الشعر بلغات العالم في الدورة الثانية لملتقى عليسة الدولي للمبدعات بتونس

الشعر بلغات العالم في الدورة الثانية لملتقى عليسة الدولي للمبدعات بتونس

  • نيفين الهوني / فسانيا – خاص تونس

افتتحت بدار الثقافة ابن رشيق في العاصمة تونس فعاليات الدورة الثانية لملتقى عليسة الدولي للمبدعات تحت شعار هن عطر الكلام والذي تقيمه جمعية تونس للإبداع والسياحة الثقافية التي يرأسها الشاعر عادل الجريدي وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للثقافة بتونس وبمشاركة بيت الشعر بالقيروان ومعهد تونس للترجمة ودار الثقافة ابن رشيق وقد تنوع البرنامج العام للملتقى وضم ثلاث ولايات هن زغوان والقيروان إضافة إلى العاصمة تونس.

حَفْل وَعرْضُ وَتَكرِيمٌ

بدأ الملتقى بافتتاح معارض الفن التشكيلي والصناعات التقليدية واللباس التقليدي بمشاركة مبروكة الشرقي برينسي ثم شهد حفل الافتتاح عرضا فنيا شعريا مسرحيا تكريميا متنوعا تحت عنوان «هن عطر الكلام» حيث تخلل العرض المسرحي الذي تحدث عن أبرز نساء تونس عبر التاريخ تكريم للشاعرة جميلة الماجري مديرة بيت الشعر بالقيروان ومديرة أيام قرطاج الشعرية . والأديبة والروائية والصحافية د. فاطمة العلي من الكويت وقدم الحفل الشاعر والإعلامي وليد الفرشيشي بمشاركة الشاعرة سلوى الراجحي بالإضافة إلى وصلة غنائية للفنانة غنوة ثم قراءات شعرية للشاعرتين فاطمة النزال وفاطمة بن فضيلة

جَائِزَتَانِ وَالثّالِثَة حُجِبَتْ

أعلن في نهاية الحفل عن نتائج مسابقة ملتقى عليسة الدولي للمبدعات وتوجت الفائزتان في المسابقة الرسمية حيث فازت عن الشعر الشاعرة والصحافية والروائية الثريا رمضان وفازت عن القصة القاصة نعيمة قربع أما جائزة الرواية فقد حجبت وضمت لجان التحكيم كلا من الشاعر حافظ محفوظ والشاعر يوسف رزوقة والدكتورة سلوى السعداوي والروائي محمد عيسى المؤدب والشاعر والروائي وليد الفرشيشي والأديب لسعد بن حسين والروائية والأديبة حياة الرايس

العَلّيسَات مُشَارِكَاتٌ وَشَاعِرَاتٌ ومُبْدِعَاتٌ

شارك في تأثيث الأمسيات الشعرية التي أقيمت تحت شعار (شعر بلغات العالم) والندوات التي أقيمت في مدينة الثقافة بالتعاون مع معهد تونس للترجمة ومشاركة المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة والتي حملت عنوان المرأة المبدعة والحقوق الثقافية لهذا العام أسماء لها حضورها في المشهد العربي والدولي مثل ، من تونس فاطمة بن فضيلة وفاطمة الماكني وهاجر الكافي ود. سلوى السعداوي و الروائية حياة الرايس و أ. مسعودة بوبكر وهاجر صمادح وهاجر كافي ومن الوطن العربي – من المغرب ليلى نسيمي و فاطمة النزال « فلسطين» ود. فاطمة العلي « الكويت» نيفين الهوني « ليبيا» أما من العالم ديمانوفا إيفانوفا بلغاريا» هلال كراهان « تركيا» وقد أقيمت الأمسية الأولى بمدينة زغوان ومن ثم انطلقت الضيفات للتعرف على معبد المياه بزغوان والذي بناه الرومان في الفترة ما بين 117 و138م، انطلاقا من منبع مياه “جبل زغوان” في أوائل القرن الثاني الميلادي، من خلال إنجاز العديد من الحنايا (الحنايا : هي سواقي طويلة شيدت في العهد الروماني لنقل المياه) من منبع مياه جبل زغوان، واتخذت كمعبد للمياه في عهد الإمبراطورية الرومانية في تونس، وقد أمر الإمبراطور الروماني أدريانوس خلال فترة حكمه بتشييد الحنايا، وجلب المياه من زغوان إلى مدينة قرطاج التي كانت مركز الحكم آنذاك، بعد أن اجتاحت البلاد 5 سنوات من الجفاف القيروان وبهجة الشعر بلا حدود حيث تجولت المشاركات في اليوم الثالث والأخير للملتقى في مدينة القيروان التي تعرف بعاصمة الأغالبة هي أول المدن الإسلامية المشيدة في بلاد المغرب وكان لها دور إستراتيجي في الفتح الإسلامي، انطلقت منها حملات الفتح نحو الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا بالإضافة إلى أنها مرقد لعدد من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم و يطلق عليها الفقهاء “رابعة الثلاث،” بعد مكة و المدينة المنورة و القدس وفي هذه المدينة توجد أهم المعالم للقيروان، منها جامع القيروان الكبير و الذي أسسه عقبة بن نافع وقد زرن هذه المعالم وهن مبتهجات ومن ثم انتقلن لبيت الشعر القيرواني الذي ترأسه الشاعرة جميلة الماجري حيث أقيمت الأمسية الختامية وحفل الاختتام وقد أثث للأمسية كل من الشاعرات الشاعرة فاطمة نزال فلسطين والشاعرة نيفين الهوني ليبيا والشاعرة ديمانوفا إيفانوفا بلغاريا والشاعرة هلال كراهان تركيا والشاعرة رادجي باريزول الهند والشاعرة شاكرة بوقطاية تونس وقدم الأمسية الشاعر منذر الشفرة مع استراحة للفنان رياض عبدالله عادل الجريدي رئيس جمعية تونس للإبداع والسياحة الثقافية إن ديمومة الشعر كديمومة الحياة نفسها .

و المرأة قصيدة وجود من دونها لن يكون لهذا الوجود وجود. وهي اليوم تتصدر بقضاياها شواغل الرأي العام العربي و الدولي اعتبارا لتداخل الأنساق الفكرية و الثقافية و الدينية وبروز قضايا المساواة و الحرية من جديد يؤكد على أن التطور في أي بلد يأتي نتيجة توازن بين القوى الخلاقة فيها وملتقى عليسة الدولي للمبدعات مناسبة جديدة أردناها أن تكون نقطة ضوء تشع من خلالها مسارات التحرر التي خاضتها المرأة التونسية و العربية اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا و حضوريا ودعامة لحقها في الممارسة الإبداعية في أقصى تجلياتها التعبيرية وجمعية تونس للإبداع والثقافة السياحة التي تقيم هذا الملتقى هي جمعية ثقافية أهلية تعمل وفق أحكام المرسوم عدد 88 المؤرخ في 24 سبتمبر2011 المتعلق بتنظيم الجمعيات وتعتني بالإبداع بمختلف تفريعاته الفكرية و الفنية و الجمالية و تسهم في تنمية السياحة الثقافية و التعريف بالمخزون الثقافي و الحضاري التونسي تهدف إلى تفعيل دور الثقافة في تنمية المجتمع والمساهمة في تنمية الفعل الإبداعي ودفعه للقيام بدوره في تجويد الحياة والتفاعل الإيجابي مع المخزون الحضاري الوطني والإنساني ,الدفاع عن الحقوق الثقافية في كل تفريعاتها وتنمية روح الحوار والانفتاح على الآخر وتوجيه الفعل الثقافي للتصدي لكل مظاهر التطرف والعنف والانغلاق و تشبيك العلاقات الثقافية التونسية مع محيطها الإقليمي والدولي ودعم مسارات

التحرر التي خاضتها المرأة التونسية خصوصا والعربية عموما والمساهمة في تنمية السياحة الثقافية الشاعرة التركية هلال كرهان سعدت كثيرا بتلبيتي للدعوة والمشاركة في هذه الاحتفالية الهامة التي تعنى بالمرأة المبدعة وخاصة ما جلب انتباهي في تونس درجة الاحترام والتقدير للمرأة فالحضور من المشرفين على الاحتفالية لم ينظروا إلى كوني طبيبة نسائية أو إلى جسمي كأنثى وإنما نظروا إليّ نظرة شاعرة ومبدعة، فالمرأة التونسية محظوظة فعلا.. وقد أعجبت بالحضور الذي استمع إليّ في زغوان وفي بيت الشعر بالقيروان هم ينصتون بانتباه ويقيّمون النص الشعري من خلال الإنصات الجيد وتفاعلهم كان شيئا جدّ إيجابي وسعدت كثيرا ..أيضا تونس هي بلد متحضر وقد أعجبني حسن الضيافة في النزل في الحمامات والمعالم الأثرية وطبيعة مدينة زغوان وخاصة مدينة القيروان والطابع الهندسي المعماري لبيت الشعر بالقيروان وحفاوة مديرة بيت الشعر الشاعرة البارزة جميلة الماجري لنا. .تونس بلد جميل وسأعود مرة ثانية. الشاعرة البلغارية ديمانا إيڤانوڤا ملتقى عليسة للمبدعات كان حقا بالنسبة لي تجربة فريدة من نوعها ومهمة في نفس الوقت. قلت فريدة لأنها المرة الأولى التي أزور فيها تونس البلد العربي الإسلامي وبالتالي المرة الأولى التي أحتك فيها بالشعر باللغة العربية لغة قوية عميقة وجد معبرة.. ما جلب انتباهي أيضا الطابع الهندسي المعماري لبيت الشعر بالقيروان وأيضا الصور المحيط بالمدينة العتيقة يذكرني كثيرا بهندسات معمارية في أوروبا الشرقية ربما هي متشابهة فيما بينها في الأصالة والعمق الحضاري ..وفي نظري ربما يعكس ذلك نوعية الشعر العربي.. حسب wagner الهندسة ليست ببعيدة من الموسيقا وحسب الشاعر الفرنسي Verlaine ليست ببعيدة عن الشعر.. ختاما أشكر صديقتي هاجر الصمادح التي قدمتني لمدير الاحتفالية الشاعر الرقيق عادل الجريدي ووافق على دعوتي…شكرًا الشاعر المميز عادل الجريديالمترجمة التونسية هاجر كافي سعدت جدا بدعوة الشاعر عادل الجريدي لي مدير ملتقى عليسة للمبدعات وأثمن لاهتمامه بالتراجم الشعرية جسور التواصل وتلاقح الثقافات فيما بينها ربما كانت مقتضبة قليلا في هذه الدورة لضيق الوقت إن شاء الله في دورات قادمة يخصص لها الوقت الكافي. شكرًا الشاعر عادل الجريدي دمت مبدعا وشاعراً جميلا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :