- محمد الزروق
أربع
وقف أول حكام دولتنا الحديثة الحرة ليعلن أننا أصبحنا مسلمين وأن بإمكاننا الزواج بأربع.. ويوم عقد نكاح أول مجازف على أربع لم يجد لهن قوت يومهن.. خرج إلى الناس شاهرا سيفه..
الريفيرا
هدموا مبنى الريفيرا المنتصب على الجانب الآخر من الرصيف البحري شاهدا على المتعة والمجون.. عادت إحدى الفتيات إلى بيتها ليلا تبكي الريفيرا.. وتنثر شبقها عبر هاتف صغير يحمل صورة حديثة لمدن مضاءة لم تهدم فيها علب الليل..
التمثال
جثم التمثال على وجهه ليغيب رموز الطاغوت.. حطموا عنقه..
دكوا رأسه.. وحملوا أشلاءه الصغيرة.. خبأوها في جيوبهم ليخرجوها قبل أن يهجعوا.. ليصلوا لها ويقبلوها..
المرابي
آخر المرابين في بلدي هلك.. يومها لم يكن أبي قد أنفق مليما على تربيتي بعد.. ومنذ ذلك اليوم ونحن ندين بذات الدين في وثائقنا.. ونصبنا خيمة العزاء لدولتنا الوليدة.. لكننا في عزائنا.. كل له طريقة..
المارد
ظللنا نسمع كل يوم قصة عن مارد يفترس الأطفال في السبخة الخاوية.. حتى عثر على المارد مقتولا وقد وضع سلاحه في فمه.. كبر الأطفال الفرائس.. وصار لكل منهم طفل يفترسه كل يوم..
دعارة
في شارع الدعارة الوحيد المرخص في بلدتي.. كانت لها سمعتها التي جاوزت الجبال البعيدة.. أحفادها اليوم يقفون على المنابر ليعلموا الناس دينهم.. بحد سيف راقص على إيقاع (دربوكة) الجدة..
الساقي
ساقي الخمر اليوناني الوحيد الباقي في بلدتي.. كان يذرع شوارعها القديمة ببدلته الأنيقة وبابيونته القديمة بين بيته وهوتيله القديم.. مات الساقي قبل سنين قريبة..
لكن رائحة الخمر ظلت تعبق من كل مكان في المدينة.. من غرف النوم والمكاتب الحكومية والمتاجر.. وحتى أمام عتبات المساجد..
كل هذه الحكايا دارت هنا.. على الضفة الأخرى من الركام الذي يفصلنا عن الخطر.. حيث الجزء الأقدم والأجمل والأكثر إبهارا في المدينة والذي نزح سكانه منه..