الطوفان شعر

الطوفان شعر

محمد الصالح الغريسي

نوح الذي صنع الفلك

بأعين ربّه و الوحي

 لن يعودْ نوح الذي حمل في فلكه

من كلّ زوجين اثنين و من أهله

 لن يعودْ نوح الذي َنَادَى

 ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ «

يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا

وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ »

 لن يعودْ كلّ الذين أراهم

اليوم في الطرقات ..

كلّ الذين يقيمون في القصور ..

و الذين يسكنون الأحياء الفوضويّة ..

كلّ الذين يتعالون في البنيان،

و الذين يتواضعون في العلم

 .. كلّ الذين شقّوا البحر ،

و صعدوا إلى السّماء بسلم ..

كلّهم جميعا قوم نوح و نُوح بَعْدُ

قد رحلْ و نُوح بَعْدُ لن يعودْ

يا أيّها المتعطّشون إلى الدماء

و المجرمون الأشقياء..

يا أيّها الأذكياء و الأغبياء ..

و الأقوياء و الضعفاء ..

و الأغنياء و الفقراء ..

و الخائنون و الأوفياء ..

من الرجال و النساء .

الكلّ على السواء

يا أيّتها الشياطين الخرساء..

هذا الطوفان قادم في الأفق

فإلى أين المفرّ سيغرق الجبال

و السهول سيقلع النبات و الشّجر

و يجرف الرمال و الصخر

و يهلك الدواب و البشر

فماذا أنتم فاعلون و نوح الذي نعرف

 لن يعود فلا عاصم لكم من الطوفان

 لا جبل و لا عمارة و لا مال

و لا تجارة و لا ملك و لا وزارة

و لا مكر و لا شطارة

و لا فُلْكَ لديكم للنجاة

يا أيّها المذنبون بما جنت أيديكم

و يا أيّها الساكتون عن الباطل الذاهلون

عن الحقّ يا من عميت قلوبكم

و أبصاركم يا من رميتم الخير

خلف ظهوركم و استبطنتم الشرّ

و زغتم عن طريق اليقين

هو ذا الطوفان قادم فماذا أنتم فاعلون

انسجي “بينيلوب” ما طاب لك .

ثوب الوفاء فــ”أوليس”

لن يعود سقط “أوليس”

في بئر الغواية و أمسى يعاف الرحيل

 ألم يقتل قابيل قديما أخاه هابيل ؟

 ألم يلق إخوة يوسف في البئر أخاهم ؟

يا عجائب الدنيا السبع أنت أيضا

 سيغمرك الطّوفان و مع ذلك ستبقين شاهدا

على جبروت كائن .. كان اسمه الإنسان

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :