مَن لِسبها الودود من ناكر جحود؟
الافتتاحية تكتبها رئيس التحرير
سبها مدينة شهباء، أقرب لقرية بائسة من مدينة حقيقية ، كل ما مرّ عليها من سلطات محلية لم تغيّر من واقعها شيئًا ، سبها أيضا خرجت وصدّرت للعالم قامات فكرية، وعلمية، وثقافية كبيرة، ينكرون حتى أنهم مرّوا بها ذات يوم ، مع احترامنا للقلة القليلة التي تعترف بذلك. شيء آخر مهم، سبها بها رؤوس أموال وتجار ، مؤثرون جدا محليا ودوليا، وحتى عالميا، وبها أحياء بائسة، والله أشبه بالمقابر ، مبانيها عشوائية القمامة تحتلها بالكامل، يسكنها من تحدثنا عنهم قبل سطر واحد. فلماذا لا يهتم هؤلاء بالتنمية المكانية مثل غيرهم من رجال الأعمال في بقية المدن الليبية؟
مثل بنغازي ومصراتة، لن نتحدث عن العاصمة طرابلس فهي محل اهتمام الحكومات. سؤال لا ندري من يجيبنا عنه ، لماذا نفتقد لثقافة التعمير؟
الجميع مستفيد من هذه المدينة التي لا يعود لها معظم السبهاوية إلا في الأعياد، فهم من يقطن وادي الربيع، وخلة الفرجان، وطريق المطار، والقاهرة، وتونس، وتركيا، وغيرها من دول العالم التي قد لا يتسع المجال لسردها هنا.
لهؤلاء عقارات ومحال تجارية في المدينة التي تمنحهم الأموال والانتماء، ولم يمحنوها شيئًا. شركات الاتصالات المتمثلة في شركتيْ المدار ولبيانا وغيرها والتي يقع على عاتقها جزء من التنمية المكانية للمدن التي تمتلك فروعا فيها، هي الأخرى لم تقدم للمدينة شيئًا، بل الشارع الذي يتواجد فيه فرع شركة المدار بائس وتفيض فيه في معظم الأوقات بِرك الصرف الصحي.
أموال صندوق الزكاة في سبها والتي لها أوجه صرف عديدة من بينها إعانة الأسر المحتاجة والمعوزة، والتي توقف الكثير من أبنائها عن الدراسة لمساندة أسرهم، فمنهم اليتيم، ومنهم المتعفف عزيز النفس ، ولا ننسى الأرامل، والمطلقات المتعففات عن السؤال، واحتياجات أطفالهن التي لا تجد موقعا في نفوس المسؤول عن صرف أموال الصدقات والزكاة.
فهل جهاز طارق ، أو رئاسة الوزراء التي قامت بترميم جزء من المباني الحكومية للمدينة ، أكثر سخاءً ومحبة للمدينة من سكانها المقيمين فيها منذ عقود عديدة والذين لا يعمّرون إلا السلبية والخلافات بينهم ؟!