماسة للحديث عن تجربة السجن ، ومنذ خروجى منه فى عام 1988 بعد قضاء مايقارب من 10 سنوات إلا بضعة شهور كنت اتجنب الحديث عنها وحتى ان اضطررت للحديث كنت أركز على استحضار المواقف الفكاهيه والمفارقات التى مررت بها ذات المعنى السخر والعجائبي ، ربما كان ذلك للتغلب عن مرارات عذاباتها على المستوى الشخصى والتحرر من تأثيراتها المرة.. ولهذا سيكون بوسعي الحديث عنها موضوعياً فأقول بأن تجربة السجن بشكل ما تعتبر مصدر اثراء للتجربة الشعريه بما توفره من مساحات تأمليه من ناحيه وبما تفجره فى النفس من أشواق ضاريه للجمال وتلك القدرة الرهيبه التى تمتلكها الروح المتشبثه بالحياة فى خلق الجمال فى أشد الأماكن قبحا وإختراع البهجة فى اكثر اللحظات وحشه ، خصوصاً عندما يكون لدى الإنسان وعي حقيقي وفهم لصراعات الدنيا والتاريخ الإنسانى وقوانينه وسنن الله فيه، أن الشعر وفق هذا الوعى يكون أشد نضجاً وحرارة وصدقاً وسيكون اداة توازن للروح وشحذ لقدراتها على المقاومة واستيعاب المحنه ، كما أن مناخات المحنه ايضا تجعل الحال الإيمانيه أشد عمقا، فالله يكون اكثر قربا وحضورا فى النفس عندما تشتد المحنه ، وكل هذا يشكل رحماً مثاليا للشعر
لا يمكننا صنع حداثة أصيله دون إمتلاك للموروث
- علي الرحيبي من جيل ربما يطلق عليه جيل الأصالة، فكيف يمكن أن نوفق بين الأصالة والمعاصرة حسب رأيك؟
- هذا سؤال يفتح باباً لبحرٍ لازال موجه مضطرما فى فضاء ثقافتنا العربية المعاصرة،إنه من اسئلة النهضة الكبرى التى سال فيها حبر كثر واحتدم حولها صراع وجدل فكري مشهود منذ بدايات القرن الماضى ومواجهة مجتمعاتنا لأسئلة النهضه فى سياق تاريخي تمثل فى تحول الرأسمالية الى مرحلتها الامبرياليه حيث سعت لرسملة العالم وتحويله الى صبغ التابع للمركز الرأسمالي، إن هذه الوضعية انتجت مفارقه تتمثل فى أن النموذج المعاصر الذى مثلته الحضارة الغربية وقيمها هو نموذج نتعاطى معه بحالة صراعية، أي أننا نحاول تمثله ونجتهد للتحرر من سيطرته فى نفس الوقت، وفى هكذا مشتجر زاغت عقول سواء من تماهى مع المستعمر الرأسمالي وأستسلم له متبنيا أطروحته دون عقل نقدي، أو من انكفأ الى ماضٍ يُشكل هوية تاريخية للأمه فإنتهى الى موقف متحجر لا يستجيب لشروط الحياة، وهكذا يلتقي الموقفان الى خلاصات عدمية فاجعة
- جيلي كان شاهدا على هزيمة المشروع النهضوي العربي فى حلقته الأخيرة التى قادها التيار القومي
- لا أخفى ان جيلي كان شاهدا على هزيمة المشروع النهضوي العربي فى حلقته الأخيرة التى قادها التيار القومى، لذلك كان أشد احساسا بحرقة سؤال الأصالة والمعاصرة، وربما كنت أكثر رفاقى انشغالاً بهذا الهم ، وأكثر تشابكاً مع قضاياه، واشتغلت على تكوين عقل نقدي لكل اطروحات النهوض العربي ، وتأسست عندي قناعات تربط بين موروثنا وهويتنا العربية الاسلامية وأسئلة عصرنا وأعتقد ان هذا هو أساس لازم لأن نقدم ابداعنا وتميزنا ، ومن هنا امتليء بروح المؤمن المسلم الذى يبتغى أن يقدم فهمه ورؤيته لواقع اليوم كا ابن له وليس وفق رقي وفهم قدمها الأسلاف لواقعهم، علينا ان نبدع فَهمُنا واجتهادنا بذات الجهد الذى بذله اسلافنا تجاه واقعهم ولا نكتفي بتكرار واجترار ما قالوه ، وفى هذا فليتنافس المتنافسون..
- أسمعُ كثيرا عن جملة “أدب ملتزم” فهل يؤمن الشاعر بكلمة ” الأدب الملتزم”؟
- حقيقه هذا المصطلح ( الأدب الملتزم ) كان يستخدم للرد على دعوات انتشرت فى مرحلة تاريخية من تاريخ الثقافة الرأسمالية روجت لمقولات تسعى لعزل الأدب والفن عموماً عن الحياة وافراغه من مضمونه الإجتماعي تحت ستار الانحياز للقيم الجمالية والفنية للمنتج الأدبي وترددت مقولة ( الفن للفن ) ..وكل هذه الدعوة تنطلق من مقدمة مزورة تَدعيب ضرورة التزام الفن بالحياة وقضايا الإنسان العادله فى صراعه ضد الظلم والقبح والبشاعه التى تنتهك انسانية بنى ادم انما هى على حساب القيم الجماليه اللازمه للعمل الادبي والفنى.. والمتامل لهذه المقوله بعمق بوسعه أن يكتشف أنها لا تعني ولاتهدف حقيقة إلاّ الى تحييد سلاح الأدب عن معركة الإنسان من أجل تحسين شروط حياته ، وهى بهذا المعنى وبصورة من الصور دعوة ملتزمة بماهو معادي للإنسان .. أن الأدب نشاط إنسانى، وكل نشاط إنسانى يتصف بأنه ليس إلاّ استجابة لحاجات الإنسان الحقيقيه، وبالتالى فإن الأدب حتم عليه أن يعكس فعالية الإنسان وطموحاته وأشواقه وتطلعه للمثل العُليا ذات الصله بتحسين شروط الحياة والعيش فى عالم تسوده العدالة والحرية، طبعا كل هذا يكون دون الإخلال بالشروط الجماليه اللازمه للعمل الأدبي التى تحول دوم تحوله الى خطاب دعائي تبشيري سطحى ممجوج، .العمل الادبي ينبغيأن يكون ذا معنى، ولدينا مثل شعبي يلخص ذلك يقول ( الكلام بلا معنى .سفاهه)
- أين يقف الشعر والشاعر الليبي، والأدب الليبي والأديب الليبي اليوم إذا ماقورن بالشعر والشعراء والأدب والأدباء العرب والعالميين؟
– لا جدال بأن النتاج الأدبي الليبي له موقعه على خارطة الأدب العربي وهذا تؤكده تلك المكانة المرموقه التى احتلتها أقلام ليبية معتبره ممن اتيحت لها فرص التواجد والكتابة خارج ليبيا مثل الصادق النيهوم، وأحمد ابراهيم الفقيه ، وابراهيم الكونى مثلا ، فقد قدمت هذه الأقلام اعمالا فرضت نفسها بجداره على الساحة العربيه وحتى العالمية .
وباعتقادى ان ضعف حركة النشر والتسويق فى بلادنا وغياب الماكينة الإعلاميه والدعائيه والتعريفيه بالمشهد الأدبي جعل الكثير من النتاج الأدبي الليبي فى الظل وبعيدا عن عين القاريء العربي رغم كونه يحتوى نتاجا عالي المستوى وجدير بان يحتل مواقع متقدمة على الخارطة الأدبيه العربية وحتى العالمية .
- لماذا لم نرى منشورات علي الرحيبي، أم انك ضد النشر، ومارأيك بوسائل الإعلام الحديثة كوسيلة للنشر ؟
-/ الكثير من الأصدقاء يوجه لى ذات السؤال وبصيغ لوامة احيانا ، الحقيقه ليس ثمة سبب مباشر وواضح ، ربما فى وقت ما كان الهاجس الأمنى والرغبة فى تجنب المشاكل تجاه سلطة لا تتورع عن التعاطى بقسوة مبالغ فيها تجاه مايزعجها وما لاترضى عنه مهما كان بسيطا ومحدود الآثر ،خصوصا بعد الخروج من تجربة سجن كان الحكم فيها بالمؤبد ثم رفع للإعدام من قبل محكمة ثورية عقدت جلساتها واصدرت حكمها هذا بالتصفية الجسدية..حسب تعبيرها.. دون ان نمثل أمامها او تسمع اقوالنا ورغم أننا كنا فى السجن نقضى عقوبة التأبيد ومضى من اعمارنا فيه وقت نظرها للقضية أكثر من 6 سنوات !!!!
هذه الهواجس الأمنيه القاتلة لأي حماس فى النشر ربما جعلت مسألة النشر لا تتحلى بالإهتمام الكبير عندي، ومع هذا فقد نشرتُ بعضا من النصوص ببعض المواقع الإلكترونيه كموقع براح الأدب ،كما ساهمت بالنشر ضمن الموسوعة الشعرية العربية الكبرى، التى تشرف على اعدادها مشكورة الشاعرة المغربيه ( فاطمه بوهراكه )
كذلك ربما يساهم فى هذا الإهمال فيما يخصص النصوص الشعرية، انصراف إهتمامى مؤخرا الى انجاز جهد فكرى يتصل بمحاولة تقديم فهم معاصر” للقرأن الكريم ” الذى اعتبره كتاباً مؤسساً ومكملاً للهدي الالهى اللازم لتكون حياة الإنسان جديرة بقيمة الإنسان العليا كمخلوق تمتع بروح من الله سجدت له الملائكه وسخرت له الدنيا بل والكون بأسره ..
وهو جهد اعنونه بعنوان ( الاقتراب من الحرف المقدس / مدخل لفهم القرأن )
ادعو الله ان يمد العمر ويعين على انجازه وفق ما أتمنى
- هل يمكن أن تسمعنا بعضاً من شعرك هاهنا؟
بكل سرور اخترت لكم قصيدة بعنوان:
” صار الصمت على العشاق دليلاً ”
باللوز وبالليمون
وبالليل المكتظ
بشهوات زخرفها اللحن الصوفى
اغازل تاء التأنيث بقلبى
واضم جراحى
من أين أباشر تعرية الفل
أرتب كفي كي تلمس شهقتها
وأعد سلاحي ؟
أيقظت حروفى قاطبة
وإخترت ( الألف ) عنادا
وتوسلت به مفتتحا لرياحى
كانت ( تاء التأنيث ) هناك
فى الركن الأيمن من قلبى نائمة
أطلقت عليها رشقة فل فانتبهت
وإشتد الألف وضوحا
أعيد الطلقة ثانية
فاستيقظ فى أقصى غابات الليل
غزال عربى القسمات
وكان فصيحا
رمز العشاق غزالي هذا
فأقصد فى مشيك
وأغضض من صوتك
يا ألفا من نحو الصوفية سكرانا بالخلق
ممتلئا بالوجد صريحا
وعلى مهل يختمر الليل بقلبى
يحلب من تاء التأنيث لبانة عشق
ويعشق روحى فى قوس الخصر
لتصبح وترا بالشدة ينظم
وبالضم يدوزن ماكان من الألحان جميلا
اى ..مقام هذا
الف بين التفاح وكفي
خلف لعثمة فى لغتى
حين تصاعد بالنغمات
وماكان علي بخيلا
صارت معجزة النغمات هنا صمتا
يفصح اكثر من اي كلام
تلك اﻵية من رب الكون
فسبح ياقلب هنا صمتا..