الكرسي..!

الكرسي..!

د :: أسامة عبد النور كوسو

كن ساذجاً او عبيطاً او شيئاً بليداً ببساطه تُدرك ان الكرسي صفيحة خشبية اشتد عودها فأقامت (مسنداً) وارخت وتداً فصنعت (اربع أرجل )ليجلس عليها ذوي (الاربع أطراف )……..اما كيفية الجلوس والغاية من الجلوس فهنا تكمن (المعضله )..!! فالكرسي يعلو من قدر صاحبه بضع سنتمرات من الارض وتبدأ مع هذا الارتفاع حكاية الفوقيه والاسقاط الفلسفي والمنطقي واللامنطقي وتعلو معه (الانا ) ويعلو صوت (المثاليه ) والسمو والكماليه واطلاق عنان النفس للاوامر والفرضيات والتنظير والنظر من علو على كل ما هو تحت مجسداً كيمياء تفاعليه غير منظوره بين (الجالس والمجلوس عليه)…… فالنظره الانسانيه للكرسي تبدو مغايره تماماً لما قيل قبل قليل وتتجلى لنا في (كرسي الاعاقه ) وما تحمله في جنباتها من الاسى والشفقه والانكسار وحب العون للجالس والدعاء له بالشفاء ليظل كرسيه (ذو العجلات) مبغوظا ومهاباً لا تدفع الكثيرين الجلوس عليه .. اما النظره النفسيه لما يشكله الكرسي في نفس جالسه فيعلوا بعليائه ثقةً مزيفه وحب الذات والنرجسيه المقيته واعطاء البعد الكمالي للجالس والدونيه لغيره … اما النظره الاجتماعيه للكرسي فيقول احدهم :كثيراً ما تنوعت في حياتي الكراسي بجميع اشكالها واصنافها تماماً كتنوع البشر فمنهم من ترك أثراً طيباً (ككرسي المقصف المدرسي) ومنهم من ترك الاثر المرعب (ككرسي التحقيق وكرسي الاسنان)ومنهم من يشبه (كرسي الحلاق) فتغادر من جانبه الى الحمام مباشرةً…ومنهم (كالكراسي البيضاء البلاستيكيه تجده في كل المناسبات والمحافل الاجتماعيه رجل محبوب ولطيف مع الكثيرين)….! اما نظرتي للكرسي سياسياً فهو : السلطه والقوة والمال …والتجرد من الفضائل والتحلي بالموبقات وملء الفراغ بالتخمه الفساديه والغرائز الحيوانيه ..وكيف لا …!! فهو من أجله تطير الرقاب وتُباد الشعوب ويصبح العزيز ذليلا والرديئ وزيراً…فهو صراع المقعد الاول …وصراع الكاميرا ..وصراع الواجهه ..والصوت العالي …وصراع التحول الادمي بكل مزاياه الى شيطان تتعدد من تحت يديه اساليب السلطه المتلونه في العسف والظلم والعبوديه والخوف والجور…..ليصبح هذا الكرسي رمزا وكياناً اسطورياً لغريزة الاستماته على الكرسي أياً كان شكله …حتى لو كان على (ثلاثة أرجل ).!………..((أريد ان أكون رئيساً..)).!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :