توشك حكومة التوافق الوطني الجديدة أن ترى النور ونحن على ما يبدو قريبون من الانضواء مجدداً تحت لواء حكومة موحدة بعد فترة مريرة من الانقسام العبثي الذي يكاد أن يقود البلاد إلى جحيم التقسيم .
الجنوب كما بقية أجزاء الوطن ممثل في هذه الحكومة بعضوين من أعضاء مجلس الرئاسة وهذا من الناحية النظرية يفترض أن يكون كافياً لمتابعة أزمات الجنوب الصعبة وحلحلة مشكلاته المستعصية أما من الناحية العملية فالأمر متوقف على مدى قدرة هؤلاء الأعضاء ” ممثلي الجنوب ” على تمثيل المنطقة التي ينتمون إليها بشكل قوي ومدى قدرتهم على الدفاع عن قضايا الجنوب ومدى نجاعة أفكارهم في التصدي للمركزية المتجذرة في الإدارة الليبية منذ عشرات السنين والتي نتج عنها تغول المركز وتهميش الجنوب لدرجة أنه يكاد أن يصبح خالياً من ساكنيه.
والسؤال المهم هنا : هل يجب على أهالي الجنوب الركون إلى عضوين اثنين في مجلس رئاسة الوزراء وانتظار ما سيقدمونه للمنطقة من خدمات مع العلم أن هذا الرهان قد لا يكون في محله ” كما في كل مرة ” فتكون النتيجة مزيداً من التهميش ومزيداً من تراكم المشاكل والأزمات ؟ أليس من الأجدى لسكان الجنوب تنظيم صفوفهم وترتيب الكيانات الفاعلة والنشطة عندهم ” بلديات – منظمات المجتمع المدني – الجمعيات الأهلية – الاتحادات – الروابط – النقابات – الأحزاب – القبائل – وغيرها من المكونات ” ثم التوجه إلى الحكومة الجديدة أو مطالبتها بالمجئ إليهم وعرض مشاكلهم وأزماتهم عليها وطرح أفكارهم حول كل ما يخصهم عليها ومطالبتها بتوضيح رؤيتها للجنوب وسؤالها عن إذا ما كان الجنوب من بين أولوياتها أم أنه ” كما جرت العادة ” أمر ثانوي ؟
ملفات الحكومة الجديدة ستكون كثيرة وكبيرة ومشاغلها ستكون أكبر وأكثر وإذا ما اكتفينا بالجلوس وانتظار أن تصلنا الحلول من هناك دون أن نتحرك فلن يكون حالنا أفضل مما كان عليه مع الحكومات السابقة .