الشّخْصُ وَالمُؤَسَّسَةُ …تُونُسُ أنْمُوذَجًا

الشّخْصُ وَالمُؤَسَّسَةُ …تُونُسُ أنْمُوذَجًا

  • محمود أبو زنداح

توفي الرئيس التونسي وهو مؤمن بالعلاج داخل الوطن ..تونس. قبل أن يموت وضع آخر نقطة من كتاب كبير في تاريخ المدرسة البورقيبية … التي نادت بالعمل وتحرير العقول حتى أصبحت مقصداً للكثيرين من دول العالم والجوار في شتى المجالات … سار رفيق بورقيبة عبر سلم المناصب إلى زوايا مختلفة بتونس ، يصطدم ببعضها وينعزل عن بعضها الآخر .. جاءت القضايا الكبرى في الساحة العربية بالسبسي إلى تونس حتى يضمن الاستقرار لتونس الواقعة بين ليبيا والجزائر … لم يكن الاٍرهاب الضارب الأول لتونس ولكن كان الواضح والعنصر الأبرز المهم ، خوف الساسة لم يكن إلا ظاهريا وفِي ملكوته كان عنصر الانجذاب والوئام بين الباجي وحركة النهضة هي الأساس والأهم في الحياة السياسية …. نجح في حل العقد بتراجع النهضة فكانت الدولة أكبر من المؤسسات وخرجت تونس إلى بر الأمان ، عاش الشعب بعيداً عن منطقة كلها صدامات وقطعت دابر المؤامرات. الدستور والمؤسسات هي الضامن والمكمل ، عنصر الاستقرار لأي دولة يبدأ من نقطة القانون واحترام السلطات التنفيذية والتشريعية له … رغم تصريحات الباجي السبسي عن الإسلام والميراث للنساء وقضايا أخرى تمس صميم الوجدان الإسلامي لتونس ومجدها الثقافي المتمدد من كتابات ابن خلدون إلى جامعة الزيتونة وتراها للعمل العربي .. لم يهتز المجتمع التونسي ولم تستغل حركة النهضة وترفع سقف الصراع إلى الحرب ، وانهزم الجميع أمام الدستور وخر كبار الساسة أمام القانون ….فنهضت البلاد وأصبحت على السكة تسير وتحترم ذاتها ومات القائد وتصريحاته ولا يبقى قائد مع الدولة في الدولة الحديثة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :