هل يرانا الله خلف تلال من بياض ” 3 “

هل يرانا الله خلف تلال من بياض ” 3 “

  • نيفين الهوني

أشعة الشمس أقلقت نومي، وأيقظتني من سباتي، على مايبدو أن الإلحاح في طلب الرحمة كانت نتائجه مبهرة نمت سبع ساعات كاملة، لكن ليتني أغلقت الستائر حتى أنام أكثر ماذا سأفعل بالنهوض باكرا والأيام هنا تتشابه في انتظار أن تبشرنا منظمة الصحة العالمية بأخبار جيدة بعد شهر من الأخبار المزعجة والسيئة والغير متوقعة، وكميات الارهاب النفسي واطنان الخوف الذي تبثه عبر بياناتها كل ساعة. نهضت من الفراش لأجلب هاتفي من أبعد ركن في الغرفة ، وأقرأ آخر مستجدات هذا الكوكب مع  المرض هههه لما أضع هاتفي بعيدا عني خشية الإصابة بأمراض مستعصية بسبب الاشعاعات الصادرة عنه، والعالم فجأة صار قاب قوسين أو أدني من النهاية الجماعية بمرض لم نحسب له اي حساب ولم نسمع عنه قبلا، ظهر فجأة واخترق كل برامج الوقاية والحماية وكل المنظومات الصحية والامنية القومية، كل شيء وهم كل منظوماتهم المنيعة وحصونهم دُكت ..  الدول العظمى والصغرى ودول العالم النامي كلها أكذوبة، العالم الاول مثل الثالث في انتظار الفناء دون سبب وجيه وبفايروس لا يعلمون عنه شيئا،  ولازالوا يتباحثون في جيناته الاساسية ومراحل تطوره الفجائية وأسبابه وأعراضه وونتائجه النهائية،  فئران التجارب لم تعد تكفيهم للوصول للمعلومة العلمية العالم يتجه نحو استخدامنا بدلا من فئرانهم يا الله أرحمني من أفكاري السوداوية .

فتحت الهاتف..آخر الاخباراليوم 29 مارس 2020 الاجندة اليومية للنشرة العربية تقول : لنبدأ من هنا المتابعات الاخبارية (دولي) “جائحة كورونا تواصل تفشيها في العالم بتسجيل اكثر من 60 ألف إصابة في اليوم الواحد ليرتفع الاجمالي الى ما يزيد عن 660 ألفا بينهم أكثر من 30 ألف وفاة” يا إلهي ماهذا البؤس تبا لكل شيء في الحياة، لما جئنا إن كانت هذه هي النهاية. كان امتعاضي واضحا وأنا أتصفح مواقع الاخبار وأتجول بين الدول هتفت بصوت عالي لا أحد نجى من الجائحة لا أحد فوق الفايروس لكن عقلي كان يحاول ان يحد من جموح أفكاري فيصيغ جمل أخرى غير التي تجري على لساني ويردد هامسا : لا أحد فوق إرادة الله لا نمتلك من أنفسنا شيئا، الله يمتحن قوة إيماننا قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا، بينما كنت أصيح بكل ما يعتمل بداخلي دون أدنى مراعاة لأبسط قواعد الايمان بالله، والتي تربيت عليها مذ كنت في الكتّاب ثم المدرسة القرآنية ثم الجامع حتى الآن، كان قنوطي أكبر من قدرتي على قمع رغبة قوية في محاربة كل شيء، وأن كانت النتيجة التحول إلى دون كيشوتا ،ويهتف قلبي (قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) كانت الحرب الدائرة بين لساني وعقلي وقلبي قد حمى وطيسها حتى بدأ جسدي في الارتعاش وبدأت أشعر بالبرودة في أطرافي، إنني أتجمد وعقلي لازال يعمل ليت هذا الجمود يصيبه هو وأرتاح. وفجأة تذكرت شيئا ، أنا لم أتناول افطاري ولم أشرب قهوتي والأهم لم يسألوا عني اليوم ؟ ولم يأتوا لقياس درجة حراتي ، أين الطبيب المقيم؟ لما لم يأتي كعادته صباح مساء وبعد العشاء ابتسمت لنفسي الوزن والقافية اعجبتاني. وبدأت في استخدام آلة غلي الماء لتحضير القهوة بينما أتصل بهم لأسألهم عن الافطار- الذي بات إلزاما علينا تناوله في الغرف – مذ احتجزنا هنا ضمن العالقين في فنادق العالم بسبب الجائحة، عدنا لذات الموضوع! لكن انتظروني قليلا هل أصيب الطبيب ؟ هل غيابه بسبب الإصابة؟ يا إلهي سأصاب بالسكتة القلبية من التفكير، وأرجو الا تصابوا بالملل من ازدحام التفاصيل ..

يتبع

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :