الغبن الاقتصادي و الاجتماعي لواقعة حرية المرأة في ليبيا

الغبن الاقتصادي و الاجتماعي لواقعة حرية المرأة في ليبيا

الدكتور سعد الاريل

   القصد من الغبن هو عدم المساواة في الحقوق و الواجبات بين مواطن و آخر يستغلان الحيز الجغرافي في أي قطر .. وجاءت دساتير العالم لتحدد المعالم الممكنة للعيش الإنساني و سط جماعة .. للرجل و المرأة وأن الدساتير العالمية اليوم تكفل الحرية الفكرية و الاجتماعية والاقتصادية لمواطنيها و ترفع عنهم عدم المساواة و التفرقة في المعاملة .. و حرية الإنسان هو الوثيقة التاريخية في دساتير العالم الكافلة للحريات ..  حرية الرأي و حرية الاعتقاد و حرية التملك و حرية العمل و حرية المواطنة .. هذه الحريات كفلها النظام الإنساني العالمي في تشخيص مسار الإنسان التاريخي .. و لازال هناك تناقض كبير في بلادنا ما بين الفكرة و الواقع يلامس تشريعاتنا الوجودية .. و كأننا مجتمع يعيش فيما وراء التاريخ و لازلنا نهرول وراء ( الفقي ) ونترك ( العالم ) حتى في وراء رؤية ( الهلال ). 

إن المرأة في بلادنا تعاني من حجب المساواة ما بين الرجل  والمرأة و مازالت القوانين الفقهية فيما وراء العلم لحقوق المساواة في قضية المرأة .. في الولايات المتحدة لازالت المرأة تعيش حياة دونية في المساواة ما بين الرجل و المرأة في قطاع العمل فهي تتقاضى نصف الأجر للرجل حتى اليوم .. و لازال قانون الإرث لا يساوي ما بين الرجل و المرأة فللرجل ضعف ما تتلقاه المرأة من نصيب و لا تتلقى المرأة المتزوجة عند فقدان زوجها إلا النزر القليل مع أنها هي التي تدير شؤون البيت في غيابه .. هناك تفارق كبير في المعاملة حتى في الوظيفة العامة اليوم فالمرأة العاملة لا تتلقى ذات المعاملة للرجل في الحقوق الوظيفية و نجد على سبيل المثال أن مصرف ( الوحدة ) لا يوازي بين الرجل والمرأة في امتياز الوظيفة العامة .. ثم إن هناك مسألة تخص المرأة في الحياة الزوجية ما بين الرجل و المرأة ..والتفارق واضح في أن المرأة المسلمة لا تستطيع الزواج من رجل مسيحي مع أن الواقع العملي لا يشهد ذلك، أن هناك مسلمات تزوجن من رجال مسيحيين،  وهذا الحق مقصور على الرجال فقط دون النساء و لم يفرق الدين نصيا ما بين الرجل و المرأة، فكل الآيات تشهد روح التسوية ما بين الرجل و المرأة في المسؤولية و حق الواجب ..( المسلمون و المسلمات ) ..( المؤمنين و المؤمنات ) .. فالقرآن لم يفرق بين المرأة والرجل .. كل له خاصية الوجودية .. بأن كليهما إنسان .. والتفرقة التي نراها في المعاملة كانت إرثا وجوديا للمرأة تاريخيا .. فالله بعد الإسلام عزز مكانة المرأة حيث كانت تعامل بأقل مكانة من الرجل حيث ما ورد في القرآن له خلفية أنثروبولوجي لحياة المرأة ما قبل الإسلام كانت المرأة تعامل بأقل مكانة من الرجل و كانت تسبى و تقتل دون أدنى واجب و كانت توأد و كانت المرأة تعيش حياة دونية عن الرجل وكانت تسبى دون حرج .. و لم يكن لها أدنى رأي في الحياة العامة .. و قد عظم الله مكانة ( آسيا ) امرأة ( فرعون ) و ( مريم ) ..و ( بلقيس ) ..  و( عائشة ) زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :