عام دراسيٌ مختلف
الافتتاحية : تكتبها رئيس التحرير
عندما كنا صغارا كثيرا ما رددنا بيت الشعر الشهير للشاعر حافظ إبراهيم: العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها. والجهل يهدم بيوت العز والكرم. وكبرنا وكان وطننا مهدم تماماً ، مناهجنا تقليدية ، ثقافتنا ضحلة ، نضع في ذيل اهتماماتنا الإبداع والفن والثقافة ، بل إن من يدرس الصحافة أو يكتب الشعر ينظر إليه بازدراء من القاعدة الشعبية العريضة ، حصص الرسم والرياضة مستثناة في الكثير من المدارس بل تسبدل بحصص الرياضيات في العادة. جيل ينشأ ومعلموه يعتبرون كل المواد الثقافية إهدارا للوقت وعبثا لا طائل منه كيف يا ترى سيكون تفكيره وأسلوبه ومنطقه؟ وما هي أحلامه وطموحاته وإنجازاته وهل سيكون عابرا في الحياة أم مؤثرا؟!
ومع ذلك كان بعض المعلمين المؤمنين بالإبداع يقاومون ، وكان الكثير من الطلاب المتميزين يحفرون في صخر أمّية المتعلمين ويحققون الإنجازات والبطولات لوحدهم بلا معين. الأجيال السابقة لهذا الجيل المنهوب ستتذكر حتما الأسبوع المفتوح أو الأسبوع الثقافي ، حيث كان التلاميذ والطلاب في مراحل التعليم الأساسي وخلال أسبوع كامل يمارسون مختلف الأنشطة وكان متنفسا لعام دراسي طويل. لكن هذا العام الدراسي 2023 / 2024 يبدو عاما مختلفا تماما فقبل انطلاقه كان الكتاب المدرسي وبنسبة 80 % موزع على مختلف المدارس وتم استلامه بشكل فعلي. بدأت خطة وزارة التعليم لهذا العالم بأسبوع ترفيهي ضمن خطتها التعليمية وهو بالفعل ما كان ينقصنا لاكتشاف المواهب والمبدعين من تلاميذنا لكن الاكتشاف لا يكفي بلا صقل وتدريب ومتابعة وهذا ديدن الشعوب المتحضرة.
ومن هذا المنطق نأمل من وزارة التعليم تخصيص جزء كبير من ميزانيتها لإدارة النشاط المدرسي بل يجب أن يستمر عمل النشاط المدرسي طيلة أيام السنة فعلى هذه الإدارة يقع عاتق اكتشاف النجوم إن ولّيت بالفعل لمن يستحقها وإن دعمت بشكل حقيقي وفاعل.