تقرير : منى توكا شها
تعاني بلدية القطرون من موجة من الحرائق التي اندلعت في عدة أماكن داخل المدينة خلال الأشهر الماضية، أحدثها حريق في أحد المباني في القطرون المركز يتكون من مجموعة شقق ومحلات أدى إلى سقوطه وتضرر عدة محلات تجارية مجاورة. وما يزيد الطين بلّة، أن البلدية تفتقر إلى أي وسيلة لمكافحة الحرائق، حيث لا توجد سيارة إطفاء في كامل البلدية، ولا حتى وحدة مفعلة للدفاع المدني. ويعزو البعض هذا النقص إلى الفساد والإهمال، في حين يرى آخرون أن الأمر يتعلق بالظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على معاناة أهالي القطرون من خطر الحرائق، ونستمع إلى شهاداتهم ومطالبهم بتوفير الحماية اللازمة لهم ولممتلكاتهم.
* خسائر أقل إن كانت هناك سيارة إطفاء.
صاحب المبنى الذي تعرض للحريق والسقوط قال لنا: “نحن لم نعلم بأمر الحريق إلا في الصباح في حدود الساعة التاسعة. لا نعرف الأسباب الحقيقية للحريق لأن المبنى انهار ولم نتمكن من جمع معلومات دقيقة. لم نتمكن أيضاً من تقدير الخسائر المادية بعد. والأسوأ من ذلك، لم تصل سيارة الإطفاء إلى المكان بسبب تهميش المنطقة من جميع الخدمات الأساسية. لو كانت هناك سيارة إطفاء، لكان الأمر مختلفاً”. وأضاف: “نحن نطالب الحكومة بالتدخل ومساعدتنا في إعادة بناء حياتنا وتوفير الحماية اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث”.
وقال المواطن محمد، أحد شهود العيان، إن المنطقة شهدت عدة حرائق داخل وخارج المدينة، وكلها خسائر مادية في زرائب الأغنام وأيضا في المباني والبيوت. وأضاف أنهم لم يجدوا وسيلة فعالة لإخماد هذه الحرائق، واضطروا إلى استخدام التراب والمياه الضعيفة، ولكن دون جدوى.
*ان لم يتحرك البلدي فعليهم بالاستقالة.
وأشار مواطن آخر، يدعى علي، إلى أنهم يخمدون النيران أحيانا بسيارات مياه الصرف الصحي، مثل ما حدث في حريق سيارة أمام محطة الوقود 411 بقصر مسعود. وحمل المجلس البلدي المسؤولية الكاملة عن هذه الحالة، مطالبا إياه بتوفير سيارات إطفاء ومعدات وقاية من الحرائق. وقال: “إن لم يبادر المجلس إلى توفير هذه السيارات والمعدات، فلا حاجة لهم به وعليهم الاستقالة”.
* سيل من المراسلات والخطابات للمسؤولين دون جدوى.
أما إبراهيم بازنكة أحد سكان بلدية تجرهي القريبة من بلدية القطرون يقول آخر مرة طالب المواطنون بسيارة إطفاء كان في لقاء القيادات الاجتماعية مع المشير خليفة حفتر وقبلها كان هناك سيل من المراسلات والخطابات للمسؤولين، إلا أن موضوع الدفاع المدني أصبح ملفا تعجيزيا صرفا. ويتابع قائلاً المواطنون لجؤوا إلى الحلول البديلة كالتعاون لإطفاء النيران بالطرق التقليدية كنقل المياه في صهاريج.
وبين أن أبرز الحرائق في السنوات الأخيرة التي شاهدها هو حريق كان في بلدية تجرهي سنة 2018 في إحدي الغابات وكادت أن تتطور وكان الجميع على أمل أن لا يتطور الوضع إلى الأسوأ .
* إنذار بكارثة إنسانية موازية لكارثة درنة.
ثاني حريق تعرضت له القطرون كان في محطة وقود تجرهي الواقعة قرب الأحياء السكنية واستمر لمدة يومين وذلك بسبب عجز الدفاع المدني وانعدام سيارات الإطفاء، موضحاً أن آخرها في السنة الماضية في مبنى سكني حديث وسط بلدية القطرون وهو مبنى تجاري فالدور الأول كان محلات أحدها للمفروشات مما تسبب في انهيار المبنى المكون من ثلاثة أدوار وكما هو ملاحظ زيادة حدة النيران منع المواطنين من الاقتراب لمدة أربع ساعات وبعدها انهار المبنى.
ويحذر من أن التساهل في مسألة الدفاع المدني في بلديتي القطرون وتجرهي ينذر بكارثة إنسانية موازية لكارثة درنة ونسأل الله السلامة.
*مختار محلة نقركنمة يطالب بسيارة إطفاء لبلدية القطرون.
في تصريح لفسانيا أكد مختار محلة نقركنمة ببلدية القطرون الكبرى محمد كدينو على ضرورة توفير سيارة إطفاء للبلدية التي تعاني من أزمة قديمة تمتد لعشرات السنين. وقال كدينو إن سيارة الإطفاء هي احتياج ملح لحماية الأرواح والممتلكات من الحرائق التي تشتعل بين الحين والآخر في البلدية التي تضم أكثر من 35 ألف نسمة.
وانتقد كدينو مكتب الدفاع المدني والمسؤولين لعدم الاهتمام بهذا الأمر رغم كثرة المناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال إن المواطن في القطرون يصرخ في وسائل التواصل الاجتماعي ولا توجد آذان مصغية لصوته. وأضاف أنه يلوم المجلس البلدي كجهة تنفيذية أولى ويأمل أن يصل صوت المواطن القطروني إلى الجهات ذات العلاقة لتلبية هذا الاحتياج.
* وحدة الدفاع المدني لا تمتلك الإمكانيات.
و صرح عميد بلدية القطرون، عمر عموره، بأن البلدية تعاني من نقص حاد في المطافئ، مما يجعلها عرضة للحرائق التي تندلع بشكل متكرر في أوديتها النخيلية ومحلاتها التجارية ومساكنها. وأوضح أن وحدة الدفاع المدني بالبلدية ، التي تتبع للإدارة الجنوبية، لا تمتلك الإمكانيات الكافية للتعامل مع هذه الحالات الطارئة.
وأضاف عموره، أن بلدية القطرون هي بلدية حدودية شاسعة المساحة، وتتميز بحركتها التجارية النشطة وجمالها الطبيعي، وأنها تستحق الاهتمام والرعاية من قبل الدولة. وأشار إلى أن الحرائق تسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة للمواطنين والوافدين، وأنهم يحتاجون إلى مساعدة عاجلة لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.
وقال عموره إنهم كمجلس بلدي يسعون إلى توفير سيارة إطفاء للبلدية، مشيراً إلى أنهم طالبوا الجهات الحكومية المختصة بذلك منذ سنوات، وأجروا العديد من اللقاءات في هذا الخصوص، ولكنهم لم يتلقوا أي رد إيجابي حتى الآن. وأعرب عن أمله في أن تتحسن الأوضاع في البلدية قريباً، وأن تتمتع بالأمن والاستقرار.
وفي خاتمة التقرير، نذكر أن الحرائق المتكررة في بلدية القطرون تشكل خطراً كبيراً على سلامة وأمن المواطنين والممتلكات، وأنها تستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة لتوفير الإمكانيات والمعدات اللازمة لمكافحتها والوقاية منها.
وننوه إلى أننا لم نتمكن من الوصول إلى وحدة الدفاع المدني بالقطرون للحصول على تعليقها على هذا الموضوع، رغم محاولاتنا المتكررة،مما يعكس حالة الإهمال والتقصير التي تعاني منها هذه الوحدة الحيوية.