تقرير : زهرة موسى
الصحافة الليبية أقلام تحت وطأة التقييد
ما بين تقدمها على مؤشر حرية الصحافة و بيئة قمعية وضاغطة، الصحفيون الليبيون كيف يمارسون المهنة؟
حققت الصحافة الليبية تقدما طفيفا في التصنيف العالمي لمؤشر حرية الصحافة و التعبير الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود سنويا ، و تقدمت بمعدل 6 نقاط عن العام الماضي ، حيث صنفت بالمرتبة الثالثة و الأربعين بعد المائة من أصل 180 دولة ، و المرتبة الحادية عشر عربيا ، و لكن على الرغم من ذلك فإن الصحافة الليبية لازالت تواجه عديد التحديات ولايزال الصحفيون يعملون في بيئة قمعية هاضمة لحقوقهم كما وصفها البعض :
مؤسسات تنتهك حرمة الصحافة
تعتقد ” الصحفية فاطمة مفتاح” من أكبر التحديات وجود جهات متعددة نصبت نفسها وصية على الإعلام والصحافة تحاول دائما انتهاك حرمة الصحافة بالتدخل والتأثير على صنع الخبر وبنائه وصياغته بأسلوب يتماشى مع توجههم وأهدافهم ومصالحهم.
ذكرت ” هذه المؤسسات أو الجهات تحاول اختراق خصوصية الخبر وحرمة المؤسسات الإعلامية والصحفية تحاول التعديل في الخبر أو التحريف أو التزييف وتمارس الضغط على الصحفيين و الصحف و إن واجهت الرفض للمصداقية والأمانة الصحفية تجدها ، تحارب الصحف وهذه أبرز التحديات للصحفي الذي يبحث عن النجاح والمصداقية وكذلك له حقوق تهضم فقط لأنه لا يتبع أحد.
تقول الصحفية ” بيه اخويطر ” إن العمل على إنتاج المحتوى الإعلامي في وقت محدد وبسرعة يشكل ضغطا نفسيا و جسديا كبيرا على الصحفي ، وعدم تجاوب المصادر مع الصحفي أيضا يعتبر عائقا ، و كذلك التحديات المالية التي تواجه أغلب الصحفيين في عدم قدرتهم على توفير معدات عالية الجودة ، إضافة إلى قضايا الأمان والتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون أحياناً.
صحافة بلا حرية.
أوضحت ” وقد شهدنا على تعرض بعض الزملاء للملاحقة والابتزاز، و لعل الزميل موسى عبد الكريم رحمه الله أقرب مثال على ذلك فقد تعرض للتعذيب والتنكيل وراح ضحية مادة صحفية حساسة ، و لهذا فٱننا كصحفيين لا تزال حتى اليوم حريتنا في تغطية القضايا الحساسة مقيدة بشكل كبير ، ناهيك عن سياسة القوانين التي تؤثر على عمل الصحافة بشكل عام.
أضافت ” الصحفية آمال بلقاسم ” من منظوري الشخصي هناك عديد التحديات في ممارسة العمل الصحفي خاصة في كونك امرأة فالنساء العاملات في المجال الصحفي يواجهن صعوبات أكبر خاصة في مجتمعاتنا إضافة إلى تحديات أخرى تؤثر على عمل كلا الجنسين تتمثل في نقص الإمكانيات وحرية إبداء الرأي ويتبعها عدة نقاط .
غياب الإمكانيات
يرى ” عبد المنعم ……… ” صحفي من أبرز التحديات التي تواجه العمل الصحفي مشكلة نقص الإمكانيات ، وإذا توفرت فالمشكلة تتحول إلى توظيف العمل الصحفي لأهداف الممول، و أيضا مشكلة غياب التشريعات والقوانين التي تحمي الصحفي ومؤسسته وتحقق سلامته، إضافة إلى مشكلة التأهيل والتطوير والتدريب و الارتقاء بمهنية الصحفي إلى المستويات المواكبة لهذه المهنة ، و كذلك الوصول برسالة الصحفي إلى القارئ أو المتلقي والتفاعل بينهما وتحقيق الغاية من وجود صحافة في المجتمع.
الصحافة الليبية سلطة تابعة
يعتقد “أبوبكر خميس خيلب” أن الصحافة السلطة الرابعة في الدول الكبرى إلا أنها في دولنا هي سلطه تابعة ليست مستقلة فلهذا أكبر تحدٍ هو المُؤسسة التي يتبعها الصحفي وليس الصحفي نفسه.
انتهاك حقوق الصحفيين.
أكد ” محمد إبراهيم ” أن التحديات كثيرة و لكن أبرزها الاعتقال و الاغتيال والتهجير والتهديد لتكسير الأقلام وتمزيق الأوراق الحرة.
أعرب ” ياسين الحسوني ” أن غياب التشريعات والقوانين التي تنظم العمل الصحفي، بالإضافة إلى السلطة، السلاح الذي يحكم البلاد ، هذه أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين.
تقول ” عفاف محمد عمر ” تتمثل أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين اليوم في تضييق المساحة الحرة للتعبير، وتهديدات السلطات لحرية الصحافة، والضغوط الاقتصادية على وسائل الإعلام، وانتشار الأخبار المضللة والزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حجب المعلومات.
تضيف “نجاح مصدق ” أن صعوبة الحصول على المعلومة وعدم وجود قوانين تحمي الصحفي وعدم وجود دولة ودستور وتشريعات هي من أكبر ما يعيق العمل الصحفي في ليبيا.
نوهت ” أريج الأحول ” العديد والعديد من التحديات التي ليس لها نهاية لأنه لا يوجد لها بداية.
يرى ” محمد سحيم ” عدم وجود صحافة وصحافيين، الموجودين دكاكين للاسترزاق.
و اعتبر ” عطية بشير عطية ” لا زالت الصحافة تحت قيود الطغيان تكبل الاقلام.
و في ذات السياق أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن نتائج مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، مشيرة إلى تحسن موقع ليبيا في القائمة العالمية والعربية , حيث احتلت ليبيا المركز الـ 143 على مستوى العالم والـ 11 بين الدول العربية، ما يشير إلى بيئة أكثر استقرارا للصحفيين مقارنة بالأعوام السابقة.
وذكرت المنظمة أنه ” يعتمد المؤشر على خمسة معايير جديدة لتقييم حرية الصحافة، تشمل البيئة السياسية والإطار القانوني والظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى الأمان.
و يتم تقييم هذه المعايير بناء على البيانات الكمية للانتهاكات ضد الصحفيين، والتحليل النوعي الذي يعتمد على استطلاعات رأي أجرتها المنظمة مع مئات الخبراء في مجال حرية الصحافة.
كما نشر المركز الليبي لحرية الصحافة تقريرا بعنوان “عشر ٤سنوات من حوادث. الله غالب فى العنف والترهيب تلاحق ذطالصحفيون فس كل ليبيا” و يتم خلاله عرض لوحة بيانات، تم جمعها خلال السنوات العشرة الأخيرة، حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون و المؤسسات الصحافية ، و أشارت إلى أن الهدف منه تحسين الأليات الوطنية لحماية الصحفيين.
وذكر المركز خلال التقرير أنه طالت عدد حالات الانتهاكات المسجلة في الفترة ما بين عامي 2014-2024 ما نسبته 6% من الصحفيات و 23% من الحالات ضد شخص معنوي (مؤسسة إعلامية)، أما النّسبة الأكبر فقد سُجلت ضد الذكور بـ 71% من الحالات التي تم توثيقها.
كما وثّق المركز الانتهاكات في أغلب المدن الليبية ، حيث سجل أعلى أعداد بطرابلس وبنغازي وما جاورهما من مناطق، إذ سُجل عدد 354 انتهاك في المدينتين من أصل 488 انتهاكًا، وهو مجموع الانتهاكات الكلي التي وثقها المركز في كل ليبيا خلال السنوات 2014-2020.
و أشار إلى أن نسبة الانتهاكات حسب نوع المؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها الصحفي أو الصحفية، أو تلك الواقع عليها الانتهاك خلال سنوات التقرير.
كانت النسبة الأكبر على التوالي :” ➖ الصحفيّون المستقلون بنسبة 54% ، ➖ التلفاز بنسبة 25% ، أما النسبة الأقل، فقد كانت للمواقع الإلكترونية بنسبة 1% ووكالات الأنباء بنسبة 6%.
يذكر أنه ” يحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وتخصص الأمم المتحدة هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية، و تقييم حال الصحافة في العالم، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهماتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية.