القبيلة تنخر مفاصل الدولة

القبيلة تنخر مفاصل الدولة

صافيناز شنبير محجوب

القبيلة تلك النواة الاجتماعية التي طالما كان لها حضور قوي علة أرض الواقع في المجتمع الليبي وكان لشيخ القبيلة تأثير قوي في قيادة تلك القبيلة متخذا دور الحكيم والخبير يحل مشاكل أفراد القبيلة وينصاعون لأوامره ولطالما كانت لهم تلك المواقف القوية في حل النزاعات القبلية وخففت كثيرا من العبء عن كاهل المحاكم ومراكز الشرطة تلك الفترة الذهبية كانت شيوخ القبائل مخيرة غير مسيرة ولأن دوام الحال من المحال وكل جسم نهايته العطب لا محالة. فقد بدأت الأرَضة تنخر عصا شيخ القبيلة وانفرط العقد خاصة مع التسارع الكبير في الأحداث السياسية فكان الانتماء السياسي وحتى الديني أقوى من الانتماء القبلي فما كان من القبيلة إلا أن استخدمت بطاقة رفع الغطاء الاجتماعي عن بعض أفرادها تداركا لما قد يحدث لبقية أفراد القبيلة ورفعا للحرج مع شيوخ القبائل الأخرى وإظهار صدق النية للدولة.

أما اليوم فبعد ما حدث ويحدث من تسارع رهيب على جميع الأصعدة لا سيما السياسية منها أصبحت القبيلة تنساق وراء أمور قد لا تكون راضية عنها تمام الرضا ولكن للمصلحة القبلية وإن كانت القبيلة منظومة صغيرة من منظومات الدولة فلا نلوم عليها أمام ما يفعله الساسة في ليبيا من تقسيم أو ما يسمي ب (المحاصصة) وتوزيع الوزارات بحسب المدن فلا يخجل من يعتلي أعلى سلطة في البلاد من أن يقول لك وبالفم الملآن ( هذه حصة مدينة ….. وتلك الوزارة لمدينة ….) وذلك التقسيم ليس بغية في العدالة الاجتماعية لا والله إنما هو الخوف من القبيلة التي أصبحت تتبع مصالحها السياسية فتآزر شخصية ما وتخرج لتخسف الأرض بشخصية أخرى ولنا في إقفال الحقول النفطية من بعض القبائل خير دليل . اليوم حدث تطور خطير في سياسة القبائل فالتقسيم أصبح يطال المدينة الواحدة داخليا فتوزع المؤسسات الحكومية بنفس المنطق ( إدارة الجوازات لقبيلة…….. وجامعة ….. لقبيلة …….) دون أي اعتبار للكفاءة والخبرة ومن عجائب المواقف التي حدثت أن المسؤول عن جهة يختص عملها بالمدن التاريخية قد توفاه الله فما كان من قبيلة المتوفى إلا أن قامت بنقل أخيه الذي لا يفقه لا في التاريخ ولا هندسة المدن شيئا ليشغل مكان أخيه _ وطز فيك يا شهادات _ فمن يعترض أو حتى يعضّ على أنامله ترسل له رسالة تهديد صريحة حتى باتت المؤسسات الحكومية في حكم التوارث القبلي . أما التطور الآخر الذي ينذر صراحة بالخطر وقوف شيوخ القبائل في بعض المدن لتقسيمها جغرافيا فلا تستغرب شيخ القبيلة الذي يصدح بأعلى صوته قائلا ( امتداد قبيلة ……. من مدينة كذا إلى مدينة كذا )

وبهذا المنطق فهو إعلان واضح وصريح لتهميش بقية القبائل في ذلك الامتداد الجغرافي مما أشعل نار الفتنة وأجج ثورة الغضب في النفوس. فترة إعلان الترشح للانتخابات ظهرت النعرة القبلية للمرشحين بشكل منتن فقد تكالب شيوخ القبائل لجمع الشمل من أجل دعم مرشحهم والله وأقولها صراحة بعض المرشحين لا يفقهون أ ، ب سياسية وإنما من باب الوجاهة أن المرشح الفلاني من قبيلة ….. والأمر الأكثر حسرة ووجعا هو الوقوف إلي جانب المرشح للانتخابات حتى لو كان معروفا بفساده وسوء أخلاقه. إن لم يتم تدارك الأمر ووضع علاج لمرض القبلية المستشري في البلاد فلا نستغرب غدا أن تتقاتل القبائل على من يكون رئيس ليبيا القادم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :