كتب :: سالم الهمالي
ليس سرا ان الشعب الليبي مغرم بسويسرا، وكثيرا ما تسمع او تقرأ كلمة (الشعب السويسري) في حديثهم او ما يكتبون. ربما، يكون الامر له علاقة باعتزاز الليبيين بأنفسهم او ما حققوه من إنجازات على مستوى العالم، بما يؤهلهم لمنافسه السويسريين في مكانتهم الدولية، بتميزهم بنظافة بلادهم ودقة مواعيد ساعاتهم واكتنازهم لثروات الشعوب والحكام والافاقين من كل بقاع المعمورة في بنوكهم.
قد يتوهم البعض ان ما ذكرته هو (جكترة)، لكن أستطيع ان اسرد أمثلة تبين مصداقية ما كتبت، فعلى سبيل المثال: ذكر احد روؤساء الوزراء للمملكة الليبية في مذكراته انه كان في سويسرا لحظة انفجار/انبلاج ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم مما أنقده من الوقوع في قبضة الحكام الجُدد. إلا ان الاكثر اثارة في مذكراته ما اضافه بأن تلك الزيارة لم تكن الاولى او يتيمة بل عدّد اكثر من عشر زيارات، وان طبيب زوجته المفضل سويسري، ولم يتبقى معه إلا ما يفوق الأربعين الف دولار في ذلك اليوم من عام ١٩٦٩.
وعلى ذكر الفاتح، لايزال بعض الليبيين يتذكرون تلك الدعوات لتفتيت وتقطيع دولة سويسرا إربا إربا او كانتونات متفرقة!!
طبعا، نحن نعلم ما حققناه على مستوى العالم، لكن تظل مشكلتنا ان العالم يبدو انه لا يدرك ما حققناه .. لما لا يعترفوا بأننا شعب الثورات التي لا تبقي ولا تذر، او على الأقل شعب الثروات، وبنوك سويسرا لابد ان تكون شاهدة على ذلك.
من يُصَدق؟!.. ان الدولة التي كانت تنادي علانية بتقسيم سويسرا، بما يشكل سابقة وخارقة لم ينال شرف سبقها احد في العالمين، اصابتها لعنة السويسريين فأصبحت اثرا بعد عين؟!
تخيل .. تخيل فقط، انك تقرأ في خطاب من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة وامام كل وفود دولها، تطالب فيه العالم ان يقوم بمهمة تقسيم سويسرا؟! ليس دونالد ترامب وحده من يستطيع ان يقول ما يشاء، فهناك آخرين مثله.
اسباب كثيرة تدعو الى زيارة سويسرا او بالتحديد (جنيفا)، ففيها بدأت قصة الامم المتحدة قبل ما يقارب القرن من الزمن، وفيها كان يُزمَع إقامة مؤتمر جنيف لحل القضية الفلسطينية (اختنا الكبرى)، وليس بعيد عنها يُزمِع الليبيين الحضور فرادى وزرافات لحضور مؤتمر (باليرمو) لحل القضية الليبية، تأسيا بالأخت الكبرى وشعبها الذين أصبحوا ذوايح في بلدان العالم .. ويبدو ان الشعب الليبي يتبع خطاهم وأخطائهم كذلك.