بقلم :: هاجر الطيار
حين تهب العاصفة يا سادتي … ادفنو رؤسكم بالرمل ،ثم اسكبو فوقه مقدارا من دم المساكين و رطبوه بشيء من دموعكم – دموع التماسيح ؛ كي يصبح رملكم طينا و يصبح طينكم حجارة أو أشد قسوة ثم غلفوها بواق متين صلد ، نعم هذا ما تحتاجون إليه تحتاجون ما يحمي أدمغتكم من الفهم ،ويحرس عيونكم من رؤيا الحقيقه، ويسد آذانكم عن صوت الحقيقة ،ويحاصر السنتكم من قول الحق ولا تكتفوا بهذا ، بل اتركوا أجنحكتم الصغيرة ،التي لم تفلح يوما في الطيران، اتركوها في وجه الريح ؛ كي ينزعها عن بكرة أبيها ينتفها ريشة ريشة و لا تخشو ولا تخجلوا أن تتعروا أمامنا ؛فنحن الآن في زمن العري ، ولا يسؤنا أن نرى العراة مجتمعين على ناصية كل شارع وفي كل ناد وزقاق لا تخافوا فعريكم معذور معذور ، وعريكم مستور مستور، لا لا أبدا عريكم ليس عارا؛ فالعاصفة لا تبقي ولا تذر
حين تهب العاصفة يا سادتي:
اطرحوا عنكم كل أثقالكم كل أقنعكتم اطرحوا قناع الدين قناع الأخلاق قناع الورع ثم ،ثم البسو رداء الكذب وتزينوا بحلي الزيف وتعطروا بالكثير الكثير من الظلم ،فالعاصفة يا سادتي لن ترحم هشيم اخلاقكم الهش .
حين تهب العاصفة يا سادتي :
فروا للغاب وتعلموا القوانين جيدا تعلموا أنه :
إن لم يكن لك ناب ؛أكلتك الذئاب وغطى جثتك الذباب
فإن ضاقت بكم الغاب ،ما عليكم إلا الفرار نحو البحار تعلموا فيها كيف تأكل الأسماك الكبار شقيقاتها الصغار ،وكيف تطغى القروش على من لا يملك القروش .
تدربوا على أيدي الاخطوبوبات كيف تتقاذف ضحيتها من يد ظالم الى يد آخر .
حين تهب العاصفة يا سادتي :
عليكم وعلى الدنيا السلام .