آنهى

آنهى

  • عمر الطاهر اللمتوني

نحن لم نسأل كثيرا عن آنهي ، و إن كان البعض منا قد سأل ، فقداكتفوا ببعض الإجابات المبهمة ، و بَعضُنَا ركن الى تحليل أديبنا الكبير ابراهيم الكوني الذي اكاد اجزم بأنه أكثر من ألح في السؤال فقيل له او استنتج ، بأنه كتاب الأسلاف ، كانوا ينهلون منه ليهتدوا في حياتهم الى الجانب الأصوب ، و كان الخلف من بعدهم على ذات المنوال .
(( آنهي )) ، اضحى علامة استفهام كبيرة تستحق قدرا كبيرا من البحث و التحليل .
إذ لا يمكن لكتاب يحمل كل تلك الإشارات و الرموز و الاقوال و العبر و الغموض ان يكون مجهول المصدر و الماهية و المصير .
(( آنهي )) : حكم و عبر في عبارات قصيرة لتنهي جدلا و تقدم حلولا جذرية لمواقف غير مرنة. يتعرض لها الأفراد و الجماعات في الأمة ، ناموس حوى حياة امة و فصل احوالها ، ووضع لها الأحكام النهائية في أقوال مأثورة حفظت عن ظهر قلب .
(( آنهي )) هو هوية امة ، نقشت حضارتها على الصخور ، و حفرت آنهي شريعة في ذاكرة الدهور .
إذا ما مصدر آنهي ؟ هذا ألكم الهائل من الحكم في شتى مجالات الحياة ؟
هل يمكن ان يكون مصدره عقل بشري احاط بأحوال الدنيا و اختصر تجارب الحياة لأمة و عرف احوالها و لم يغب عنه مشهد او موقف ابداً ، فاصدر احكامه النهائية عنها ، و هي صائبة بنسبة مئة في المئة ، حتى حفظ الناس أقواله و ثمار خبرته المديدة الشاملة لكل شاردة و واردة ؟
و ان كان ليس او شبه مستحيل ان يكون كائنا بشريا خارق للعادة ، امتد به العمر حتى لم يعد يوجد موقف او حالة لم تمر عليه .
هل يكون مصدره السماء مثلا ؟ ممن لم نقصص عليك ، فمن هو ؟ و متى كان .
هل هو رسالة ام نبوءة ام كهانة ، هل هو زرادشت الصحراء ام بوذا
الفيافئ ،
وً ان كان اي من ذلك ، فلم لا نلملم ما تبقى منه للأجيال التي ربما لن تسمع ابدا ب (( آنهي )) .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :